لكل حمل مخاض ولكل مخاض ألم.. هذا ما تمر به الثورة المصرية أو سموها ما شئتم حركة كانت أو غضبة شعب استكان طويلاً عبر مراحل التاريخ للمستعمر أو لأيديولوجيات استغلال تسلط الحكم وشهوته لدي من يحكم. لقد انتفض داخل كل منا رصيد طويل من الغضب جاء وقت خروج الحمم من بركانه.. لكننا للأسف نصب جام غضبنا علي أنفسنا ونختزن الكراهية لمن يحيط بنا.. ونكره أنفسنا.. وندمر ذواتنا.. ونضع ضوابط أخلاقية ودينية وعبثية لكل اختلافاتنا فهل هذا حق؟ وهل نحن في وضع يسمح لنا برفاهية الاختلاف والتصارع بالكلمات والاعتصامات والمطالبات وتخويننا لبعضنا البعض وهناك من يتربص بنا من كل حدب وصوب لاسقاط مصر العظيمة. ونأتي لأهم قطاع يشكل معرفة المواطن وهو الميديا الفضائية ونري تناقضات الرأي والقضايا هل من مصلحة مصر مع كل حكم قضائي أن نري مستشارينا الاجلاء وقد كانوا في ذاكرة الأمة المصرية رمزاً للمهابة والسمو يناقضون بعضهم البعض فيما صدر من أحكام في القنوات الفضائية فيتم تشويش عقول المواطنين ويفقدون ثقتهم في محراب العدالة الباقي لهم سنداً؟؟ هل من مصلحة مصر أن يخرج رموز الدين وشيوخه فيتبادلوا السباب وتتناقض حقائق الدين في اذهان بسطاء الناس؟؟ هل من مصلحة الوطن أن يأتي لنا الضيوف من المسلمين من إيران فنشكك في توجههم وفي دينهم وديدنهم وكأننا نحن من يعبد الله علي حرف ونوشك أن نترك عقيدتنا ومذهبنا علي يد ضيف زائر يقضي بضعة أيام ويعود لبلده بعد أن حاصرتنا شركات السياحة الخارجية لأوروبا وأمريكا بأننا بلد غير آمن؟؟ هل مصر تملك رفاهية اسقاط الحكومة والرئاسة بالتشكيك في توجهاتها وكأن من يحكموننا جاءوا من بلد معاد لنا.. ربما هناك أخطاء في مواجهة حروب ارباك الحكومة والرئاسة في مشكلات تركها لهم نظام الحكم السابق.. وطن تم تجريفه مادياً ومعنوياً.. ولكن هل من وصل لسدة الحكم أو تولي مسئولية إدارة شئون الوطن يقول "يارب اتعسني وفشلني" أم يسعي للنجاح قدر ما هو متاح أمامه من امكانيات وحروب لاسقاطه؟؟ أمامنا الصحف التي تمتليء مانشيتاتها بعناوين مخيفة لجذب القاريء لشراء الصحيفة ومنهج آخر لاحاطة القاريء بأمانة العرض نشاهده في مانشيتات جريدة "الجمهورية" منذ تولي تحريرها الأستاذ السيد البابلي وفتح نافذة الرأي بلا تحيز أو شطط أو ممالاة أحد أو الخوف من أحد.. هذا هو النموذج الامثل لما نردده يوميا عن ضبط الخطاب الإعلامي المقروء والمرئي.. الكلمة تتردد دونما وصف أو توصيف إلا أن يعتبرها البعض فرض وصاية وتكميماً للافواه والاقلام.. فهل كممت "الجمهورية" افواه وقلم أحد أو كانت نيرانا لاثارة الناس؟؟ ورغم ذلك فلقد وجدت فيما أوردته السبيل الوحيد لتفسير ما يراد من كلمات تغلف بسيلوفان حتي لا تثير أحداً من ضبط الخطاب الإعلامي.. لاخلاقيات الإعلام ...إلخ. هل نحن الآن ومصر في ألم مخاض ثورتها نملك اظهار ضعفنا للدنيا كلها بحروبنا الكلامية غير المجدية إلا لاعدائنا الظاهرين والمخفيين؟؟ هناك في علم الحشرات حشرة اسمها العربي "اسد النمل" أو العلمي Kita Varegata ولأني رجل علمي فلقد اردت ايجاز ما اقصده في شرح سلوك الشر من ابسط عوالم مخلوقات الله وهي الحشرات هذه الحشرة كي تحصل علي غذائها وهو النمل تأتي وتصنع حفرة بالرمل وتختفي اسفلها ويأني النمل فيظنها أحد اعشاشه رغم ذكاء مملكة النمل.. يسقط النمل داخل الحفرة فيلتهمه اسد النمل. فهل نملك يا أهل المحروسة الأذكياء رفاهية أن نكون أغبياء رغم اننا اذكياء كي نسقط في هوة حفرة سحيفة يحفرها لنا الأعداء وما خفي علينا من نوايا الاصدقاء؟؟ اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد