ردود أفعال متباينة أثارها قرار محطة سي بي سي الفضائية بوقف بث "برنامج" باسم يوسف والذي اكتسب شهرة واسعة بتناوله لكافة الشخصيات والرموز "بدون خطوط حمراء"..أكد أساتذة وخبراء الإعلام ضرورة ان تعلن كل قناة معايير العمل فيها واطر سياستها التحريرية.. وان يتوافر لدي جميع العاملين فيها اليقين بأن "الحرية لا تعني الفوضي" وقالوا ان إعلان هذه السياسات بشكل واضح "للجمهور" ينهي تماماً حالة التشكيك في ان الدولة تقف وراء كل قرار بوقف أي تجاوز..فيما أشار الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام إلي ان "وقف" البرنامج لا علاقة له بالجيش أو الشرطة أو الدولة وانما هو موقف يتفق مع "مصالح القناة ذاتها".. لأن هذه القناة سمحت لباسم يوسف إذاعة البرنامج بايحاءاته الجنسية لمدة 10 شهور.. فهل ظهرت "المهنية".. فجأة..وذهب آخرون إلي ربط "البرنامج" بالسياسة الأمريكية والمصالح الغربية.. وبعضهم تناول بالهجوم "أسلوب" باسم يوسف..بينما اشعل القرار بوقف البرنامج "حفيظة" الشارع السياسي.. وجدد مخاوفه ان يكون الوقف مقدمة لقمع الحريات وتكميم الأفواه وشيوع الاتهامات بالعمالة والسعي لهدم الدولة.. ووصل الأمر بالدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة وعضو لجنة الخمسين بأنه لو كنت وزير الإعلام لدعوت "باسم يوسف" لتقديم برنامجه من تليفزيون الدولة.. فيما عبر محمود بدر عن تضامن "تمرد" مع باسم ووصفه إيهاب خراط بأنه القرار الخاطيء..وعلي الجانب الآخر - نشطت شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك وتويتر" في معركة تكافأت فيها كل الاتجاهات.. مؤيدة.. ومعارضة.. وتشكلت مجموعة اطلقت علي نفسها "متضامنون مع باسم".. وانشأوا صفحة لهم مؤكدين ان "جماعة الإخوان" هي المستفيد الأول من قرار وقف "البرنامج" ووصفه نبيل الحلفاوي علي تويتر بأنه القرار الغبي..اننا في "الجمهورية" نقدم كل الآراء.. دون قيد.. نتيح الفرصة لكل الاتجاهات كي تعبر عن نفسها.. دون أي قيد. تسبب إعلان قناة السي بي سي وقف برنامج باسم يوسف بعد الحلقة الأولي من الموسم الثالث للبرنامج التي سخر فيها من عدد من الشخصيات اشتعل الشارع السياسي المصري حيث اعتبر الكثيرون القرار بأنه عودة لعصر الدولة البوليسية وتكميم الأفواه وقمع الحريات. بينما يراه البعض الآخر قرارا صائبا ردا علي ما وصفوه بخروج المذيع عن القيم والأخلاق المصرية واتهموه بالعمالة للخارج فيما قالت صحيفة "ها آرتس الاسرائيلية" ان القرار يثير التساؤلات حول التزام السلطة المصرية بالحرية في بلد متعثر في انتقاله السياسي منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وهو ما اعتبره البعض اصطيادا في الماء العكر. وصف حسام الدين علي الأمين المساعد لحزب المؤتمر تراجع قناة السي بي سي عن عرض برنامج باسم يوسف بالمشين ويمثل تراجعا فجاً عن حرية التعبير والرأي ويتعرض لمكتسبات ثورة يناير والتي لن تكمم أبدا. مضيفا سقطة السي بي سي لن تمر أبدا ولن نكرر أخطاء أنظمة سبقت وتجبرت واستخدمت أذرعها لكبت الحرية.. تلك الحرية التي أخرجها مارد الشعب ولن تقيد بعد اليوم. أعلن عمرو عبدالراضي القيادي بحزب التجمع تضامن الحزب الكامل مع باسم يوسف وأدان أي محاولة لمنع حرية الرأي والتعبير والحريات العامة استمرارا للهجمة الشرسة التي تتعرض لها ثورة 30 يونيه. قال مصطفي النجار النائب السابق خسرت قناة CBC بإيقافها برنامج باسم وخسرت حرية الرأي والتعبير وخسر من مارسوا الضغوط لإيقاف البرنامج. مضيفا: لم يفهم بعضهم ان زمن الحظر علي الاعلام قد انتهي وان ما تمنعه في مكان سيخرج لك من ألف مكان آخر. استمروا في تعرية أنفسكم بأنفسكم. الأراجوز أكد البرلماني السابق مصطفي بكري ان القرار هو الرد الطبيعي علي الاساءة المتعمدة لقيم المجتمع ورموزه واصفا اياه بالأراجوز الذي لا يعرف حدود الحرية والمسئولية. مضيفا لقد ثار المصريون علي باسم يوسف لتعمده الاساءة لرموز شريفة وللوطن وتصوير مصر وشعبها العظيم ووصفهم بصفات تعمد فيها الاساءة. مشيرا إلي ان الكثيرين التفوا حوله عندما سخر من مرسي ولكنهم أعلنوا غضبتهم عليه عندما تعمد الاساءة للمؤسسة العسكرية. أكد القيادي اليساري عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان ان وقف برنامج "البرنامج" والذي يقدمه الاعلامي د. باسم يوسف هو اجراء من إدارة الشركة التي تمتلك قنوات سي بي سي وهو موقف يتعارض مع حق الناس في المعرفة واصفا ذلك بالسلوك المعيب من القناة اياً كانت الحجج أو ما يقال انها رضخت لشخصيات قائلاً: الله أعلم بالنوايا أو الشخصيات التي طالبت بذلك فأنا لا أعرف. أكد د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء الأسبق والمتحدث الرسمي لحزب الجبهة الديمقراطية ان قرار وقف البرنامج هو أمر فني بحت حيث يخضع لما يعرف بشريعة المتعاقدين ويتعلق فقط بالقضاء حيث إذا رأي باسم يوسف مقدم البرنامج انه قد تعرض لضرر فعليه أن يلجأ للقضاء والعكس إذا رأت القناة انها قد تعرضت للضرر فعليها أن تراجع عقدها. أضاف انه يري ان أغلبية الشعب المصري رأي ان الوقف أو القرار بالمنع هو قرار فني بين الاعلامي والقناة التي تستأجره وتدفع له مقابلا. متهما باسم يوسف بأنه علي علاقة بالجماعة المحظورة قائلاً: منتج البرنامج هو عدلي ابن طارق القزاز والذي هو عضو بجماعة الاخوان وكان مستشار وزير التربية والتعليم الاسبق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي مما يثير الحيرة لدينا بالرغم من انه كان يسخر من مرسي آنذاك! ومن جانب آخر أدان احمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل قرار قناة "سي بي سي" بمنع الحلقة الثانية من برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الاعلامي باسم يوسف. تليفزيون الدولة وفي سياق متصل انتقد د. جابر نصار مقرر لجنة الخمسين لتعديل الدستور ورئيس جامعة القاهرة قرار وقف برنامج "البرنامج" وعلق قائلاً: لو كنت وزير الاعلام لدعوت باسم يوسف لتقديم برنامجه من تليفزيون الدولة لأن الأيدي المرتعشة والخانقة لا تبني تقدما. أضاف نصار: وقف برنامج باسم يوسف خطأ كبير وضيق أفق ويؤكد ان ملكية رجال الأعمال لوسائل الاعلام مسألة يجب أن تراجع ولفت نصار إلي انه عندما تضيق صدور وعقول الناس بالحرية يسهل عليهم تبرير القمع. بدر متضامن أعرب محمود بدر مؤسس حملة تمرد عن تضامنه مع الاعلامي باسم يوسف ضد وقف برنامجه "البرنامج" من جانب قناة سي بي سي. قال بدر: لو منعت باسم من التليفزيون هتمنعه ازاي من اليوتيوب.. هتمنعه ازاي يعمل حلقته في الشارع وننزل نشوفه.. مع باسم يوسف .. مع حرية الاعلام. من ناحيته وصف محمد عبدالعزيز مسئول الاتصال السياسي في الحركة منع برنامج باسم يوسف بأنه خطيئة لا تفيد إلا قوي الظلام والارهاب وحلفاءهم فإن هؤلاء سيصورون أمام الرأي العام المحلي والدولي ان مصر بها قمع الحريات. مؤكدا ان القرار خاطيء وغير مدروس من مجلس إدارة القناة. يقول الدكتور ايهاب الخراط أمين الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ان وقف برنامج الاعلامي باسم يوسف خطوة غير موفقة اطلاقا ولا يمكن اعتباره من ضمن الطابور الخامس بدليل اعجاب الجماهير به ابان فترة حكم الاخوان. وأعرب عن اعتقاده ان باسم يوسف لم يهاجم شخصيات أو مؤسسات مصرية بل انه استغل الحماس الزائد لدي المواطنين لشخص معين وهذا لا ينتقص من مقدار هذا الشخص ولا من شعبيته. أضاف انه اذا كان هناك ايحاءات أو ايماءات معينة لم ترض بعض الأشخاص في المجتمع كان الأولي بإدارة القناة أن تنبه عليه بعدم استخدامها لكن هذا لم يكن موجودا بالعقد المبرم ولهذا فإن غلق أو وقف البرنامج خطوة غير موفقة اصطدام بالمواطنين قال د. عبدالله المغازي استاذ القانون الدستوري ان الهدف من عرض أي برنامج هو أن يقوم هذا البرنامج بتثقيف المواطن وتوصيل معلومة معينة أو من ناحية أخري يقوم بدور ترفيهي ولكن باسم يوسف اصطدم بالمواطنين عندما حاول توصيل معلومة لم تناسب الحالة المزاجية للجمهور. كما انه لم ينجح في استمرار تواصله بالجمهور ويقوم بدوره الساخر ويقدم للانتقادات لما يستحق انتقاده وما يراه الجمهور أيضا شيئا مخالفا لرأيه. أكد المغازي علي اننا في مرحلة انتقالية الفكر فيها مشوش وغير مستقر علي رأي نهائي ولذلك كان يجب علي باسم يوسف الابتعاد عن الجيش تماما لأنه ليس موضعا للسخرية ويحترم رأي الجمهور ولا يقوم بتلميحات مهينة لأن ذلك يتعارض مع الحالة المزاجية للمصريين.