وزير الأوقاف أمام الشيوخ: عهد السيسي العصر الذهبي للدعوة وعمارة المساجد    بدء الفعاليات التمهيدية للترويج لافتتاح النسخة الرابعة لحملة «مانحي أمل» في مصر    جامعة الزقازيق تحقق مراكز متقدمة في مسابقة «إبداع 12»    وزارة العمل: «سلامتك تهمنا» لنشر ثقافة الصحة المهنية بالقليوبية    قطع المياه لمدة ثلاث ساعات على مدار يومين لتطهير بئر المعلمين في أسيوط    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم    الداودي يفتتح مركز معلومات شبكات المرافق بقنا    توزيع مساعدات مالية لعدد 21 أسرة بالفيوم    كوريا الشمالية: محادثات قمة سول حول نزع السلاح النووي «استفزاز سياسي»    الإمارات تدين القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح الفلسطينية    الحكومة الإسرائيلية تعلن النتائج الأولية بشأن هجوم رفح.. ماذا قالت؟    إسبانيا تعلن دفعة أسلحة جديدة بقيمة 1.1 مليار يورو إلى أوكرانيا    الأمين العام للأمم المتحدة: إفريقيا يجب أن تكون حاضرة في كل منتدى متعدد الأطراف    تأجيل مباراتي الأهلي والزمالك في كأس مصر    المشدد 15 عام لتاجر ملابس شرع في قتل شخص بشبرا الخيمة    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 1445 هجريا في مصر.. اعرف عدد الأيام المتبقية    تكثيف أمنى لضبط قاتل «روبي» في قليوب    محافظ قنا يكرم الفائزين بمهرجان "إبداع مراكز الشباب" بمديرية الشباب والرياضة    فاكر المنيل؟!.. صلاح عبد الله يداعب لطفي لبيب على الهواء والأخير: كان فيها عواجيز مصر    طريقة عمل العجة.. صحية ومفيدة    غدا.. انطلاق عروض برنامج السينما الإيطالية في القاهرة    إسكان البرلمان توصي بتشكيل لجنة لمعاينة مشروع الصرف الصحي في الجيزة    غزل المحلة يعلن رحيل محمود عبد العزيز    حدد 3 مناقشات.. مجلس أمناء الحوار الوطني يجتمع 1 يونيو    انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي ل«الأوقاف».. «حق الجار والإحسان إليه»    نائب رئيس جامعة الزقازيق يتابع سير أعمال الامتحانات بكلية التربية للطفولة المبكرة    مياه الجيزة توضح أسباب الانقطاعات المتكررة عن هضبة الأهرام    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقي بكينيا    سموحة يغلق ملف الدوري «مؤقتاً» ويستعد لمواجهة لافيينا فى كأس مصر غدًا    عائشة بن أحمد عن قصف مخيمات رفح الفلسطينية: «نحن آسفون»    بالصور: ياسر سليمان يطرب جمهوره بأغاني محمد رشدي على مسرح الجمهورية    ضبط 6000 كيس مواد غذائية مجهول المصدر في العاشر من رمضان    «الشيوخ» يناقش سياسة الحكومة بشأن حفظ مال الوقف وتنميته    تأجيل محاكمة متهم بتقليد الأختام الحكومية لجلسة ل12 يونيو    «الداخلية»: تنظيم حملة للتبرع بالدم بقطاع الأمن المركزي    قافلة طبية جديدة لدعم المرضى غير القادرين بقرى ديرمواس    شريف العريان: لن أخوض انتخابات رئاسة اتحاد الخماسي الدورة المقبلة    أكثر من ألفي شخص دفنوا أحياء جراء الانهيار الأرضي في بابوا غينيا الجديدة    فيلم «The Fall Guy» يحقق 132 مليون إيردات منذ طرحه    القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والنصر في دوري روشن السعودي مع تردداتها    الرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة طنطا لمنح شهادة الاعتماد    السيطرة على حريق داخل هايبر ماركت في قنا    الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية يوضح حكم تصوير الجنازات    وزير الكهرباء ل"اليوم السابع": كل مليم سيتم تحصيله يساهم فى إنهاء تخفيف