معركة الحكومة والمعارضة تشبه إلي حد كبير.. المعركة التي دارت بين سراج منير و"شكوكو" في الفيلم الشهير عنتر ولبلب.. فعنتر الحكومة يسعي دائماً إلي صفع المعارضة علي قفاها.. واظهارها في الموقف الضعيف وهي مجرد معارضة تليفزيونية يرتدي أصحابها أفخم البدل المستوردة والكارفتات الشيك "السان مايكل" وكل ما تفعله هو التهييج والإثارة دون الوصول إلي الفقراء والمطحونين في الأحياء الشعبية المنتشرة في طول البلاد وعرضها.. في حين يصف لبلب المعارضة الحكومة بأنها فاشلة وهي سبب الاحتقان الموجود في الشارع السياسي بالإضافة إلي دورها في ارتفاع الأسعار والغلاء الذي أنهك المصريين لأنها لم تضع آليات اقتصادية للخروج من المأزق الاقتصادي الحالي وكل ما تفعله هو الاقتراض ثم الاقتراض. ونعود إلي الشعب الذي يشاهد المعركة بشغف شديد ويضرب كفاً بكف بسبب هذا الصراع الذي تحول إلي كوميديا سوداء تضرب الوطن.. ويتساءل الشعب متي تنتهي هذه المواجهة التي دخلت مرحلة الخطر بالحشد من الطرفين سواء عن طريق حملة "تمرد" وأخري "تجرد".. في الوقت الذي ينزف فيه الاقتصاد القومي بقوة.. ليرتفع حجم الدين الخارجي "الكارثة" إلي 42 مليار دولار.. وإذا تمت صفقة قرض صندوق النقد الدولي ليصل إلي 8.46 مليار دولار.. علاوة علي ما تطالب به الحكومة من قروض أخري لكي يتعافي الاقتصاد يصل حجمها إلي 14 مليار دولار.. وديون داخلية تبلغ 4.1 تريليون جنيه وعجز موازنة دخل حافة الهاوية بعد أن تتجاوز ال 190 مليار جنيه. أرجو أن ينتبه عنتر ولبلب أننا مقبلون علي كارثة حقيقية اسمها خدمة الدين سواء خارجياً أو داخلياً.. وعليهما أن يتفقا لإيجاد حلول لإيقاف هذه المعركة بسلام.. لأن الشعب بكل صراحة هو الذي يدفع فاتورة الخناقة الدائرة حالياً من مستقبله وجيوبه التي أوشكت علي الإفلاس.. والحلول في تصوري بسيطة جداً بأن يضع الجميع مصلحة الوطن في المقام الأول بدلاً من الصراعات علي الكراسي وأخونة الدولة من جهة ومدنية الدولة من جهة أخري.. واحذر من غضب الشعب الذي قد يطيح بالأخضر واليابس إذا تعرضت لقمة عيشه للخطر وهو لا يهمه من ينتصر في معركة عنتر ولبلب لأنه كفر بكل شيء.. حتي ثورة 25 يناير التي أتت بعنتر ولبلب من دهاليز الحواري السياسية!!