رغم ملايين الاصابات بالأمراض الفيروسية والكبدية والمعدية مازالت المستشفيات الحكومية والجامعية والتعليمية تتخلص من نفاياتها الطبية الخطرة من سرنجات وخراطيم واسترات بولية وزجاجات فارغة عن طريق "الزبال" في مصر كلها لا توجد غير 150 محرقة بينما نحتاج أكثر من 400 محرقة. محافظة الغربية أولي المحافظات التي تعاني حيث لا يوجد بها سوي خمس محارق متهالكة في المحلة وقطور وبسيون وكفرالزيات والسنطة بالرغم من وجود 11 مستشفي ومركزاً طبياً و12 مركزاً للغسيل الكلوي ولا يختلف الحال في القليوبية فلا يوجد سوي محرقة واحدة بكفرشكر تخدم أكثر من 25 مستشفي ومركزاً طبياً بشمال المحافظة علاوة علي مخلفات العيادات الطبية والتي تمثل ضعف الكميات المنتجة في المستشفيات. ورغم ندرة اعداد المحارق في محافظة الجيزة وتوابعها الا ان د.عبدالناصر صقر وكيل وزارة الصحة بالجيزة يؤكد ان المديرية لا تعاني من أي مشكلة تخص التخلص من النفايات الطبية لامتلاكها 12 سيارة لنقل المخلفات إلي محرقة شبرامنت رغم صرخات العاملين من ندرة المحارق في مستشفيات 6 أكتوبر وبولاق الدكرور والشيخ زايد والعمرانية والحوامدية وصدر وحميات امبابة وابوالنمرس وأم المصريين. في حين برر وكيل وزارة الصحة بالقليوبية ندرة عدد المحارق وتلف معظمها ان اهالي كفر شكر اعترضوا علي وجود المحرقة داخل الكتلة السكنية لذلك تم عمل بروتوكول مع كلية الطب البيطري بالسادات ومستشفي بنها التعليمي لإنشاء 6 محارق جديدة ضمن مجمع المحارق بأبي زعبل وسيتم التعاقد مع شركات متخصصة لنقل نفايات 27 مستشفي حكومياً و15 تعليمياً وتأمين صحي وجامعياً. تقول الدكتورة "س.أ" من محافظة القليوبية انها متعاقدة مع محرقة معطلة منذ سنوات من أجل الترخيص فقط حيث تسدد 600 جنيه سنويا عن عيادة النساء أما زوجها فيسدد 2000 جنيه عن معامل تحاليل طبية وبالرغم من ذلك يتعاقد مع زبال للتخلص من تلك النفايات. أما الدكتور أحمد.س طبيب اسنان فيؤكد انه يضطر للتخلص من نفاياته الخطرة بنفسه عن طريق حرقها داخل برميل فوق سطح العقار حيث لا يأمن مطلقا من تعامل الزبالين وجامعي القمامة في التعامل مع تلك النفايات. في حين يشير د.كمال تامر هندي رئيس الوحدة الاستشارية لتقييم نوعية البيئة الهوائية بالمركز القومي للبحوث إلي ان مشكلة النفايات الطبية الخطرة بالغة الضرر علي صحة المواطن وتكمن خطورتها في تكدسها لفترات زمنية ممتدة وعدم القدرة علي التخلص الآمن منها رغم ما تحويه من مواد سامة ومعدية قد تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض الخطيرة فبعض هذه النفايات ملوث بالبكتيريا والفطريات والفيروسات وبعضها مواد باثولوجية كنفايات غرف الولادة والأعضاء والانسجة البشرية والأورام المستأصلة وبقايا الدم الفاسد وبعضها نفايات حادة مثل السرنجات والمشارط وبعضها نفايات كيميائية كالأدوية منتهية الصلاحية أو غير مطابقة للمواصفات مثل المواد المحملة بالمخاطر حيث لا يجب الاستهانة بما تشكله من اضرار علي حياة المواطن ولا يصح عدم الاهتمام بالتخلص الآمن منها عن طريق محارق خاصة تعمل في درجة حرارة تتراوح بين 900 -1200 درجة مئوية ولكن في مصر المحارق تعمل في درجة تراوح بين 400 - 500 درجة مئوية وبالتالي فعمليات الحرق التي تجري لها لا تتناسب مطلقا مع القضاء علي المخاطر الوبائية التي قد تنتج من تلك المخلفات. وأكد هندي ان الخطر الأكبر يكمن في تداول تلك المخلفات وبيعها لتجار يقومون باعادة فرزها وتصنيعها وتدويرها لتخرج مرة ثانية في صور منتج يتهافت عليه الناس دون ان يخطر ببالهم انهم يشترون مرضهم بأيديهم فمن القطن الملوث بالدماء وملاءات الأسرة والشاش وحفاضات الاطفال والمسنين تصنع الدباديب أو يصنع حشو المراتب والمخدات والمفارش ومن البلاستيك تصنع الملاعق والأكواب والاكياس ومباسم الشيشة ومن الاساطر البولية تصنع انواع من البالونات يقوم الاطفال بنفخها وتناقلها من يد إلي يد.