الأحمال    البورصة المصرية، ارتفاع جماعي للمؤشرات بمستهل التعاملات    وزير الإسكان يعلن تفاصيل مشروعات تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية    للتعاون في مجال التدريب.. تفاصيل توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التدريب الإقليمي وجامعة بنها -صور    وزير الصحة يدعو دول إقليم شرق المتوسط إلى دراسة أكثر تعمقا بشأن مفاوضات معاهدة الأوبئة    موعد وقفة عرفات 2024 وأهمية صيام يوم عرفة    إسرائيل تأمر إسبانيا بوقف الخدمات القنصلية المقدّمة لفلسطينيي الضفة الغربية اعتبارا من 1 يونيو    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة صاحب محل في العمرانية    500 متر من النيران.. حالتا اختناق في حريق مخزن خردة بإمبابة    سيد معوض ينصح الأهلي برفع جودة المحترفين قبل كأس العالم 2025    هل حج الزوج من مال زوجته جائز؟.. دار الإفتاء تجيب (فيديو)    موقف جوارديولا من الرحيل عن مانشستر سيتي في الصيف    كولر: لم أستطع الفوز على صنداونز.. لا أحب لقب "جدي".. والجماهير تطالبني بال13    جيش الاحتلال يعلن اغتيال قياديين فى حركة حماس خلال هجوم على رفح الفلسطينية    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: عدم التصنيف القانوني للوافدين يمثل عبئا على الاقتصاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الجمهورية" ترصد أوجه الشبه والاختلاف بين "المخلوع" و"المعزول"
مبارك ومرسي..وجهان لعملة"فاسدة"
نشر في الجمهورية يوم 05 - 11 - 2013

عاشت مصر لحظة فارقة ويوما فاصلا في تاريخها الحديث بوقوف ثاني رئيس داخل قفص الاتهام ليواجه مصيره بمفرده دون اتباع أو انصار وبلا أهل أو عشيرة دولة الدستور والقانون فبعدما نجح الشعب في اسقاط نظام حسني مبارك في 11 فبراير 2011 بعد 30 عاما في الحكم وابهر العالم بثورته السلمية لم يمض ثلاثة أعوام الا واسقط نظام محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ليبهر العالم من جديد.. فلأول مرة يستطيع شعب اسقاط نظامين وليس مجرد رئيسين خلال هذه المدة الصيرة ومحاكمة مرسي "المعزول" في أكاديمية الشرطة في نفس مكان محاكمة مبارك "المخلوع" وداخل نفس القفص ذات دلالة واضحة تؤكد ان الشعب المصري لن يقبل بأحد أن يكسر ارادته سواء من قال "أنا أو الفوضي".. و"أنا أو الدم".
المشهدان يحملان احداث وتفاصيل متشابهة أحيانا ومتباعدة أحيانا أخري ومتناقضة في كثير من الأحيان ودلالات واضحة فبعدما كان المصريون يحلمون فقط قبل ثورة يناير أن يعيشوا ليشاهدوا رئيسهم يترك السلطة طواعية دون أن يموت فجأة جمال عبدالناصر أو يقتل أنور السادات ويعيش بينهم حاملا لقب "الرئيس السابق" اصبحوا يرونه ايضا في قفص الاتهام أي مواطن بسيط توجه له التهم ويرد عليها وتدور في اذهانهم كيف انهم لم يكونوا قبل اعوام قليلة لا يجرؤن في التفكير في محاكمة وزير من الوزن الثقيل فما بالهم الآن وهم يحاكمون رأسي نظامين في أقل من ثلاثة أعوام.
ثانيا: محاكمة الرجلين أيضا تعطي اشارة واضحة انه في مصر الجديدة التي نحلم ان تؤسس لدولة ديمقراطية حديثة حقيقية لا يوجد أحد فوق القانون مهما كان منصبه أو موقعه حتي لو كان رئيسا للدولة لكن التهم الموجهة للرجلين حتي الآن مختلفة بعض الشيء فمبارك يواجه تهمة عدم حماية المتظاهرين أما مرسي فيواجه تهمة اعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين أمام الاتحادية وغيرها وايضا التخابر والاثنين يحاكمان وفقا للشرعية الدستورية وليس الشرعية الثورية وهو ارتضاه المصريون بعد ثورة يناير.
