مع كل مهرجان كبير. وخاصة مهرجان كان. يحرص عشاق السينما علي مشاهدة الأفلام الجديدة من آلهة السينما الذين قدموا لنا روائع أدهشتنا من قبل. هذا العام شهد سقوط كل عمالقة أولمبيا السينما في كان. بداية من ستيفن سودر بيرغ. مرورا بجيم جارموش. انتهاء برومان بولانسكي. "وراء شمعدان" فيلم هوليودي عن نجم الحفلات الموسيقية. عازف البيانو "ليبراتشي" وعلاقته بفنان شاب. يستغله جنسيا ويجعله ينسي أحلامه ويصبح عبدا له. الفيلم بطولة النجمين مايكل دوغلاس ومات ديمون. سمعت بعض الآراء عن عظمة تمثيل دوجلاس وكيف أنه بمثابة درس في التمثيل. في الحقيقة قدم سودبرج صورة نمطية متكررة لمثل هذه الأفلام التي تتناول حياة النجوم الشهيرة. وخاصة مثليي الجنس ولا يوجد شيء مدهش أو غير متوقع في فيلم سودربيرغ. ولم أجد أي دافع لإكمال مشاهدة الفيلم. نأتي إلي جارموش الذي بدأ فيلمه بداية رائعة مع الشخصيات الرئيسية آدم وحواء. قد نجد نسخة جديدة من البشر أو مصاصي الدماء ولكن عند الاستمرار في متابعة المشاهد ستكتشف أنه يعرض نماذج غريبة فقط من دون أي عمق. لم أتقبل رؤيته الاستشراقية عن المغرب العربي الذي جعله مكانا تاليا للأحداث حيث تتعرف إيف علي شخصية تمدها بالدماء. هناك بعض من جو السحر. وصوتيات- كتلاوة القرآن وبعض الموسيقي- عرضها وكأنها آتية من عالم آخر. هي موجودة في المكان مع عدم وجود صلة فعلية مع شخصياته الرئيسية آدم وحواء. إنه فيلم يهتم بالشكل فقط دون أي مضمون. نأتي للصدمة العميقة التي أحدثها مشاهدتي لفيلم رومان بولانسكي "فينوس في الفراء" وكنا حريصين علي مشاهدته قبل جلسة المناقشة لجوائز الفيبريسي بعد مرور عشر دقائق من زمن الفيلم أصبحت متأكدة انه سيبقي مع بطليه المخرج والممثلة وحدهما في هذا الموقع فقط. المسرح. مما يعد عادة تحدياً للمخرج لإظهار براعته في قيادة الممثل والقدرة علي خلق جديد دون تغيير كبير في المناظر ولكنه للاسف كان عملاً به الكثير من البدائية وكأنه عمل من أعمال المبتدئين الذين يريدون ان يظهروا براعتهم ويدهشونا . ولان كان مهرجان ديمقراطي عريق فدائما ما يعمل علي اكتشاف المواهب الجديدة وتقديمها إلي العالم كله وهذا العام في مايو 2013 تم تتويج ملك جديد علي عرش أولمبيا السينما تم تدشين المخرج الفرنسي تونسي الاصل عبداللطيف قشيش علي عرش مهرجان كان السينمائي الدولي بفيلم "حياة عديل .. الأزرق هو اللون المفضل" الذي لم يحصل علي سعفة ذهبية واحدة بل منحته لجنة التحكيم برئاسة ستيفن سبيلبرج ثلاث سعفات ذهبية الأولي للمخرج والثانية للبطلة المراهقة عديل والثالثة للفنانة التشكيلية. عام 1989 شهد تتويج الأمريكي ستيفن سودبرج بفيلمه "جنس . أكاذيب . وشريط فيديو" وحصد جائزة السعفة الذهبية والعديد من الجوائز الأخري وفي عام 2002 حصل فيلم "عازف البيانو" للمخرج الفرنسي بولندي الأصل بولانسكي بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي وكذلك جائزة سيزار لأفضل فيلم فرنسي وأفضل مخرج أما جيم جارموش فكان طفل معجزة حقاً حيث حصل في عام 1993 علي السعفة الذهبية عن أفضل فيلم قصير وفي عام 2005 حصد الجائزة الكبري من لجنة التحكيم عن فيلمه "الزهور المكسورة" توج ثلاثتهم سودبرج بولانسكي وجارموش كآلهة علي عرش السينما بتحفهم الفنية التي أبهرتنا وجعلتنا نتوقع منهم الحفاظ علي نفس المستوي في كل الأعمال. ونحن لانعرف كم سيبقي عبداللطيف قشيش متوجاً علي عرشه قبل ان يدفعه مخرج آخر. عملاق آخر من عمالقة فن السينما من علي جبل أوليمب السينما مهرجان كان السينمائي الدولي.