لم تعد الدول الكبري التي هيمنت علي العالم لفترات في حقبة الزمن الماضي تضع ضمن استراتيجياتها المقبلة ان الهجوم علي أماكن النزاع تستلزم بالضرورة أن تدخل بجيوشها لدمار بقع من العالم ترغب في تركيعها أو احكام السيطرة علي أماكن الثروات كالبترول واليورانيوم بعد أن وجدت ان احقاد البشرية وتاريخها لم يعد يصلح معها الأسف علي ما اقترفته أيدي هذه الدول في الأماكن التي قتلت ودمرت من البشر ما يفوق التصور وخرجت من رحم هذه الشعوب أجيال جديدة من البشر تحمل الرغبة في الانتقام مما يهدد مصالح هذه الدول في عقر دارها كما حدث في 11 سبتمبر وشاهد العالم كله حدثا لن يمحي من ذاكرة أجياله القادمة. صحيح ان هذه الدول تطور أسلحتها إلي أقصي ما يتصوره العلم من قدرة كالدمار الذري أو الكيماوي لكنها للردع والتخويف ولكن بالمقابل وضعت المحاذير والتكنولوجيات طي الكتمان حتي لا يشاع انتشارها بين الدول غير المتقدمة وذات الحكم الديكتاتوري حتي لا تتذمر البشرية وبالتالي هي تحارب كل دولة تطمح في الوصول لهذه التكنولوجيات وبالتالي تدخل في مصاف الدول التي يخشي من العدوان عليها حتي تظل هذه الدول سادة العالم والمتحكمين في قدراتها واقدارها وثرواتها وشعوبها وطموحاتها وضعفها. وضع المنظرون في مخابرات هذه الدول اسلوب جديد للحروب داخل كل الدول في العالم التي لم تصل لمقاعد السادة حكام الكرة الأرضية. بنيت هذه النظرية علي دراسة اسباب خلق الخلاف داخل المناطق بكاملها ثم الدول داخل هذه المناطق ولم تجد فيما يرد لها من ارهاب ومشاكل في مؤسساتها المنتشرة بالعالم إلا أصحاب الفكر الديني المتطرف داخل الدين الاسلامي والذين قاموا هم في الماضي بتربية كوادرها وتدريبهم وتسليحهم لمواجهة الحرب الباردة في صراع السيادة والهيمنة حين كان هناك القطبان الأمريكي والروسي فقامت أمريكا بهزيمة روسيا في أفغانستان من خلال خلق مجموعة التطرف الديني المسماة بالقاعدة والتي استقدمت لها كل متطرفي الدين ومحبي المغامرة من كل شعوب العالم وتولي قيادتهم أغني رجل في العالم اسامة بن لادن من خلال اسرته التي لها مشاريع في كل الدنيا مما جعلها اسرة فاحشة الثراء وأمدتهم بالسلاح وبرجال المخابرات لتدريبهم ووضع الخطط لهم حتي تمكنوا بالفعل من هزيمة روسيا في أفغانستان وإخراجها من هناك تمهيدا لتفكيك روسيا حتي لا تصبح قوة تجابهها ونجحت في ذلك. لكن هل من أخرج العفريت من قمقمه يستطيع أن يحبسه ثانية؟؟ بالطبع لا وألف لا وانقلب السحر علي الساحر وأصبحت هذه الجماعات متوحدة منتشرة في بقاع النزاعات في العالم عدوها التقليدي أو كما يسمونها ان أمريكا هي الشيطان الأعظم. إذن لابد من توجيه هذا المارد الذي ارتدت شروره عليهم أن يعيدوا توجيه كراهيته لعدو آخر وهدف آخر وهذا لن يحدث إلا بتمكينهم من السلطة في بلادهم وإدخالهم في اللعبة السياسية التي ستعمل علي ترويضهم وكبح جماح شرورهم تجاهها ولأن الدين الاسلامي لهذه الجماعات مهده وتجمعه في منطقة الشرق الأوسط فلتكن البداية من هناك ثم الوثوب لدول شرق آسيا بنفس الفكرة بعد سحب جنودهم من أفغانستان وبدء التفاوض مع جماعات طالبان وقتل بن لادن.