سقط النظام
ثالثا: كما كانت محاكمة تعني ان النظام سقط بحبس رئيس هذا النظام فإن محاكمة مرسي تعني ان حكم الاخوان قد انتهي بحبس الرئيس المحسوب عليه فالأول قاد نظام فاسد ومستبد علي مدار 30 عاما والثاني أراد تمزيق الوطن قطعة قطعة لكن محاكمة الرجلين اشارة سياسية واضحة من الدولة تعكس ادراكها السياسي والقانوني.
رابعا: فإن نظام مبارك ارتكب اخطاء عديدة جعلت الشعب يثور ضده لكنه لم يدخل في صدام مع مؤسسات الدولة وانتهي الصراع بين رأس النظام والشعب الا فيما يتعلق بالمحاكمات الجنائية التي يواجهها افراد النظام المحبوسين علي ذمة القضايا الموجهة إليهم بينما الاخوان حتي الآن لم يعترفوا باخطائهم الكارثية ويهددون مؤسسات الدولة ومازال الصراع دائرا ومستمرا بين التنظيم من ناحية والشعب ومؤسسات الدولة من ناحية أخري سواء بالمحاكمات الجنائية ايضا لكن المعركة بين نظام مبارك والدولة انتهت سريعا لأنهم مجرد افراد يعملون بالسياسة بغض النظر عن تورطهم في جرائم من عدمه ففضلوا التواري والانسحاب علي الصدام المباشر وان كان بعضهم مازال ينخر في جسد الوطنت لكن الاخوان يريدون المواجهة والعودة إلي ما قبل 30 يونيو ولو بالقوة لأنهم تنظيم يدرك ان الخطر ليس المواجهة والعودة إلي ما قبل 30 يونيو ولو بالقوة لأنهم تنظيم يدرك ان الخطر ليس علي الافراد لكن علي الجماعة التي تواجه خطر انتهاء مشروعها الذي ظلت تعمل عليه علي مدار اكثر من 80 عاما من ان أسسها حسن البنا عام 1928 فمبارك يواجه مصيره كفرد أما مرسي فيواجه مصيره كنافذة لجماعة الإخوان كلها.
خامسا: رغم ان مبارك كان رجلا عسكريا وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة الا ان المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة انحازت للشعب ولم تلجأ إلي القوة لفرض استمراره في السلطة في المقابل فإن مرسي أول رئيس مدني منتخب لم تتوقف أعمال العنف منذ عزله بدعم ما يسمي بتحالف دعم الشرعية التي تقوده جماعة الإخوان المسلمين ليس فقط دفاعا عنه ولكن دفاعا عن تنظيم الجماعة الذي يعيش أصعب مراحل وجوده فلأول مرة يتصارع الاخوان مع الشعب وليس الحكومة وهو ما افقدهم التعاطف الشعبي.
سادسا: محاكمة مبارك ومرسي ثبت ان أي رئيس لابد أن يكون عادلا ويحترم الإرادة الشعبية والا سيكون مصيره السجن فلا فارق بين رئيس ذو خلفية عسكرية أو رئيس مدني منتخب كما يردد البعض طالما لا يحترم دولة الدستور والقانون فالفساد لا يواجه الا بالقانون.
سابعا: لم يتعد انصار مبارك بضعة آلاف اصطلح التعارف عليهم اعلاميا باسم "أبناء مبارك" وكان ظهورهم يقتصر علي الهتاف للرئيس المخلوع وفي بعض الأحيان مناوشات مع قوات الأمن أو قطع الطريق أمام مستشفي المعادي العسكري حيث كان يرقد في المقابل فإن انصار مسري لن يقلوا عن 2 مليون أغلبهم ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي تري في عزله انهيارا لمشروعها الخاص لذا فإنهم يدافعون عن مشروعهم في شخص مرسي لذا فرد فعلهم سيكون أكثر عنفا وخطرا وهو ما شهدته مصر خلال الأشهر الماضية.
