هل سبق ان رأينا أو تابعنا أو اكتشفنا دولة أو ثورة تحارب إرهابا بالقانون العادي؟ هل وجدتم جمهورية أفلاطونية علي مدار التاريخ إلا في روايات وخيالات الأدباء وأصحاب النقاء الثوري؟ إذا كانت الإجابة ب "نعم" إذن انت قد عرفت انها مصر وإذا كانت ب "لا" اذن انت لا تعيش في مصر. تعامل حكومة الببلاوي بحساسية شديدة مع ردود فعل الاعلام الغربي والدعاية المضادة يقيد أداء أجهزة الأمن في التعامل الخشن مع الارهابيين كما هو متبع في جميع دول العالم بما فيها أمريكا والدول المسماة ديمقراطية ويحملهم خسائر كبيرة في الأرواح ويمنح الارهاب الفرصة للتمدد والانتشار واقتراف المزيد من جرائم القتل والعنف والترويع واثارة الفوضي في الشارع والجامعات وإلحاق الخسائر بالمنشآت العامة والممتلكات الخاصة. الحكومة نتاج "ثورتين" والمفترض انها تعلمت الدرس من حكومات ضعيفة تلت ثورة 25 يناير إلا انها بعد مرور 100 يوم وبعد كل هذه الأفعال الاجرامية للجماعة الارهابية لم تعكس في اية خطوات أو قرارات طموحات الشعب ولا اثبتت انها اسم علي مسمي. اتسم أداؤها بالتباطؤ أو التواطؤ مع حكم حل جماعة وجمعية الاخوان وضعته علي الرف حتي تتمكن الجماعة من اخفاء أموالها والتصرف في مقراتها وبالتأكيد ما يوحي ان بداخلها من برر الانتظار أملا في حوار مرفوض ومصالحة ممكنة بدليل ان وزارة التضامن فوجئت بوجود 50 ألف جنيه في حسابات الجمعية ولولا الغضب الشعبي المتصاعد والرافض لأسلوبها في إدارة الملف الأمني ما تحركت واتخذت قرار الحل بعد ان كانت أعلنت انها ستنتظر الحكم النهائي. الأداء الهزيل تبدي في مواجهة الارهابيين بالشارع والجامعات وهو الأخطر في تداعياته وانعكاساته علي حياة وأمن المواطنين واستقرار الوطن لم تمتلك ابداعا أو أفكارا جديدة ولم تضع خطة شاملة متكاملة تتضمن حزمة اجراءات ثورية وتعديلات قانونية تمنح الشرطة مرونة في المواجهة وتعطي القضاء سرعة في المحاكمة. وإذا ظلت علي حالها وستكون عقبة في القضاء علي الارهاب طالما تعيش في أجواء أفلاطونية وتعمل بقانون السلحفاة وموت يا حمار. الشرطة تقوم بأقصي ما يمكن أن تفعله قبضت علي قيادات التنظيم الارهابي ولم يحاكم أحد منهم حتي الآن وقبضت علي مئات الارهابيين ولم يحول أي منهم للمحاكمة والارهاب تتسع رقعته ويزداد ضحاياه ويعطل مصالح الناس ويهدد حياتهم ومصادر رزقهم ويضاعف من آثار الأزمة الاقتصادية. ألم تشاهد كيف قتل الأمن الأمريكي سيدة لمجرد اقترابها بسيارتها من مقر الكونجرس. بينما هي تتعامل بكل حنية ورقة مع عتاة الارهاب والعنف والعمل السري فإذا لم تستخدم الطوارئ ضدهم الآن فما الداعي لاستمراره. ان لم تستمع للشعب وتنفذ أوامره وتتجنب غضبه عليها الرحيل قبل الترحيل القسري وإذا لم تتوقف عن عمل حساب لردود فعل الخارج وتستمع لمطالب الشعب فسوف يصدق ما يتردد بالشارع من انها حكومة يديرها "الهارب" من الخارج.