مجمع الألومنيوم بنجع حمادي هو أحد المصانع الكبري المملوك للدولة بنسبة 99% تم انشاؤه للاستفادةمن فائض كهرباء السد العالي أصبح اليوم يترنح ويتحول للخسائر بعد ان كان يدخل خزانة الدولة ملايين الجنيهات.. هذا الكيان الاقتصادي المهم هوجزء مما يحدث في كل بقاع الدولة بعد الثورة.. توقفت مصانعه تارة بسبب نقص الكيروسين وأخري بسبب تخفيف أحمال الكهرباء وثالثة بسبب زيادة سعرالكهرباء ورابعة بسبب السطو علي السيارات المحملة بالمعدن علي الطرق الصحراوية وأخري بسبب انخفاض سعرالمعدن في البورصة أو بسبب أعباء المطالب الفئوية.. كان لنا هذا التحقيق للتعرف عن قرب كيف تم ذبح مجمع كان يدر نحو 900 مليون جنيه أرباحاً في عام من الاعوام ويعتمد علي منتجه نحو 13 مصنعاً محلياً ويصدر نصف انتاجه للخارج. * قلت للمهندس عبدالظاهر عبدالستار رئيس مجلس ادارة الشركة كيف وصلت الشركة إلي هذه المرحلة الصعبة؟ - من المتوقع ان تحقق الشركة خسائر لأول مرة في ميزانية العام الحالي 2012/2013 في حدود 49 مليون جنيه والسبب الرئيسي لهذه الخسارة تدني أسعار المعدن في البورصة إلي سعر 1962 دولاراً للطن في شهر مارس الماضي مقابل متوسط سعر في عام 2012/2012 هو 5261 دولاراً ومن المتوقع ان يستمر في الانخفاض ليسجل 1860 دولاراً للطن. أوضح المهندس عبدالظاهر ان كل 100 دولار انخفاضاً في سعر المعدن تؤدي إلي انخفاض في قيمة المبيعات 2005 مليون جنيه وانخفاضاً في الربحية والتحول للخسارة مؤكداً ان انخفاض السعر هو السبب الرئيسي في الخسائر بالاضافة إلي استمرار الركود والذي تعاني منه السوق الأوروبية وهي أكبر مستهلك للألومنيوم المصري. * قلت وهل لزيادة سعر الكهرباء أثار سلبية علي التكلفة؟ - تحملت الشركة أعباء زيادة سعر الكهرباء في حدود 400 مليون جنيه في عام واحد حيث بلغت فاتورة سداد الكهرباء نحو 5.1 مليار جنيه سنويا مقابل 1.1 مليار جنيه قبل زيادة الكهرباء في العام قبل الماضي حيث زاد سعر الكيلووات من 23 قرشا إلي 30 قرشاً. * وصل سعر المحاسبة علي الكهرباء حول المتوسط العالمي؟ - لا.. تحصل الشركة علي الكهرباء بأعلي سعر بعد الصين حيث تحصل الشركة علي الكهرباء بسعر يعادل 6.5 سنت مقابل 7 سنتات للكيلووات في الصين و4 سنتات في أوروبا و8.2 سنت في دول الخليج العربي وذلك للطاقة فائقة الجهد. ربط الكهرباء بسعر المعدن في البورصة * ولماذا لم تتوصل الشركة لحلول مع وزارة الكهرباء بسعر الطاقة؟ - تم اعداد دراسة لربط سعرالكهرباء بالبورصة العالمية أسوة بمعدن الألومونيوم تزيد سعرالكهرباء مع زيادة سعرالمعدن وتنخفض مع انخفاض سعر المعدن بحيث لا تتحمل الشركة أسعار مرتفعة للكهرباء أثناء انخفاض المعدن ومن الممكن ان يصل سعر الكيلوات إلي 35 أو 40 قرشاً مع تحسن أسعار المعدن في البورصة لكن وزارة الكهرباء لم توافق علي هذه الدراسة وانه مع قيام مجموعة خبراء من الشركة والكهرباء يمكن التوصل لاتفاق مرض للطرفين. * قلت دعنا نقترب أكثر ونتعرف علي أسباب أخري لخسائر الشركة؟ - نعم تعاني الشركة الانفلات الأمني مثل أي بقعة في مصر حيث تمت سرقة نحو 26 سيارة كانت محملة بالمعدن بلغ اجمالي خسائرها 19 مليون جنيه وجار استعاضة هذه الخسائر علي دفعات مع جمعية نقل البضائع ولكن هذا الموضوع أثر سلباً علي العقود المبرمة مع التجار المحليين والمستوردين العالميين ولم أستطع الوفاء بالتزاماتي تجاه العملاء لدرجة ان أحد العملاء قام بمصادرة خطاب الضمان وفرض الغرامة علي الشركة وتم تسجيل هذه الملحوظة من قبل جهاز المحاسبات مع ميزانية الشركة. نقص الوقود وخفض الإنتاج * وماذا عن مصنع الدرفلة المتوقف بسبب نقص الكيروسين؟ - ينتج هذا المنصع حوالي 150 ألف طن سنوياً وهو متوقف حالياً بسبب توقف الشركة المتعاقد عليها لتوريد الكيروسين عن التوريد طوال الايام الخمس الماضية.. مشيراً إلي ان الشركة تحتاج إلي 640 طناً شهرياً من الكيروسين وترتب علي توقف التوريد وقف عكامل لانتاج مصنع الدرفلة حيث يبلغ متوسط سعر طن المدرفلات في حدود 300 طن. وبصفة عامة فإن نقص توريد السولار والكيروسين لمصانع الشركة تسبب في تشغيل المصانع بمعدلات تصل إلي 60% من الطاقة بسبب التوقفات أما في المسابك تم خفض الانتاج بنسبة تتراوح بين 15% إلي 20%. * ولماذا لا تقوم الشركة بالاعتماد علي الغاز الطبيعي؟ - أخيراً وبعد مفاوضات طويلة نجحت الشركة في توقيع اتفاق لامداد الشركة ب 9 ملايين متر مكعب علي 4 مراحل.. وتم بالفعل اعداد البنية الاساسية اللازمة لتوصيل الغاز للمصنع 19 مليون جنيه لكي يصل الغاز إلي المصانع وتم بالفعل توقيع المرحلة الأولي بواقع 8.2 مليون قدم مكعب في المسابك وتم تشغيل الفعلي في 9 مارس الماضي وتم خفض استهلاك السولار من 27 مليون لتر إلي 16 مليون لتر أما بالنسبة لمرحلة الدرفلة من المتوقع ان تعمل بالغاز في 30 يونيه القادم وتنتهي المرحلة الثانية من الدرفلة أول أكتوبر القادم. تم خفض الاحتياجات من الكيروسين من 1.6 مليون لتر إلي 3 ملايين لتر وتنتج تكلفة المرحلةالثانية في ادخال الغاز في مصانع الدرفلة حوالي 26 مليون جنيه يتم ادخال التعديلات اللازمة وتعمل بالغاز بدلا من الكيروسين وتقدر التكلفة الاجمالية للمعدن التي يتم استيرادها للتحول إلي استيراد الغاز نحو 70 مليون جنيه. 130 مليون جنيه أعباء المطالب الفئوية * قلت وهل للمطالب الفئوية للعاملين تأثير سلبي علي ميزانية الشركة؟ - التهمت هذه المطالب نحو 20% من اجمالي الاجور حيث تقدر اجورالعاملين بالشركة ب 568 مليون جنيه والميزانية الاخيرة تزيد إلي 675 مليون جنيه في الموازنة وبلغ اجمالي المطالب الفئوية نحو 130 مليون جنيه. * هل خسرت الشركة من قبل؟ - دأب مجمع مصر للالومنيوم علي تحقيق أرباح بلغت 906 ملايين جنيه في عام 2007/2008 وكان سعر المعدن وقتها 2694 دولاراً للطن في البورصة ويحصل العامل في مصنع الالومنيوم علي متوسط دخل 6000 جنيه شهرياً في الوقت الحالي. * كيف واجه العمال بالشركة احتمالات الخسائر؟ - زاد وعي العمال بضرورة المحافظة علي زيادة الانتاج وخطورة الوضع الاقتصادي للشركة لكن لا أحد مهتما يفكر في احتمال التنازل عن حاجز أو ساعةعمل اضافية وهذا حقهم أيضاً ليس لهم أي ذنب فيما يحدث من ظروف تمر بها الشركة. * هل أثر خفض أحمال الكهرباء علي ربحية الشركة وخسارتها؟ - بلغ اجمالي الخسائر التي تحملتها الشركة أثناء فترات خفض الاحمال من شهر مايوحتي 15 يونيه 2012 ما قيمته 100 مليون جنيه وكانت هناك توقفات لتدمير خلايا الانتاج وارتفاع الخسائر الي أكثر من 7.2 مليار جنيه اذا استمر توقف الكهرباء أكثر من ساعة ولكن المسئولين علي الكهرباء الشركة الناقلة تفهمت الوضع وحرصت من وقتها علي عدم خفض الأحمال حتي لا ينهار مجمع الالومنيوم. يقول ياسر طاهر رئيس نقابة العاملين بالمصنع ان العاملين بالشركة أرسلوا فاكسات إلي جميع المسئولين في الدولة لسرعة امداد الشركة بالوقود واعادة تشكيل مصنع الدرفلة المتوقف