ثامنا: عقب خلع مبارك اتسم الرأي العالمي الدولة بحالة كبيرة من الارتياح لرحيله وتخلي عنه من كان العض يعتبرهم حلفاؤه الاستراتيجيون وفي مقدمتهم أمريكا بينما لم يسانده سوي بعض الدول العربية وفي مقدمتها الكويت التي تحفظ دوره في حرب تحرير الكويت إلي جانب السعودية والإمارات التي كانت تربطه علاقات قوية بقيادتهما لدرجة انهما عرضا دفع ما يقرب من 15 مليار دولار لمصر قمابل العفو عنه.. في المقابل قدم العرب مساعدات مالية لمصر بعد رحيل مرسي وأمريكا دافعت باستماتة عنه ورفضت عزله وايضا عدد من دول الغرب ومنها النرويج والدانمارك التي اثارت الريبة فكيف لدول تسمح بنشر صور مسيئة لسيدنا الرسول محمد "ص" وفي نفس الوقت تدافع عن نظام خرج من رحم الجماعات الإسلامية ويواجه مرسي اتهامات بأنه كان عميلا لأمريكا وان الإخوان قبلوا ان يكونوا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي اوقفته الموجة الثانية من ثورة يناير في 30 يونيو الماضي.
تاسعا: محاكمة مبارك كانت علنية وهو ما جعل جميع المصريون ومختلف شعوب العالم تتابعها لتري واحدا من اقدم رؤساء العالم التالت يحاكم علي الهواء مباشرة بينما قررت محكمة محمد مرسي عدم اذاعة المحاكمة علي الهواء خوفا من ظهوره الأول بعد عزله قبل اربعة اشهر وتحسبا لعدم اعترافه ب 30 يونيو أو اثارة انصاره ودعوتهم للقيام بأعمال العنف وهو ما اعتبره الكثيرون معاملة غير عادلة لمرسي ولم يتم معاملته مثل الرئيس المخلوع مبارك.
عاشرا: الحقيقة اننا نعيش السنوات الأولي للديمقراطية ولا اخشي علي مصر من ابناذها فهم قادرون علي التوافق مع مرور الزمن فالشعب لن يعود مرة أخري للوراء لكن ما اخشاه تلاعب الغرب بنا وفقا لمصالحه وتأليب المصريين بعضهم علي بعض وفق مخطط صهيو - أمريكي لاشاعة الفوضي في جميع البلدان العربية وصولا إلي "سايكس بيكو جديدة" تهدف إلي خلق حالة لا متناهية من الانقسام الاديولوجي والديني والفكري داخل الدول العربية كبديل مؤقت عن هدفهم الرئيسي بتقسيم الدول العربية إلي دويلات حتي تظل تحت السيطرة وعلينا جميعا افساد هذا المخطط الخبيث فلا يجب ان نجعل حبنا للإخوان أكبر من حبنا للحق ولا كرهنا للإخوان أكبر من كرهنا للباطل.
فنحن قمنا بثورة سلمية من أجل اقامة دولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة جميع المصريون فيها سواء والمسئول أي مسئول يجب ان يحاسب علي كل افعاله وعليه ان يعلم ان الشعب أصبح اليوم رقيب ولا يجب أن يقسم المصريون بعد ثورة شعبية خالصة وفقا لمنطق "أما معنا أو ضدنا" في تكرار غريب لما قاله جورج بوش في حربه الصليبية علي الدول الإسلامية بعد أحداث سبتمبر .2001
معاناة كاملة
فقد عاني المصريون بمختلف ايدلوجياتهم وتوجهاتهم الفكرية من بطش وفساد واستبداد نظام مبارك فالجميع بلا استثناء عرفوا طريقهم إلي السجون والمعتقلات وذاقوا ويلات التعذيب وتلفيق الاتهامات.. الملايين باتوا جوعي وعراة.. والبطالة دهست احلام شباب مصر فاما ماتوا غرقا في مراكب الهجرة غير الشرعية أو تاهوا علي رصيف الحياة.. بينما العنوسة ضربت كل بيت.. والمرض والفقر اصابا أغلب المواطنين لكن حلم المصريون بعد ثورة يناير السلمية بأن الجنة ستكون طوع يمينهم وستجري من تحت اقدامهم انهار الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة وان مصر ستعود قوية فتية. أبية وقادرة علي تحقيق مستقبل أفضل لكل ابنائها تحول إلي كابوسا مزعجا فالفرحة لم تدم طويلا ولم يفلح تخلصنا من حكم مبارك.. ولم نشاهد جديد بعد انتخاب أول رئيس مدني في انتخابات ديمقراطية نزيهة عرفتها بلادنا وشهد بها العالم.. فقد تسببت اطماع جماعة الإخوان المسلمين ومحاولتها اختطاف الوطن لصالح الأهل والعشيرة في تمزيق الوطن وأوشكت ان تدخله في مستنقع الحرب الأهلي لولا الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو ورغم ذلك مازالت الجماعة تعاند وتكابر ولا تريد الاعتراف بالواقع وان مرسي وجماعته وأهله وعشيرته أصبحا من الماضي.
