انتشرت برامج اكتشاف المواهب الغنائية في الفضائيات أو قل برامج جمع الملايين من جيوب العرب عن طريق الاتصالات الهاتفية للتصويت للبنات والأولاد وكله بالدولارات بالطبع في المقابل يقدمون سهرات غنائية بحضور نجوم ونجمات الغناء العربي والحقيقة أن كثيراً جداً منهم ومنهن حصلن علي شهرة أكبر وأوسع من ذي قبل من خلال هذه البرامج ويتساوي في ذلك نانسي عجرم وأحلام وإليسا ووائل جسار ووائل كافوري وحسين الجسمي وكارول سماحة وحسن الشافعي وغيرهم. أجمل ما في هذه المسابقات أن الغالبية العظمي من المتسابقين والمتسابقات يغنون أغنيات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ووردة ونجاة وفايزة أحمد.. حتي أعضاء لجنة التحكيم يستمتعون بغناء أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وتصفق لهم الجماهير بشدة لأنهم يتغنون بأغنيات المصريين العظماء الخالدين حتي اليوم وغداً. وعلي قناة أم بي سي M.B.C مصر يقدمون برنامجاً بعنوان بحلم بيك وعن طريق خدع التكنولوجيا الحديثة نجح المخرجان سليم الترك وباسم كريستو في استوديوهات بيروت إجراء حوارات مع محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم استغلالاً لتسجيلاتهم القديمة في التليفزيون المصري أيام العظماء. ففي أواخر الستينيات قدم المذيع طارق حبيب برنامجاً شهيراً بعنوان "اثنين علي الهوا" واستضاف لأول وآخر مرة عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وجلس بينهما طارق حبيب يجري الحوار وبالخدع التكنولوجية تم جلوس المطرب الشاب أحمد فهمي بين عبدالحليم وفريد بدلاً من طارق حبيب وظهر مثلهما "أبيض وأسود" مع ارتدائه بدلة جديدة موديل قديم وكأنه يجري بينهما الحوار هذا اليوم بحق وحقيقي ويسأل عبدالحليم عن رأيه في صابر الرباعي ويسأل فريد عن رأيه في كاظم الساهر وبالطبع أجابه فريد عن عبدالحليم واجابه عبدالحليم عن فريد تستغل وكأنه يتحدث عن كاظم وصابر الرباعي. وبنفس منطق المستحيل يصبح واقعاً تجري المذيعة والممثلة رزان مغربي حواراً مع محمد عبدالوهاب بعد استبدالها بالمذيعة الرائعة أماني ناشد وترتدي رزان بلوزة سوداء شفافة ونفس تسريحة أماني ناشد وتظهر أبيض وأسود وتسأل محمد عبدالوهاب عن رأيه في صوت المطربة السورية وعد البحري التي غنت معه دويتو "حكيم عيون" وبالطبع التي غنت معه في الفيلم كانت المطربة راقية إبراهيم. في كل الأحوال هي خدع رائعة لكن للأسف أن بعض البسطاء سيظنون أن أحمد فهمي وأروي ورزان مغربي أجروا حوارات بالفعل مع عبدالحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب. لكن نقول إيه.. التكنولوجيا الجميلة الله يلعنها.