جاءتني رسالة يقول صاحبها: ما هي الآداب المطلوبة التي يتحلي بها الإنسان عند زيادة المدينةالمنورة. وزيارة حضرة النبي . صلي الله عليه وسلم؟ أقول: من أهم الآداب التي يتحلي بها المسلم عند زيارة المدينةالمنورة: أن يذكر اسمها الذي عرفت به بعد هجرة النبي صلي الله عليه وسلم. فقد كانت تسمي قبل الهجرة يثرب. فسماها النبي. صلي الله عليه وسلم. المدينة" حيث أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: أمرت بقرية تأكل القري "يقول ابن البر في التمهيد: قال مالك معناه: تفتح القري وتفتح منها القري» لأن من المدينة افتتحت المدائن كلها" يقولون : يثرب¢ " من التثريب وهو اللوم والتوبيخ" وهي المدينة . تنفي الناس "يقول ابن عبد البر: أي شرار الناس" كما ينفي الكير خبث الحديد¢ وأخرج الإمام أحمد بسند فيه مقال. من حديث البراء بن عازب. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: من سمي المدينة يثرب فليستغفر الله. هي طابة. هي طابة وقد كثر استعمال المسلمين قديما بوصف المدينةبالمنورة إشارة إلي أنها منورة بأنوار هدي ساكنها. عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن آداب زيارة المدينةالمنورة أيضاً: توقير أهلها وعدم الإساءة إليهم لما أخرجه البخاري عن أبي هريرة. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال¢: إن الأيمان ليأزر إلي المدينة كما تأزر الحية إلي جحرها¢. وأخرج الشيخان من حديث سعد بن أبي وقاص ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء" ولذلك ذهب الشافعي في مذهبه القديم وهو رواية عند الحنابلة إلي أن المدينةالمنورة حرم كحرم مكة يحرم صيدها. لما أخرجة الشيخان عن عبد الله بن زيد بن عاصم. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها. وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة¢. ومن آداب زيارة المدينةالمنورة أيضاً: زيارة المسجد النبوي الشريف» لما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي. صلي الله عليه وسلم .قال :¢ لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام. ومسجد الرسول. صلي الله عليه وسلم. ومسجد الأقصي¢. ومن آداب زيارة المدينةالمنورة أيضاَ: زيارة القبر الشريف. للأحاديث الواردة في ذلك. وهي وإن كان في سندها ضعف إلا كثرتها يقوي بعضها بعضاً. ومن ذلك ما أخرجه الدارقطني والبزار عن ابن عمر. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: من زار قبري وجبت له شفاعتي". واخرجه الطبراني بلفظ: من زار قبري بعد موتي كمن زارني في حياتي". وأخرج الطبراني عن ابن عمر. أن النبي. صلي الله عليه وسلم قال من حج فزار قبري في مماتي كان كمن زارني في حياتي¢. ولزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم آداب كثيرة من أهمها: "1" عدم الاستباق بين يدي القبر أو رفع الصوت عنده» لعموم قوله تعالي: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أو لئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة واجر عظيم¢ "الحجرات:3". 2- كما يستحب الوقوف بين يدي القبر الشريف. وتقديم السلام بتوقير دون تجاوز من مزاحمة أو تدافع. أو تكلم بحديث الدنيا ساعة الزيارة. قال النووي: ولا يجوز الطواف بالقبر. وقال ابن قدامة: ولا يستحب التمسح بحائطه ولا تقبيله. ويستحب بعد السلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. أن تبلغه سلام من حملك إياه. وتقرأ الأية الكريمة: "وما أرسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " "النساء:64". 3- ويستحب إيضا أن يتبع زيارة النبي. صلي الله عليه وسلم. بزيارة صاحبيه أبي بكر وعمر. المجاورين للقبر الشريف. فيسلم عليهما» لما لهما من منزلة الجوار الشريف. فضلاً عن مكانتهما في الإسلام. ولا ينسي الزائر للنبي. صلي الله عليه وسلم. أن يزور البقيع وأن يسلم علي أهلها. ففيها السابقون من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقد أخرج مسلم عن عائشة. أن جبريل أتي النبي. صلي الله عليه وسلم. فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل بقيع الغرقد فتستغفر لهم".