الجميع محتاجون أن يغيروا رؤيتهم فمصر ابقي من مرسي وبديع والشاطر والعريان وعمرو موسي وأبواسماعيل والدوي وصباحي والبرادعي والسيسي وطنطاوي وعنان.. ولن تنفع بديع ورفاقه لجان الإخوان الالكترونية ولا مظاهراتهم التخريبية فلن تعود عقارب الساعة للوراء فقد تجاوز الزمن مرسي ونحن الآن أمام استحقاق شعبي جديد متمثل في خريطة الطريق وما تشمله من وضع دستور جديد لابد أن يكون معبرا عن جميع المصريين دون اقصاء ويحافظ علي الهوية المصرية العربية الإسلامية ويؤسس لدولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ثم إجراء انتخابات برلمانية نزيهة تحت اشراف قضائي كامل ورقابة دولية.. وفي الحقيقة أنا كنت مع تطبيق العزل السياسي علي رموز نظامي مبارك والاخوان وليس الغاعء العزل عنهم فالخطر الحقيقي الذي يواجه الثورة أي ثورة ان تتراخي في مواجهة خصومها ثم إجراء انتخابات رئاسية تنفاسية تتقاطع تماما مع الانتخابات سابقة التجهيز والتغليف وتعبر بحق عن مصر الثورة... ونرفض أي تعديل في خريطة الطريق حتي لا تستغل ذلك اعداء الوطن في اشاعة الفوضي والبلبلة.
ان المصريين يمرون بمرحلة فارقة بعد نحو 3 أعوام علي ثورة 25 يناير 2011 التي قاموا بها ضد دولة ديكتاتورية بوليسية. دولة تحولت فيها مصر إلي غاية يأكل فيها القوي الضعيف. وانتشر الفساد والاستبداد علي كافة ارجائها. دولة هرمت وتهاوت قلوعها وتيبست مفاصلها. دولة لم تعد تحقق طموحات شعبها الفتي فأشعلنا ثورة ضد الظلم والقهر والجهل والقمع.. ثورة ضد الأفكار التي انقضي عهدها.. ضد مجموعة من المسئولين الذين استكانوا لحالهم سنينا طويلة ورضوا أن تغرق مصر أول حضارة علي وجه الأرض في التخلف والرجعية والفساد وعندما اتحدوا وتجمعوا ووضعوا مصر قبل مصالحهم الضيقة استطاعوا خلال 18 يوما فقط ان نوهب الوطن ضوءا في آخر النفق لبناء مصر الديمقراطية الحديثة التي تسع الجميع ويحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة. مصر التي تضع الرجل المناسب في المكان المناسب. مصر التي تعتمد علي أهل الخبرة وليس أهل الثقة والحظوة لكن الأمر سار من سييء إلي أسوأ ووصل إلي سدة الحكم من اختار ان يكرر نفس اخطاء الماضي ونفس افعال نظام مبارك من استخدام عصي القمع والظلم وتكوين دولة بوليسية أكثر عمقا وخطرا واهدر الدستور والقانون فكان لابد من الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو ضد حكم الاخوان القمعي وراعي العنف والجماعات الخارجة عن القانون.
ان مرسي وجماعته وأهله وعشيرته لم يعوا الدرس ولم يفهموا ان كل من يعتصم بغير شعبه يزل وكل من يتكيء علي القوي الامبريالية الأجنبية واعوانها من الحكومات العبرية العميلة يتخلوا عنه ونذكر بما حدث مع الملك فاروق وشاه ايران وصدام حسين في الماضي ومع زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح ومعمر الذافي بالأمس فإرادة الشعوب لا تقهر فمن يريد أن يحتمي عليه أن يحتمي بشعبه ومن يريد الكرامة والعزة لابد أن ينحاز إلي شعبه ويبني جذور الثقة.
