اهتمام الرئيس الدكتور محمد مرسي وحرصه علي الإسراع بتكريم أبطال منتخب الشباب بعد عودته من الجزائر ب24 ساعة بكأس إفريقيا للشباب وتذكرة التأهل للمونديال التركي يحسب له ويشكر عليه.. ويعكس أهمية الرياضة في حياة الشعوب وتأثيرها علي الناس وعلي السياسيين. كان البعض يلوم وينتقد النظام السابق لأنه كان يستغل الرياضة وإنجازاتها وخصوصا كرة القدم في تحقيق مكاسب سياسية وشعبية جماهيرية والتغطية علي مشاكل سياسية وأزمات إقتصادية.. والآن يفعل النظام الحالي نفس الشئ وإن كان مناصروه ومؤيدوه ينفون أن الرئيس يستغل إنجاز منتخب الشباب لكسب شعبية في ظل الأزمات المتتالية التي تعاني منها البلاد منذ جلس الرئيس علي كرسي الحكم أوائل يونيو الماضي. اختلف مع النظام السابق والحالي في طريقة التعامل مع الرياضة.. لا أرفض أن يستفيد السياسيون من الرياضة.. ولكن قبل أن يستفيد رئيس أو سياسي أو مسئول من الرياضة وإنجازاتها لابد أن يعطيها حقها ويوفر لها المناخ الصحي والإمكانات التشريعية والمادية لتحقق المكاسب للشعوب. كل حكامنا يتعاملون مع الرياضة علي أنها نشاط ثانوي وترفيهي.. ولا يدركون أن الرياضة أصبحت أحد مقاييس تقدم الشعوب والدول.. فالعالم المتحضر يؤمن بأهمية الرياضة علي مستوي المنافسة والممارسة.. ونحن نكتفي بالفرجة علي الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة ولا نمارسها.. لذلك انتشرت الأمراض حتي بين الشباب.. وازدادت حالات السمنة بين الرجال والنساء.. وعدم ممارسة الرياضة بلا شك يؤثر علي الصحة العامة للشعوب وبالتالي يؤثر علي الإنتاج والإقتصاد الوطني. في مصر اختفت الرياضة من المدارس والجامعات.. وتآكلت الملاعب بعد أن بنوا عليها الفصول والأبنية التعليمية.. وبالتالي تأثرت الرياضة المصرية علي مستوي الممارسة وقطاع البطولة.. وما تحققه بعض الفرق الرياضية من منتخبات وأندية من إنجازات علي فترات متفاوتة.. لا يتم بناء علي خطط حكومية وإنما بمبادرات فردية وقناعات شخصية.. مثلما حدث مع الجنرال الراحل محمود الجوهري الذي صعد بمنتخب مصر لنهائيات كأس العالم 1990.. فشلت مصر بعدها وحتي الآن في التأهل للمونديال.. ثم جاء المعلم حسن شحاته وحقق طفرة كروية بالفوز بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.. ثم فشل الفريق بعدها في التأهل لنهائيات البطولة مرتين متتاليتين. نفس الحال يحدث في الدورات الأوليمبية.. مرة نفوز بعدد من الميداليات وأخري نعود بخفي حنين. الخلاصة أن الرياضة في مصر تعاني من عدم إيمان المسئولين بأهميتها ودورها في تنمية المجتمع وتطويره.. وليتهم يعيدون حساباتهم ويتعاملون مع الرياضة علي أنها نشاط أساسي مثل باقي أنشطة الدولة السياسية والإقتصادية والثقافية. وليت الرئيس مرسي الذي جلس أكثر من مرة مع الرياضيين وكرم بعض الأبطال الرياضيين يغير نظرة الدولة للرياضة حتي نقتنع أنه ليس مثل النظام السابق يستفيد من الرياضة ولا يفيدها!!