عقب ثورة 25 يناير انتشرت سرقة السيارات علي نطاق واسع وأصبح هناك عصابات منظمة تقوم بذلك بالإضافة إلي تجار المخدرات والبلطجية الذين وجدوا فيها عائداً مادياً ضخماً ومريحاً في ظل غياب أمني تام هذه السيارات يتم التعامل معها بثلاث طرق هي إعادتها إلي صالحبها مقابل فدية تقدر حسب قيمة السيارة ولا تقل غالبا عن 25 ألف جنيه أو طمس معالم السيارة وتركيب لوحات معدنية جديدة وبيعها بعد تزوير أوراق ومستندات ملكية وترخيصها بأسماء آخرين مستغلين إحراق وحدات المرور والثالثة وهي المعتادة حيث يقوم اللصوص بتقطيع السيارة إلي أجزاء وبيعها لتجار قطع الغيار أو الخردة. محمد الباز -ميكانيكي- اللصوص يستهدفون السيارات الأكثر انتشارا واستخداما بين المواطنين لأنه يوجد طلب علي قطع الغيار ويوجد نوعان من التجار في خردة السيارات الأول لا يهتم بكيفية الحصول علي السيارة أو قيمتها وما يعنيه هو شراؤها بثمن بخس حتي يحقق أعلي ربح من عائد تقطيعها وتفكيكها لبيعها كقطع غيار مستعملة ومعظمهم من المسجلين خطر الذين دخلوا السوق بعد الثورة بينما يوجد تجار آخرون علي جانب من الأمانة لا يشترون سوي السيارات التي تعرضت لحوادث شديدة ليتجنبوا بيع قطع غيار مسروقة ويبيعون ما يصلح منها والباقي يباع كخردة بالكيلو. مراكز توريد ومخازن "م.ع" صاحبة مخزن خردة بالحرفيين أكثر المناطق التي تأتي منها السيارات المفككة والمسروقة هي المناطق الريفية بمحافظات الشرقية وكفرالشيخ والبحيرة لضعف الرقابة الأمنية كما توجد مخازن بالخصوص وأطفيح والقناطر يحرسها عدد من المسجلين خطر المسلحين بالأسلحة الآلية حيث يتم إخفاء السيارات ومسح الشاسيه وطمس معالمها وتفكيكها أو تغيير شكلها ولونها وكذلك في مناطق برج العرب القديمة وعزبة الصفيح والعامرية بالإسكندرية ويشير إلي قيام عدد من تجار الخردة بعقد صفقات مع بعض تجار قطع الغيار وأصحاب الورش بالحرفيين ووكالة البلح لتوريد قطع غيار لهم بأسعار رخيصة وهي غالبا مسروقة وتخص الماركات الشهيرة والأكثر انتشارا في السوق المصري. محمد عرابي يضيف بدأ أصحاب السيارات بيع سياراتهم أو عدم استخدامها ووضعها في جراجات مغلقة خوفا عليها من السرقة وإجبارهم علي دفع فدية باهظة لإعادتها أو فقدانها إلي الأبد بعد تفكيكها لدي باعة الخردة واللص لا يسعي لسرقة أي سيارة لبيعها والحصول علي النقود ولكنه يختار السيارة التي سوف يسرقها ويحدد نوعها مسبقا بما يتناسب مع احتياجاته المالية واحتياجات السوق والعرض والطلب لذا فإن سيارات الكيا والسيراتو والمرسيدس هي أكثر الأنواع عرضة للسرقة ولم يعد أصحاب السيارات الملاكي فقط ضحية عمليات السرقة وإنما انضم لهم سائقو سيارات الأجرة خاصة التاكسي الأبيض بل إن بعض ضباط الشرطة ورجال القضاء كانوا ضحايا لحوادث السرقات. الخردة وقطع الغيار محمد علي -ميكانيكي بالقاهرة الجديدة- يقول: هناك العديد من ورش إصلاح السيارات تتعامل مع تجار الخردة الذين يوردون لها قطع الغيار الرخيصة الثمن وغالبا ما تكون أصلية مما يساعدهم علي بيعها لصاحب السيارة التي يتم إصلاحها بأسعار مرتفعة وأصحاب السيارات يفضلون ذلك لأنها أكثر ضمانا من الجديدة قبل ذلك كان تجار الخردة يستخلصون ما يصلح من حطام السيارات التالفة قبل بيع باقي الأجزاء المحطمة ليعاد صهرها ولكن بعد ثورة يناير وحالة الانفلات الأمني تشكلت عصابات منظمة تقتسم الأدوار فيما يعرف بالدولاب لأنها تحقق أرباحا أعلي من تجارة المخدرات وتعتبر المناطق الراقية بالقاهرة مثل مصر الجديدة ومدينة نصر والمهندسين وكذلك المدن المحيطة بها مثل السادس من أكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة والشروق أكثر المناطق التي يتم فيها سرقة السيارات الحديثة. التهريب إلي غزة عبدالحميد السيد -مهندس بشركة كهرباء القناة- يقول: العصابات المسلحة في سيناء تنسق مع شبكات أخري في محافظات مصر تقوم بتجميع السيارات الحديثة المسروقة ونقلها إلي سيناء وتزوير أوراق لها ثم يتم تهريبها إلي قطاع غزة عبر الانفاق المخصصة لتهريب السيارات سواء كانت كاملة أو بعد تقطيعها ثم إعادة تجميعها مرة أخري في غزة وأن أكثر السيارات المطلوبة هي المرسيدس وبي إم دبليو وتويوتا وكيا ومتوسط سعرها عادة أقل من سعر السيارات الحديثة التي كانت تصل القطاع عبر المعابر الحدودية مع إسرائيل التي تفرض ضرائب باهظة مما يؤدي لارتفاع أسعارها حيث يتم تقطيع السيارة إلي أربعة أجزاء داخل مصر ثم يتم تهريبها إلي القطاع ويتم تجميع الأجزاء مجددا بمدينة رفح وبعد ذلك يتم إعادة طلاء السيارة من جديد. تأمين الطرق اللواء محمد كمال جلال مدير أمن الشرقية يري أن حوادث سرقة السيارات تراجعت خلال العام الحالي نتيجة استعادة الجهاز الأمني عافيته وانتشار الأكمنة الشرطية علي الطرق الرئيسية الداخلية التي تربط عاصمة المحافظة بمدنها والطرق الصحراوية ومعظم حالات السرقة الآن تقع علي الطرق الفرعية المظلمة خاصة في الشرقية علي سبيل المثال قد انخفض عدد البلاغات من 7 في الأسبوع إلي بلاغ واحد بعد أن وصل عدد السيارات المسروقة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إلي 62 سيارة تم العثور علي 17 منها وتسليمها إلي أصحابها دون ضبط الجناه ومازالت 45 سيارة مفقودة وتم رصد 29 تشكيلاً عصابياً تخصص سرقة سيارات عدد أفراده 109 متهمين تم ضبط 53 منهم وجاري تضييق الخناق علي الآخرين للحد من نشاطهم والقبض عليهم وعادة ما يركز اللصوص علي السيارات الجديدة لضمان قدر كبير من الفدية عند التفاوض مع صاحب السيارة المسروقة لعودتها إليه.