نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة في إعادة الطفل اسلام أحمد رشاد "6 سنوات" لأمه بعد قيام خمسة أشخاص بخطفه فور حضورها به منذ 20 يوماً من بلدتها بسوهاج لزيارة أحد أقاربها بروض الفرج وعلاجه. وقد تم القبض علي ثلاثة من المتهمين الخاطفين وتبين أنهم بلديات أم الطفل الضحية وارتكبوا جريمتهم لطلب فدية نصف مليون جنيه لعلمهم ببيعها قطعة أرض بعد وفاة زوجها.. ويوالي رجال المباحث جهودهم لضبط باقي الجناة وتحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة ونائبه اللواء علي الدمرداش وتولت النيابة التحقيق. قصة الجريمة المأساوية لخطف الطفل كإحدي حلقات مسلسل الخطف المستمر للمواطنين من البلطجية يومياً تم الكشف عنها عندما فوجيء المقدم معوض نورالدين رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج أثناء وجوده بمكتبه باحدي السيدات تدخل عليه مكتبه في حالة انهيار وبكاء هيستري وتردد الحقني يا بيه البلطجية خطفوا ابني وبحثنا عنه في كل مكان ولم نعثر له علي أثر.. أرجوكم ساعدوني في إعادته لي لأعود به لبلدتي. هدأ الضابط من روعها وطلب منها أن تروي له حكايتها بالتفصيل حتي يمكنه حل مشكلتها قالت وهي تجلس أمامه بأنها أرملة تعيش بصعيد محافظة سوهاج مع طفلها اسلام أحمد رشاد "6 سنوات" وقد حضرت به الآن لزيارة أحد أقاربها بروض الفرج ويدعي جاد بدر عبدالراضي 56 سنة صاحب مكتب مقاولات ولحضور حفل عرس وعلاج طفلها لدي طبيب بالقاهرة من أنيمينا وقد فوجئت باختفاء طفلها فجأة أثناء تواجده أمام المنزل وأنها وجميع الأهل والأقارب بحثوا عنه بالمنطقة كلها منذ 24 ساعة ونادوا عليه بالميكروفونات بالشوارع ولم يتوصلوا اليه وانها تشعر بخطفه وتوسلت لضابط في نهاية بلاغها لعودته اليها مؤكدة عدم وجود مشاكل بينها وبين أحد وعدم قدرتها علي الرجوع للصعيد بدونه. * فور ابلاغ اللواء حمدي مجاهد نائب مدير الأمن لقطاع شمال العاصمة واخطار اللواء جمال عبدالعال مدير الادارة العامة لمباحث العاصمة ونائبه اللواء سامي لطفي أمر باجراء تحريات مكثفة حول الواقعة وفحص بلطجية الشوارع المعروف عنهم ارتكاب مثل تلك الجرائم وأقارب الأم للتوصل إلي أية معلومات تفيد في الوصول للطفل المختفي. بعد حوالي 20 يوماً من عملية البحث عاد لرجال المباحث المقاول جاد بدر عبدالراضي قريب والدة الطفل والذي كان يستضيفها بمسكنه وأبلغ مرة أخري اللواء عبدالعزيز خضر رئيس المباحث لقطاع شمال العاصمة بتلقيه اتصالا من مجهول علي تليفونه المحمول يطالبه بمبلغ نصف مليون جنيه "كفدية" لاعادة الطفل المخطوف وتسليمهم المبلغ المطلوب بهدوء خوفاً علي حياته وسيقوم بتحديد مكان اللقاء بعد تجهيز تلك الأموال خلال ساعات. طلب رجال المباحث من المقاول مسايرة الخاطف المتصل في المكالمات وايهامه بالموافقة ومماطلته بعض الوقت بحجة تخفيض المبلغ المطلوب لعدم توافر النصف مليون جنيه معهم حتي يتمكنوا من رصد المكالمات وتحديده وانقاذ الطفل. نجح فريق البحث الجنائي الذي شارك فيه العقيد علاء فاروق مفتش المباحث في تحديد المتهمين وكانت المفاجأة أنهم بلديات أم الطفل وتربطهم بها صلة قرابة ويعلمون بتحركاتها منذ حضورها للقاهرة بالطفل لذلك خططوا لخطفه منها وطلب فدية مالية لاعادته وهم مبيض محارة يدعي هاشم وشهرته هرون 35 سنة مقيم بامبابة بالجيزة وشقيقه أشرف 37 سنة مبيض محارة وثالثهما ماندو "27 سنة" مبيض محارةوالرابع بشرطة السياحة والأثار والخامس يدعي محمد عامل وجميعهم من سوهاج. بعد اتخاذ الاجراءات القانونية واستئذان النيابة والتنسيق مع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن الجيزة توجهت قوة بقيادة العقيد علاء فاروق مفتش المباحث والمقدم معوض نورالدين رئيس مباحث روض الفرج إلي مسكن المتهم الأول هاشم بامبابة والقبض عليه وعثر لديه علي الطفل المخطوف في حالة بكاء مستمر واعادته وفي نفس الوقت توجهت مأمورية أخري قادها المقدم محمود حجازي وكيل فرقة الشمال والنقيبان أحمد سمير ومراد يونان معاونا المباحث لمكان اختفاء باقي المتهمين وتم القبض علي اثنين منهم وجار البحث عن الباقين الهاربين. اعترف المتهمون أمام اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية بتفاصيل جريمتهم ودور كل منهم وأكدوا بأن ظروفهم المادية الصعبة دفعتهم للتخطيط للجريمة لوجود صلة قرابة بينهم وبين أم الطفل وعلمهم ببيعها قطعة أرض مملوكة لزوجها المتوفي بمبلغ كبير لذلك رصدوا تحركاتها بمجرد حضورها للقاهرة وتوجهوا لمسكن قريبها الذي تقيم لديه واستغلوا وجود الصغير أمام المنزل واستدرجوه بحجة شراء حلوي له وأخذوه في سيارة أحدهم واحتجزوه في مسكن خاص بالمتهم الأول وانتظروا عدة أيام حتي تهدأ الأمور واتصلوا بالمقاول قريب الأم الذي تقيم لديه وطلبوا منه نصف مليون جنيه مقابل اعادة الطفل وظلوا يحلمون بتقسيم المبلغ ولم يتوقعوا افتضاح أمرهم وضبطهم.. تم تحرير محضر بالواقعة واستدعاء الأم وتسليمها طفلها وهي في حالة فرح شديد وقدمت الشكر لرجال المباحث علي جهودهم ويقظتهم حتي عاد اليها صغيرها سالما وتولت النيابة التحقيق مع المتهمين.