لم تكن المبيدات المسرطنة التي غزت مصر قبل 10 سنوات هي القضية الوحيدة التي دمرت صحة المصريين وأصابتهم بالأمراض اخترقت الاسواق المصرية آلاف السلع والملابس والأدوات المنزلية التي تحمل السرطانات لشعب مصر من خلال "لوبي" معدوم الضمير يسعي للتربح علي حساب صحة المصريين. يعتمد علي عمليات التهريب عبر الحدود بحاويات هاربة من التفتيش ومصانع بير السلم انتشرت بشكل كبير داخل أحياء القاهرة ومحافظاتها تقوم بتصنيع كل شيء من مواد غذائية وألبان وجبن وشيكولاته وحلوي وسكر ومخللات وزيوت نباتيه وزيوت سيارات ومنظفات صناعية وشامبوهات وروائح وكريمات وأدوات تجميل وجميع تلك المصانع تدار بدون ترخيص. الغريب أنه رغم ما تحمله تلك المنتجات من مشاكل صناعية أو صحية يقبل عليها وهذا ما تؤكده أماني حسن غانم أنها تلجأ إلي شراء مثل تلك السلع من شوارع الموسكي وبورسعيد مرة كل شهر لرخص ثمنها وجودتها فمزانية الاسرة المصرية لا تكفي المتطلبات الاساسية لذا نبحث عن السلع الارخص وإن كانت بلا ضمانات أو علامات تجارية معروفة. مسرطنات كلوت بك تقول هويدا حليم اسكن بمنطقة كلوت بك وهي من كبري الأحياء الشعبية التي تنتشر بها صناعات بئر السلم علي كل صنف ولون من مواد غذائية ومستحضرات تجميل وفرز بلاستيك وغسيل زجاجات وبرطمانات يعاد بيعها لتعبئتها مرة أخري بمواد غذائية عسل وطحينة ومخللات رغم استخراجها من مخلفات القمامة مما يشكل خطورة بالغة علي صحة المواطنين اصبحنا نعيش وسط تلك الورش والمصانع العشوائية الخارجة علي كافة القوانين ولا احد يستطيع أن يفعل شيئا ولا تستطيع أي جهة رقابية الاقتراب منهم. وبعيدا عن المواد الغذائية المصنعة في بير السلم والشامبوهات التي تسبب أمراض جلدية تغزو أطباق الميلامين والبلاستيكية الاسواق الشعبية ليس لجودتها وإنما لرخص أسعارها وتنوع التصميمات الجاذبة لربات البيوت والعرائس برغم ظهور عدة دراسات علمية وأبحاث أثبتت خطر المادة التي تصنع منها الميلامين لأنه مركب كيميائي يتفاعل مع المواد الغذائية. تقول ولاء سعيد "ربة منزل" إن عادات الزواج وتجهيز العروس في قريتنا الصغيرة بإمبابة تستلزم شراء الميلامين وهو من المتطلبات الضرورية عند العروس ولكن بعد انتشار معلومات عن خطر تناول الطعام الساخن في أطباق الميلامين وما تسببه علي صحة الإنسان قررت الاستغناء عنه او استبداله بالأواني الصينية. تؤكد سوسن علي "موظفة" أن تناول الطعام الساخن خاصة "الشوربة في أطباق مصنوعة من مادة الميلامين والأطباق البلاستيكية يزيد من مخاطر الاصابة بحصوات الكلي في الجهاز البولي عند الاطفال والبالغين علي حد سواء وقد سبق وتم إعداد دراسات عديدة في هذا البحث العلمي والتي جاءت نتائجها بأن هذه الاطباق تفرز مادة الميلامين لكميات كبيرة عندما تستخدم في تناول الاطعمة ذات درجات حرارة عالية ووجدوا علاقة قوية بين هذه المادة والاصابة بحصي الكلي لدي الافال والكبار. يكشف محمد طه حاصل علي بكالوريوس علوم أن هذا النوع من المنتجات مصنوع من مشتقات المواد البترولية وتضر بصحة الإنسان لذا يجب تدخل جهاز حماية المستهلك. تضيف مني محمد "موظفة" فوجئت أن الأكياس البلاستيكية والأكواب تسبب سرطان الكبد واضطرابات الدورة الدموية لتفاعل وذوبان المادة المصنعة من الاكياس البلاستيكية مع الاطعمة المحفوظة الساخنة. أحذية قاتلة أما المنتجات الصينية التي غزت السوق المصري من الأبره للصاروخ كما يقولون تتلاقي إقبالاً شديداً من المواطنين خاصة البسطاء ومحدودي الدخل لرخص ثمنها رغم أنها لا تتمتع بالمواصفات القياسية ومتانة المنتج المصري الذي يعاني الآن من ركود شديد وتدهور. يقول محمد علي موظف المنتجات الصينية متعددة سواء في جودتها أو في أسعارها إلا أن أسوأها ما يوجد في مصر فالعيب ليس علي الصين ولا السلع الصينية لكن علي المستوردين المصريين الذين يقومون باستيراد سلع متدنية في السعر ومن ثم في الجودة للحصول علي أعلي عائد. ويري يوسف سعيد مدير عام بإحدي المصالح الحكومية أن أصحاب المصانع السبب الرئيسي وراء دخول الملابس المسرطنة للبلاد بسبب المغالاه الشديدة في بيع الجاهز ولو