دولة ديمقراطية
المصريون قادرون علي إقامة حياة ديمقراطية فالشعب المصري بعد ثورتين في أقل من ثلاثة أعوام ان يختار من يحكمه.. وان يراقبه.. لأن الحكم لابد ان يكون عقد اجتماعي بين المحكوم والحاكم.. يعبر من خلاله الشعب عن ارادته فيمن يختار بشكل حر وعلي الحاكم ان يلتزم ويحترم تعهداته لمن انتخبه فالشعب لن يعود للوراء فكل انحراف يجب ان يواجه عبر الشعب والمؤسسات الديمقراطية الجديدة وبالصحافة والاعلام الحر وبالاحزاب والنقابات والجمعيات واللجان التي تشكلت في المدن والأحياء فإن المشكلة ليست شخص الرئيس لكنها أهم وأعمق فنريد بناء دولة جديدة ومؤسسات ديمقراطية متماسكة سليمة تحترم ارادة الشعب وتحفظ الحقوق والحريات وتحترم حقوق الإنسان وتعمل علي ارساء عدالة اجتماعية بين مختلف الطبقات والجهات المقصاة منذ سنوات طويلة.
القوات المسلحة
ان ما شهدته مصر في 30 يونيو ثورة شعبية خالصة شارك فيها المصريون بمختلف انتمائتهم وساندتها القوات المسلحة المصرية كما ساندت ثورة يناير ولقد أنقذت مصر من شبح التقسيم والحرب الأهليةالتي كانت تدق طبولها بعدما فقدت مصر في عهد مرسي عذريتها ليس فقط بسبب احداث العنف عند مكتب الارشاد بالمقطم لكن فقدتها عندما اهدرت مؤسسة الرئاسة الاخوانية الدستور والقانون وهاجمت القضاء وسمحت بمحاصرة المحكمة الدستورية وتغاضت عن حصار أبواسماعيل وانصاره لمدينة الانتاج الاعلامي وفض عدد من المحسوبين علي الاخوان اعتصام الاتحادية بالقوة دون ان أي ادانة مما جعل الآخرين يسعون للرد عند المقطم وغيره وهو ما كاد يشعل البلاد وكان يحتاج إلي تدخل حاسم من مرسي لكن الرئيس المعزول فضل الصمت وانحاز فقط لأهله وعشيرته ولم يدرك يوما انه كان رئيسا لكل المصريين.. ان مصر عانت كثيرا عندما تخلصنا من نائب عام مبارك ليأتي لنا نائب عام مرسي. نائب عام ملاكي للاخوان فضحته وكشفته احداث الاتحادية الأولي وابعاده للمستشار مصطفي خاطر محامي عام شرق القاهرة لافراجه عن المعتقلين وقتها والذي لم يعيده الا بعد ضغط سياسي فقدت عذريتها عندما اصبح المتهمون يخرجون من النيابة بالقوة كما حدث مع احمد عرفة احد انصار أبواسماعيل عقب تجمهر المئات للافراج عنه وهو الذي تم القبض عليه في منزله ومعه سلاح بدون ترخيض وايضا عندما اصدر الطب الشرعي تقريرا ظالما عن وفاة الناشط السياسي محمد الجندي نتيجة حادث سيارة ثم اثبت التقرير الثاني وفاة الجندي بسبب التعذيب وهو ما اعترف به وزير عدل الإخوان أحمد مكي وقد كان الجندي وكرستي والحسيني أبوضيف وجيكا وغيرهم أحد أسباب تفجير الموجةالثانية من الثورة في 30 يونيو وهو ما يذكرنا بما حدث مع خالد سعيد أحد مفجري الثورة المصرية ضد نظام مبارك والذي اتهموه زورا وبهتانا وقتها بأنه "شهيد البانجو" كانت نفس الافعال ونفس النظام الكاذب الذي يخدع الجماهير ويزور الحقائق حفاظا علي بقائه علي مقاعد الحكم حتي لو كان هذا علي انقاض وجثث مواطنيه الذين خرجوا يطالبون برحيله بعد فشله.. مصر فقدت عذريتها بعدما تحول العدو الصهيوني في ادبيات الرئيس الإخواني مرسي إلي صديقي العظيم بريز واصبح وقف العدوان الإسرائيلي علي غزة انتصارا مصريا مدويا يحتاج ان تقام له الأفراح والليالي الملاح ونسي تحرير الدس وفلسطين وكل الأراضي العربية ولم نعد نسمع "رايحين رايحين علي فلسطين بالملايين" فهذه شعارات ولي عهدها بعدما وصل الإخوان للحكم ولم تعد "تأكل عيش" في ثقافة الرئيس وجماعته.
