يأتي رمضان ببركاته والقلوب نابضة بذكر الله والمساجد عامرة بصلوات المسلمين وخاصة صلاة التراويح ولمصر عدد كبير من المساجد معظمها يسجل تاريخ عصور وأزمنة مختلفة ولكل من أصحابها قصة ويضم بعضها أضرحة لهم وللصلاة مذاق يختلف من مسجد لأخر. صاحب المسجد هو الإمام زيد بن علي بيتن العبدين بن علي بن أبي طالب وكنيته "أبوالحسن" وتنسب له طائفة الزيدية وهي من أكبر فرق الشيعة وأكثرها اعتدالا وتتلمذ بواصل بن عطاء ولد في شعبان 647م 27ه في بيت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله. يقع بالسيدة زينب وله شارع باسمه ومسجده يرجع الي أوائل القرن 19 وجدده وأعاد معظم مبانيه عثمان أغا ويقع الضريح بجوار المسجد والقبة التي تعلوه ترجع الي العصر المملوكي القرن 8ه وفي أواخر القرن 13ه انشأت مقصورة جديدة للضريح من الحديد المزخرف كتب عليها: "أنشأها سعادة محمد قفطان باشا سنة 128ه" ووالدته هي سلاقة بنت يزرجر آخر ملوك فارس وقد أسرت مع أختيها في جيش عمر بن الخطاب وتزوجها علي بن أبي طالب للحسين وقال له "خدها فستلد لك سيدا في العرب وسيدا في العجم وسيدا في الدنيا والآخرة" وتزوج في سن 17 من عمره بنت عمه فاطمة وانجبت له زيدا والحسن والحسين الأصغر وعبدالرحمن وسليمان وعلي ومحمد الباقي وعبدالله الباهر والسيدات خديجة وفاطمة وعلية وأم كلثوم. والثابت ان "علي" حينما لقي ربه دفن في البقيع بالمدينة المنورة في مقبرة آل البيت ثم نقل جسده الي القاهرة ورأس زيد برقد مع والده ويطلق علي المسجد صاحب المقامين وينفرد المقام بمولد صغير يسمي "الرجبية" يختتم به الأهالي العام الهجري وله زوار كثيرون. كما يوجد حجر مختلف من عمارة المسجد من أحجار البازلت ودهن باللون الأخضر واختلفت حوله الحكايات. وقد كان زيد يحدث نفسه بالخلافة ولكن الجفوة بينه وبين الخليفة الأموي "هشام بن عبدالملك" تسببت في خروجه عن بني أمية وقد اقنعه أهل الكوفة بالبقاء والحرب إلا إنهم تخلوا عنه وظل يحارب حتي سقط شهيدا في كربلاء واختلف المؤرخون علي مكان دفنه ومنهم من ذكر ان رأسه بعث بها الي الخليفة الأموي والذي أمر بنصبها علي باب دمشق أما الكندي فيؤكد ان رأسه أرسل لمصر ودفن في ضريحه ويذكر صاحب الجوهر المكنون انه بعد قدوم رأس زيد بن علي الي مصر نصبت علي منبر جامع عمرو بن العاص دفن مع والده في الحي الذي مازال يحمل اسمه وتوفي 713م 94ه.