أعمال التطوير التي امتدت الي أجزاء صغيرة الي الشاطيء أدخلت السرور علي المصطافين في بورسعيد بينما ارتسمت حالة من الحزن علي أقرانهم في بورفؤاد الذي نسيته المحافظة في خضم مشاكلها وأرجأت خطة تطويره الي ميعاد مجهول. وشاطيء بورسعيد رغم تطويره إلا أنه أيضاً يعاني ضعف الرقابة والإهمال بسبب سيطرة النقابات والهيئات والشركات علي أجزاء كبيرة منه مما وضع المصطافين في معاناة كبيرة أثناء البحث عن مكان للإقامة فيه علي الشاطيء ويجب أن يرضخ لأسعار أصحاب الكافتيريات ومؤجري الشماسي التي غالباً ما يتم المبالغة فيها بسبب المشاكل التي يعانيها المؤجرون مع إدارة المصيف ناهيك عن نقص الخدمات رغم عمليات التطوير التي شهدها الشاطيء ببورسعيد ولم تر النور حتي الآن في بورفؤاد هذا الامر كشفه مؤجروا الشماسي علي الشاطيء الممتد لمسافة 12 كيلو متر من بورفؤاد لبورسعيد من هنا كانت البداية. يقول عباس - مؤجر شماسي علي الشاطئ - يخرج كل صباح الي الشاطئ صيفاً بصحبة عدد من مساعديه في نصب الشماسي علي شاطئ البحر في إنتظار المصطافين يجهز الشماسي والكراسي والخيام ويحرص علي أن يكون محيط المكان الذي خصص اليه بالتراضي بين زملائه المؤجرين علي الشاطئ نظيفاً لترغيب الزائرين في الجلوس لديه. أوضح ووعدنا المسئولون في مجلس المدينة بتطوير الشاطئ ولكن الي الأن لم نشهد أي تطوير ورغم هذا نقوم بسداد رسوم الإنتفاع والنظافة والضرائب للمنفعة العامة ولا نعرف مصيرنا في مشروع التطوير. أضاف هشام أن عمله في تلك المهنة لا يتعدي أشهر الصيف الأربعة أما بقية العام فأنا أجلس بدون عمل ولدي أربعة من العمالة تساعدني في العمل كلنا نعاني من البطالة بقية العام ولا يعوضنا شيء عن فترة التوقف سوي البحث عن عمل بديل حتي يعود الصيف من جديد كما أن عائد العمل خلال الأشهر قليل ولا يكفي احتياجاتنا وتحمل أعباء الحياة التي مهما كان العائد مجزياً خلال تلك الفترة إلا أنه لا يتناسب وفترة البطالة التي تمتد لبقية السنة وعددها 8 أشهر فمن يعوضنا فترة الكساد. ويضيف زميله أبو رحاب لقد تم تطوير شاطئ بورسعيد وإنفاق عليه ملايين الجنيهات إلا أن الجهاز التنفيذي للمحافظة قام ببناء عدد من الكافتيريات علي الشاطيء بمبالغ طائلة وعرض بيعها في المزاد العلني يبلغ ايجاره في السنة 50 ألف جنيه فمن يستطيع أن يحقق هذا العائد كما أنه أزال الأكشاك التي كنا نقيمها لتأجير الشماسي وإجبارنا علي الشراء في المزاد وهذا ليس عدلاً مما أضطرنا الي إقامة أكشاك في وسط الشاطئ حماية لمصدر أرزاقنا التي هددها التطوير بالزوال خاصة أن هناك أسراً فقيرة لا تستطيع أن تدفع قيمة تأجير الشماسي المبالغ فيها من البعض. يري السيد العربي مؤجر شماسي أن أسعار الشماسي والخيام علي الشاطئ أصبح مغالي فيها بسبب المبالغة في إيجار الكافتريات التي تؤجرها المحافظة وكل هذا يدفع ضريبته المصطافون لأن المصيف الآن يوازن بين أسعار الشواطئ علي مستوي الجمهورية والأسعار الأرخص تجذبه اليها كما أن الميزة التي كانت لدينا تراجعت بشكل كبير وهي حركة التجارة في الأسواق بسبب إرتفاع أسعار البضائع التي أصبحت متوفرة في بعض المحافظات الأخري مثل مرسي مطروح والمتمسك بالحضور لبورسعيد تربطه ذكريات جميلة يريد المحافظة عليها وفي المحافظة تبين. أن مشروع التطوير شمل إنشاء 11 وحدة للخدمات وإعادة توطين 44 كشكاً خشبياً كان يسيء الي المظهر الحضاري للشاطئ وكل وحدة بداخلها كافتريتان للمشروبات الخفيفة ووحدتان لتخذين الشماسي وتم تصميمها لتقاوم عوامل التحر بالبحر والنوات الشتوية وربطها بشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتوفر 220 فرصة عمل كما أن التطوير يحقق عائداً كبيراً للمحافظة من خلال تأجير الوحدات يمثل نصف مليون جنيه وتحصيل رسوم علي دورات المياه بمتوسط 8400 جنيه توفر الصيانة ومرتبات عمالها كما تبين أن عدد زوار الشاطئ قد ارتفع الي 150% بعد تطوير الشاطئ وتزويده بدورات المياه والأدشاش كما أنه سمح بتنظيم حركة الباعة الجائلين المنتشرين بطول الكورنيش لتقديم خدماتهم للزائرين دون الدخول للشاطئ. ورغم كل ما رصدناه من سلبيات إلا أن الزوار لبورسعيد يجب أن يعرف أن بورسعيد من المحافظات التي رغم صغر مساحتها إلا أن بها العديد من أماكن الإقامة التصيفية المتنوعة بين الرخيصة في أسعارها والباهظة التكلفة فبها أكثر من ثمانية قري سياحية وفنادق خمس نجوم وعادية وشاليهات تابعة للمحافظة ووحدات مصيفية للأهالي وتتمع جميعها بقربها من الأسواق سواء السمك أو الخضار أوبيع الملابس المستوردة وللقادم من خارج بورسعيد يستطيع أن يقضي أجازته في هذا الحيز الصغير الذي يضم كل مقومات المصيف دون عناء.