وعندما سئل روجيه جارودي رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي بعد اعلان اسلامه وهو وهو الذي ينتمي للمدرسة الفكرية الماركسية التي تعتبر حالها الأرقي فكرا في العالم "كيف تدخل الرسلام ألم تري العرب والمسلمين المتخلفين؟" فاجبهم الإسلام ليس متخلفا وان كان بعض المسلمين متخلفين الفارق في التطبيق وضع تحت كلمة التطبيق ألف خط فلا يهم عزل مرسي أم عودته لكن السؤال هل مرسي طبق الإسلام الصحيح حقا بروحه المستامحة أم ان في عهده تم زيادة ضريبة الخمور ومد ترخيص الكباريهات من عامين إلي ثلاثة أعوام وسمح بدخول الشيعة مصر ولم ينفذ حكم الضباط الملتحين بالعودة إلي العمل وقبل الحصول علي قرض ربوي من صندوق النقد الدولي وأراد ان يبيع اصول مصر وفقا لما اطلق عليه الصكوك الإسلامية وهو ما رفضه الأزهر والسلفيين وهو من أراد التضييق علي الدعوة بقانون نقابة الدعاة وضم المساجد لأوقاف فقط فلماذا يغضب الإخوان من عزل مرسي ثم يدعون انهم انصار الشريعة ألم يسمعوا ما قاله سيدنا أبوبكر الصديق الذي قال فور توليه الخلافة "إذا اخطئت فقوموني" فرد عليه سيدنا عمر "والله لو اعوججت لقومناك ولو بحد سيوفنا".
عجائب محاكمة المخلوع والمعزول
مبارك سمي بالرئيس "المخلوع" بعد ثورة 25 يناير 2011 ومرسي "المعزول" بعد ثورة 30 يونيه.
مبارك راح المحكمة علي سرير. ومرسي دخلها برجليه.
مبارك نام.. ومرسي وقف.
مبارك ليس في الجلسة الأولي تريننج أصفر ومرسي كحلي.
مبارك لبس نظارة سوداء ومرسي بيضاء.
مبارك كان ساكت طول الجلسة ومرسي مبطلش رغي.
مبارك كان حاطط إيده في جنبه ومرسي رفع صوابعه الأربعة.
مبارك رد علي رئيس المحكمة عندما نادي عليه لاثبات حضوره "أفندم أنا موجود" ومرسي: أنا رئيس الجمهورية.. مبارك كان في القفص مع ولديه علاء وجمال ومرسي من غير عياله.
مبارك كان علي جنب القفص ومرسي وقف في منتصف القفص.
المتهم حبيب العادلي جلس علي المقعد الأول داخل القفص ومن خلفه مساعدوه والبلتاجي جلس علي نفس المقعد قبل وصول مرسي.
بقية المتهمين في قضية مبارك وزير داخليته حبيب العادلي ومساعدوه التزموا الصمت طوال الجلسات ورجالة مرسي مبطلوش هتافات.
جمال عقل
انقسام بين الأحزاب والقوي السياسية حول المحاكمة
الإسلاميون: انتقامية.. والقوي المدنية والشباب: انتصار للثورة
صلاح مرسي وإيمان زين العابدين
توعد د.طارق المرسي المتحدث باسم الحرية والعدالة من اسماهم "الانقلابيين" وقال "ان ما يحدث اليوم لن يمر مرور الكرام" - يقصد محاكمة مرسي وقال علي خفاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة ان د.مرسي ليس متهما في الأساس كي يرتدي ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء مشيرا إلي أن دخول مرسي إلي القاعة علي قدميه مبتسما يؤكد تحديه وعظمته وقوته واصراره مشيدا برفع مرسي وباقي المتهمين السبعة داخل قفص الاتهام لعلامة "رابعة" قائلا: انها رسالة قوية تؤكد ان مرسي مع الأحرار في العالم.
فيما علق أسامة نجل الرئيس المعزول محمد مرسي علي محاكمة والده قائلا عبر حسابه علي "الفيس بوك": "يا مشرفني ورافع رأسي".
