هذه رسالتي إلي السودان الشقيق.. حكومة وشعبا مؤيدين ومعارضين.. من قلب ينبض عروبة.. ويتألم لكل ذرة تراب في أي قطر عربي يمسه سوء.. فنحن جيل خرجنا للحياة علي صوت الزعيم جمال عبدالناصر رمز الوطنية والنضال الذي غرس في القلوب منذ نعومة الأظافر حلم القومية العربية.. فإذا أصاب سوء بغداد أو دمشق.. طرابلس أو الخرطوم تألمت القاهرة.. من هذا المنطلق أشعر بقلق بالغ ازاء ما يجري في السودان الشقيق. واقول للشعب الشقيق.. احذروا معركة الكل فيها خاسر الشعب والحكومة والوطن.. احذروا صداما لا منتصر فيه.. وخذوا العبرة مما حدث ويحدث في سائر البلدان العربية... احذروا المخطط الصهيو - أمريكي لتقسيم البلدان العربية إلي دويلات ممزقة متصارعة وتفتيت وحدة شعوبها وتفكيك جيوشها.. احذروا الوهم الكبير الذي اطلقوا عليه ثورات الربيع العربي.. بينما هي في واقع الأمر مؤتمرات التدمير العربي التي جاءت في مؤلفات عدد من المحللين الأمريكان عن الشرق الأوسط الجديد.. والجيل الرابع من الحروب الذي لا غزو فيه ولا تدخل عسكريا مباشرا وإنما الشعوب تدمر نفسها ذاتيا وبوسائل عديدة وأساليب شتي تحت شعارات الحرية والديمقراطية... وتأليب الشعوب علي حكامها.. صحيح ان غياب العدالة الاجتماعية والحريات في الأوطان العربية كانت الثغرة التي يتساءل منها الأمريكان بالمراكز التي يقيمونها في البلدان العربية.. تحت اسماء مراكز حقوقية أو مجتمع مدني أو تدريب الشباب علي الممارسة الديمقراطية بينما الكل يلعب لتنفيذ المخطط الصهيو - أمريكي لتفتيت واضعاف الدول العربية وتقسيمها. *** أقول للحكومة وللشعب السوداني الشقيق ان الحكمة والتروي والتنازل من كل الاطراف أفضل مائة مرة.. من لا وطن.. ولا دولة.. ولا حياة.. ونموذج العراق وسوريا ماثل أمام الجميع.. والسودان بلد غني بثرواته الزراعية والبترولية والبشرية ويمكنه أن يكون في مقدمة البلدان الافريقية نموا وتقدما أما الانزلاق في دوامة الصدام والاحتجاجات وحرق المنشآت فلن يزيد المشكلة إلا تعقيدا وخسارة للجميع.. بينما يجني الثمار عدو يتربص بسقوط العرب واحدا تلو الآخر كما قال جنرال اسرائيلي متقاعد في مقال مطول نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية.. قال ان كل ما يجري من تظاهرات وصراعات في الدول العربية.. يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل.. وضرب مثلا بسيطا بسوريا.. قال ان سوريا علي سبيل المثال كان بها حوالي 5 فرق قتالية يمكنها تهديد اسرائيل أو الدخول في حرب معها.. والآن استنزفت هذه الفرق كل طاقتها في الحرب الداخلية ولم يعد لدي سوريا شيء إلا مخزون الاسلحة الكيماوية.. وحتي هذا المخزون يسعي باراك أوباما سعيا حثيثا لتدميره حتي تصبح سوريا أطلال دولة بلا جيش ولا سلاح.. تماما مثلما فعل بوش بالعراق التي روج كثيرا عن عراق الحرية بعد صدام.. العراق الجديد.. الذي دمره بوش واستولي علي بتروله وثرواته ودمر جيشه وتركه بقايا دولة بلا جيش ولا شعب وكل يوم تفجر فيه الخلايا التي زرعها الأمريكان والاسرائيليون عشرات التفجيرات التي تحصد مئات الأرواح كل يوم.. مرة في حي شيعي وأخري في حي سني.. وثالثة في كردي ولا يسلم منها أحد.. هذه هي العراق الجديد الذي روج له بوش بعد اعدام صدام والاستيلاء علي ثرواته.. وكان العراق بداية المخطط.. ولن تكون سوريا الأخيرة... ولن يحفظ بلادنا من هذا المخطط إلا وعي الشعوب والحكومات وعدم الانزلاق في دوامة الصدامات. *** وأتمني من حكومة السودان ان تراجع قراراتها فالتوقيت لم يكن مناسبا علي الاطلاق حتي وان كان لابد منها.. كان من الواجب ان تكاشف الحكومةالشعب بكل قرار وتهييء الناس لقبول أي قرار.. تجنبا لأي مخطط يستغل.. ان الشعوب مهيأة نفسيا للثورة ضد الحكام.