مازالت ردود فعل الخبراء والمهتمين بشئون التعليم واسعة بشأن إلغاء وزارة التربية والتعليم الشهادة الابتدائية.. مؤكدين أنه تدمير للتعليم. قالوا إن هذا سيؤدي إلي تدهور التعليم الابتدائي وانتشار ظاهرة المتعلم الأمي.. خاصة أن هذا يجعل المدرسة هي المتحكمة في النتيجة وتفاقم الغش داخل المدارس ودعوة صريحة للدروس الخصوصية. أشار محمد عبودة -مدرس لغة عربية بمدرسة طه حسين الابتدائية- إلي أن علي مبارك رائد النهضة الحديثة بمصر وأبوالتعليم فيها عندما أراد أن ينهض بالوطن وجه اهتمامه بالتعليم الابتدائي فهذه المرحلة أساس جميع المراحل. وإذا تم إهمالها فماذا تتوقع من المرحلة الإعدادية أو الثانوية بل والجامعات أيضا. أوضح أن العبث به لمدة سنوات مضت أدي إلي الكثير من المعوقات.. أولاً لم يتم إلغاء الامتحانات التحريرية بل تم عمل امتحان الميد تيرم وهذا غير كاف لقياس مستوي التلاميذ وامتحانات الشهور كانت وماتزال هي القياس الحقيقي لمستوي التلاميذ. لأننا مازلنا نتعامل بها حتي نعرف مستوي طلابنا علي الأقل داخل فصلي بشكل شخصي. أما إلغاء الشهادة الابتدائية وجعلها سنة نقل سيؤدي إلي تدهور في مستوي التعليم الابتدائي عامة وانتشار ظاهرة المتعلم الأمي. خاصة أن هذا يجعل المدرسة هي المتحكمة في نتيجة الصف. وسوف يساعد علي ظاهرة الغش داخل المدارس لتكون نتيجتها الأفضل علي حساب مستوي التلاميذ. وإذا كان هذا القرار يستهدف الحد من الدروس الخصوصية فهذا تفكير خاطئ. فولي الأمر يلجأ للدروس الخصوصية من الصف الأول الابتدائي اعتقاداً منه بأن المدرسة لا تؤتي الثمرة المرجوة من تعليم ابنه القراءة والكتابة. قال عبدالفتاح عامر -مدير مركز التطوير التكنولوجي بكفر الشيخ- دائماً ما يتحمل قطاع التعليم تبعات الأزمة التي تمر بها البلاد وتأثير ذلك في مرورنا بحالة من عدم استقرار أوضاع وسياسات التعليم. ففي السابق تم إلغاء الصف السادس الابتدائي لتوفير الميزانيات وتقليل الحاجة لبناء فصول جديدة وتجهيزات تكلف الميزانية. وكان ذلك خطأ تم استدراكه في ظروف سياسية واقتصادية أخري. وما يحدث الآن من إلغاء الشهادة الابتدائية هو استمرار لهذه السياسات المضطربة غير الثابتة التي تنطلق أساساً من دوافع ترسيخ الميزانيات وأموال الامتحانات والكنترولات وليس بدوافع مصلحة الطلاب. الأمر الذي سيفقد الطالب الشعور بتحمل المسئولية المكتسبة من خلال اجتيازه الاختبارات اللازمة للانتقال بين المراحل التعليمية. خطوات للوراء قال أحمد ياسين -موجه لغة عربية بإدارة ميت غمر التعليمية- أولاً التعليم الابتدائي رجع خطوات للوراء بعد بدء مشروع القرائية والاهتمام بالتعليم وأصوله وتحقيق مستوي يشهد به الجميع نجد أن قانون التعليم يخرج لنا بظلم وتفرقة بين معلم المرحلة الابتدائية ومعلمي المرحلة الإعدادية والثانوية في عدد الحصص. وكذلك مكافأة امتحانات النقل فيعطوا معلم الابتدائي 5%. أما الثانوي 7%. ثم تأتي الطامة الآن بإلغائها كشهادة أولاً مادياً حرمان معلم الابتدائي من مكافآته عليها. ثانياً إلغاء الاهتمام الواقع علي المرحلة كامتحان شهادة تجعل التلميذ يذاكر لينجح بعيداً عما قد يقوم به التلاميذ بالغش أو غيره بالمدارس. لأن من يلاحظ عليه هو معلم لا يعرفه من مدرسة أو بلد أخري. وأنهم بذلك يقضون علي معنويات معلم المرحلة الابتدائية. فبدلاً من أن يرفعوا مكانته فنجد يوماً بعد يوم يقضون علي مسماه ومكانته وحقوقه بين المراحل الأخري. أكد ربيع علي -مدرس- لا يوجد تعليم أصلاً في المرحلة الابتدائية ولن تنهض مصر إلا بإصلاح التعليم الابتدائي. ولن يتحقق هذا الأمر إلا بالارتقاء بالمستوي العلمي والأكاديمي لمعلمي المرحلة الابتدائية. أوضح حافظ زكي -مدرس- أنه لن تنهض مصر إلا بإصلاح التعليم الابتدائي. ولن يتحقق هذا الأمر إلا بالارتقاء بالمستوي العلمي والأكاديمي لمعلمي المرحلة الابتدائية. وأن يتم اختيار وانتقاء معلمي المرحلة الابتدائية من أفضل الكفاءات التربوية. قالت أسماء علي -اخصائية اجتماعية بإحدي المدارس التجريبية- إن إلغاء الامتحانات التحريرية للصف الأول الابتدائي تعد ناقوس خطر وإشارة لتدهور السلم التعليمي منذ بدايته. فها نحن نتخبط في قراراتنا مع أول نبتة من أبنائنا بالصف الأول الابتدائي. التلميذ أساساً منقول بحكم القانون للصف الثاني الابتدائي. قال سليمان فتحي: التعليم الأبتدائي هو أساس العملية التعليمية. فلو تم إصلاحه وجودته والاهتمام به لصالح التعليم في مصر كلها. طالبت فاطمة حسن -مدرسة بالمنصورة- بتعديل المناهج خصوصاً منهج الرياضيات وتبسيط طرق عرض المنهج للطلاب وحذف الأجزاء الصعبة من المنهج. حيث توجد أبواب صعبة جداً علي طالب المرحلة الابتدائية. ثم إعداد معلمي هذه المرحلة إعداداً جيداً. مشيرة إلي أن ما يدمر التعليم الابتدائي ظاهرة الغش الجماعي والكتابة علي السبورة يوم الامتحان. وهذا شيء معروف بجميع مدارسنا الحكومية أو حتي الخاصة بسبب صعوبة المناهج وعدم تمكن المعلمين من شرحها جيداً داخل الفصول وعدم استيعاب الطلبة لهذه المناهج جيداً. أوضح محمود السيد أن تدمير التعليم لاحظناه منذ سنوات. وآملنا أن بتغير لكي بقي الحال علي ما هو عليه. استخدام مراحل التعليم الابتدائي والثانوي كحقل تجارب بدأت بإلغاء الصف السادس ثم عودته. وأيضا تجربة تعليم اللغات الأجنبية في الصفوف الأولي والتعليم النشط وملفات الإنجاز.