فيما أعلن الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب رفضه الاعتراف بما يطلق عليه محاكمة الرئيس محمد مرسي وآخرين مشيرا إلي أن الانقلاب علي الديمقراطية واغتصاب السلطة وتعطيل الدستور واهدار ارادة الناس وترويع الآمنين وقتل المعارضين كلها افعال تنزع أي مشروعية عمن فعلوها أو شاركوا فيها أو صمتوا عنها مؤكدا ان احالة الرئيس المنتخب إلي محاكمة علي خلاف ما نص عليه دستور 2012 المستفتي عليه وفي غيبة برلمان ديمقراطي منتخب هو مجرد حلقة في سلسلة انتهاك كل ما يمت بصلة لثورة يناير من قيم أو مكتسبات.
وزعمت الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية ان محاكمة مرسي انتقامية يجريها امتداد نظام حسني مبارك انتقاما من ثور 25 يناير ورموزها الذين سيقدمون إلي محاكمات هزلية واحدة تلو الآخرة مؤكدة في بيان لها ان هذه المحاكمة باطلة بطلانا مطلقا باعتبارها محاكمة لإرادة الشعب المصري التي اختارت محمد مرسي رئيسا للبلاد فضلا عن انها تأتي بالمخالفة لدستور تم تعطيله ظلما وعدوانا وتفتقر لكل ضمانات العدالة وتقوم علي أساس تهم ملفقة حيث ان ضحايا مظاهرات الاتحادية كان غالبيتهم من مؤيدي الرئيس ولا يعقل أن يكون الرئيس متهما بقتل مؤيديه.
من ناحية أخري أكد تامر القاضي المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة وعضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية ان محاكمة مرسي استحقاق من استحقاقات ثورتي يناير ويونيو مؤكدا ان تحدي مرسي للمحكمة وتعطيلها بعدم ارتدائه للملابس البيضاء المخصصة للمحبوسين احتياطيا ليس غريبا عليه فهو تحدي القضاء من قبل وتوغل عليه وقت ان كان في الحكم وأثبت للعالم انه لا يعترف بالسلطة القضائية منذ ان كان رئيسا مؤكدا ان مرسي المتهم الشرعي والوحيد بتسهيله لجماعته العبث بأمن البلاد ومقدرات الشعب والتوغل علي مؤسسات الدولة وقتل وتعذيب المتظاهرين الرافضين لحكمه.
وقال أحمد فوزي الأمين العام للمصري الديمقراطي ان مرسي خان ثورة يناير وها هو يحاكم جراء هذه الخيانة وعلينا أن نتذكر في محاكمته أرواح جابر صلاح "جيكا" ومحمد "كريستي" والحسيني أبوضيف والمتظاهرين الذين قتلوا أمام قصر الاتحادية متابعا اليوم قتل غرور جماعة الإخوان المسلمين وهذا الحشد الضعيف هو قدرهم الحقيقي مشيرا إلي أن ثورة 30 يونيو تحقق اهدافها من القصاص من كل من حرض علي قتل وهدر دماء الشهداء طوال فترة حكم الإخوان.
أكد الدكتور عبدالله المغازي استاذ القانون الدستوري والبرلماني السابق ان محكمة مرسي في قضية قتل المتظاهرين صحيحة وقانونية لافتا إلي أن ادعاءات مرسي ودفاعه أثناء جلسة محاكمته الأولي بأن هيئة المحكمة غير مختصة باطلة لأنه استند إلي دستور 2012 وإلا فإن ذات الأمر ينطبق علي الرئيس الأسبق حسني مبارك وفقا لدستور 1971 مضيفا بقيام ثورة 25 يناير عطل دستور 71 وحوكم مبارك علي أساسها وبقيام ثورة 30 يونيه عطلت دستور 2012 وبذلك تدحض وتبطل كل ادعاءات مرسي ودفاعه وطالما تم تعطيل الدستور فلا وجود له والمحاكمة قانونية وسليمة وتتم وفقا للاعلان الدستوري الساري الذي أصدره رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور عقب ثورة 30 يونيه.
وقال أحمد دراج وكيل مؤسسي حزب الدستور ان اصرار جماعة الاخوان علي التحليق مع طائر الوهم وعدم قبولها الوقوف علي الأرض لأنهم يفضلون العمل تحتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.