كتاب "الملهم والمبدع في السينما الأخري" واحد من أفضل الكتب السينمائية في موضوعه كتبته الناقدة المعروفة صفاء الليثي ويتناول في ثلاثة فصول مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الثورة المصرية وثورات الربيع العربي بشكل عام وكما تقول الناقدة في المقدمة "كثيراً ما ننسي ان هناك سينما أخري غير الروائية خالية من النجوم وممثلة سينما جادة تركز علي أوجاعنا وتناقش همومنا سينما توثق لحياتنا الحقيقية وأحداث بلادنا فتحت لها منذ فترة قنوات خاصة لإنتاجها وعرضها فاتسعت شعبيتها وأصبحت تتنافس علي جوائز مهرجانات كبري مع سينما النجوم وتلاشي الحاجز النوعي لتقسيم الأفلام بين روائية ووثائقية واكتسبت السينما الأخري شعبية مع الحالة الثورية التي نعيشها في عالمنا العربي. وتكتب الناقدة عن فيلم "18 يوماً" الذي مثل مصر في مهرجان كان 2012 وهو عبارة عن عشرة أفلام قصيرة لعشرة مخرجين منهم شريف البنداري ومروان حامد وكاملة أبوذكري ومعهم المخرج الكبير يسري نصر الله صاحب فكرة الفيلم وتحدثت الناقدة إلي المخرج شريف البنداري الذي اعتبر ما حدث في ميدان التحرير أقوي من أي فيلم لذلك قرر تقديم قصة من خارج القاهرة عن رجل عجوز يعيش في السويس مع حفيده الذي يصاب بوعكة صحية يأخذه إلي أحد المستشفيات أثناء حظر التجول والحفيد يتمني ان يأخذ صورة مع الدبابة بجوار جنود القوات المسلحة ويتحقق في نهاية الفيلم حلم الطفل أما كاملة أبوذكري فاختارت ان تتحدث في فيلمها عن شخصية فتاة فقيرة تبيع الشاي والقهوة في ميدان التحرير ويسيطر علي تفكيرها هاجس الحلال والحرام وكأنها كانت تتنبأ بالمسار الذي تسلكه الثورة وعودة ظهور التيار الديني في المشهد السياسي المصري. وتحدثت الناقدة عن سلسلة أفلام "وجوه الثورة" وما اختاره المخرج داود حسن ليقدم توثيقاً للثورة من خلال مجموعة شخصيات "الهتيف" و"الخطاط" والفنان الشعبي حجازي متقال و"القلة المندسة" عن الصحف الورقية التي صدرت أيام الثورة وتنطلق من العام إلي الخاص بعد استعراض الحياة الشخصية لكل وجه من وجوه الثورة كذلك كتبت الناقدة صفاء الليثي عن فيلم "مولود في 25 يناير" للمخرج أحمد رشوان والذي يتحدث فيه عن تجربته أيام الثورة وما بعدها حتي 27 مايو أو ما يمكن تسميته أفلام السيرة الذاتية الوثائقية. ويضم كتاب "الملهم والمبدع في السينما الأخري" العديد من المقالات عن أفلام أهمها "طبق الديابة" للمخرجة مني عراقي الحاصل علي جائزة لجنة التحكيم من مهرجان الإسماعيلية 2010 وهو ينتمي لمدرسة التحقيق الاستقصائي ويفضح عمليات الاتجار بمخلفات المستشفيات وتفرد الناقدة فصلاً كاملاً عن السينما المستقلة وتمنح المخرج الرائد الكبير محمد بيومي لقب أول سينمائي مستقل في مصر كما تناقش مستقبل هذا النوع من السينما وتأثيره في قطاع الشباب كما تحدثت عن فيلم "تحرير بنغازي" أول أعمال المخرج أسامة الورداني الذي يتحدث مع بعض أهالي بنغازي أثناء الثورة الليبية وهو مغني راب درس اللغة الانجليزية والأدب الأمريكي في جامعة عين شمس كذلك كتبت الناقدة عن فيلم "عيون الحرية وشارع الموت" للأخوين أحمد ورمضان صلاح عن شارع محمد محمود في نوفمبر 2011 والذي مثل مصر في العديد من المهرجانات. وفي الفصل الثالث والأخير وتحت عنوان "الشعب يريد تعليم جديد" تكتب الناقدة عن مجموعة من الأفلام المتميزة والتي تتحدث عن اليهود المصريين منهم فيلم "سلطة بلدي" للمخرجة نادية كامل و"زيارة الفرقة" للمخرج الإسرائيلي عيران كوليرين والفيلم التسجيلي "جيران" للمخرجة تهاني راشد وأخيراً فيلم "عن يهود مصر" للمخرج أمير رمسيس وكما تقول الناقدة صفاء الليثي عن اليهود انهم "مصريون شاركوا في الحركة الوطنية تصادف انهم يهود". الكتاب يقع في 52 صفحة وصدر عن مهرجان الشاشة العربية المستقلة ومديره الناشط والمخرج الليبي محمد مخلوف.