كانت أسعار المصري في المتناول ما كان الاقبال علي المستورد.. فالمنتجات الصينية. تحاصرك في كل مكان سواء علي الأرصفة أو داخل أكبر المولات والمحلات التجارية بل أنها تمتد إلي باب المنزل لتجد الصينيين يعرضون منتجاتهم عليك. تؤكد بثينة محمود "ربة منزل" أنها قامت بشراء حذاء من هذه النوعية وبعد استخدامه فوجئت بظهور التهابات وحساسية بالقدم وشعرت بارتفاع في درجة حرارة الجلد نتيجة صنعها من خامات رديئة تأكدت أن السبب في ذلك هو استخدام جلود صناعية رديئة. التجار وأصحاب المصانع اتهموا الحكومة بالتقاعس في حماية المنتج المصري سواء من خلال التغاضي عن سياسة الاغراق التي يشهدها السوق المصري أو عمليات التهريب التي تتم في وضح النهار من خلال أباطرة الاستيراد وهذا ما يؤكده أسامة رمزي تاجر.. أن غياب الرقابة علي المنافذ الجمركية هو السبب لما وصلت إليه حال المصانع المحلية التي تعاني وبشدة داخل السوق المحلية في الوقت الذي ترحب فيه الاسواق الخارجية بمنتجات المصانع المصرية بفضل تمتعها بأسعار تنافسية حيث لا تسعي الحكومة لفرض رسوم إغراق أو اقرار إجراءات جمركية شديدة ومحاصرة كاملة للمنافذ والموانئ لعدم تهريب منتجات تضر بصحة المصريين. علي مطاوع "تاجر" يقول إن السوق المصري يشهد تلاعباً كبيرا من بعض المستوردين الذين يغرقون السوق بمنتجات مستوردة أغلبها ضار بالصحة بأبخس الأسعار. يؤكد ذلك سيد الصعيدي "مستورد" قائلاً إن المستورين يخبئونها وسط الحاويات وأغلبها إما سجائر صينية مغشوشة أو عقاقير المسرطنة "وغشاء البكارة الصيني" وحسب علاقات المستورد بالجمارك يتم الافراج عن حاوياته غياب الرقابة فتحي المنياوي "تاجر" يشير لغياب الرقابة الذي تسبب في إفلاس مجموعة كبيرة من التجار وهروبهم بعد عجزهم عن توفير مرتبات العاملين لديهم. يشير مراد عبدالمعبود "تاجر" الألعاب النارية والاسلحة البيضاء التي تخل بالمنظومة الأمنية. ويؤكد رضا فاروق مستورد أن مافيا التهريب تملك مناطق حرة خاصة يخدعون ببضائعهم مصلحة الجمارك أنها ترانزيت ومعدة للتصدير للخارج ثم يقومون بتهريبها إلي مصر. لذا يطالب "عزت فراج" مستورد المسئولين بتكثيف الرقابة علي المنافذ الحدودية وتجار الترانزيت البري أو البحري. وبمواجهة مصدر مسئول بمصلحة الجمارك أكد علي أن التهريب مشكلة عالمية ومن المستحيل القضاء عليها بشكل نهائي.. مشيرا إلي أن المصلحة اتخذت إجراءات لمراقبة البضائع المهربة الفاسدة والمقلدة والتي تمثل خطورة كالعقاقير علي الصحة العامة بنشر أجهزة الكشف بالأشعة علي الحاويات في معظم المنافذ الجمركية.. مشيرا إلي أن القانون لا يجرم المشروع في التهريب والعقوبة لا تحقق الربع الكافي. الشامبوهات والمنظفات الدكتورة أحلام فاروق بالتفتيش البيئي تدعو السيدات للابتعاد عن مستحضرات التجميل المغشوشة والمجهولة المصدر التي تسبب السرطانات وتساقط الشعر والرموش وأمراض العيون وكذلك المنظفات المجهولة التي تسبب سرطان الجلد وحيث يؤكد الدكتور عيسي شادي كبير باحثي وزارة البيئة ومدير المعمل الفرعي للقاهرة أن تلك الصناعات عشوائية تفتقد لأي ضوابط جودة بيئية أو صحية وتفقد الدولة مليارات الجنيهات في علاج الأمراض الناجمة عنها والخطر الأكبر يكمن أيضا في وجود تلك المصانع داخل المنازل وفي حارات ضيقة يزيد من صعوبة دخول سيارات الاطفاء حال حدوث حريق ويصعب حصر اعدادها. الدكتور طارق حسين عميد كلية العلوم جامعة القاهرة سابقا ورئيس أكاديمية البحث العلمي يشير إلي أن الميلامين والبلاستيك المعروض في الاسواق الشعبية من مخلفات المنتجات البترولية والقمامة البلاستيكية التي يتم إعادة تدويرها مرة أخري وهي ضارة بصحة الإنسان لدخول البتروكيماويات والاكروليك في تركيبها. مخلفات خطرة ويضيف الدكتور محمود عمرو مدير عام المركز القومي للسموم بقصر العيني أن استخدام الاطباق البلاستيك الرخيصة كارثة حيث يدخل في تصنيعها مادة اليوريا وبعضها يصنع من الحقن البلاستيك ومخلفات المستشفيات وزجاجات المياه والزيت الفارغة وعلب المبيدات الحشرية البلاستيكية مثل علب عجينة الصراصير وكلها تسبب التسمم الغذائي .