مع استمرار موسم الامتحانات يواجه المعلمون المنتدبون لأعمال الملاحظة والمراقبة في امتحانات الشهادات العامة الأمرين مستغيثين بالمسئولين بالتربية والتعليم بحمايتهم من الطلاب المتجاوزين حيث تنشب الحرب بينهم وبين المدرسين لمحاولتهم الغش واستخدام كافة الطرق الملتوية والتعدي باللفظ علي المعلمين واستخدام السلاح الأبيض علي اعتبار أنه حق مكتسب لهم. فضلاً عن تقاعس دور الوزارة في حماية المعلمين والذين ينتدبون إلي أماكن بعيدة عن إدارتهم عشرات الكيلومترات وأيضاً تقاعس رجال الشرطة. تساءلوا لماذا لا يتم حماية المدرسين ويكون هناك تواجد أمني يحميهم أثناء الامتحان وبعده خاصة مع الانفلات الأخلاقي وانتشار العنف بعد ثورة 25 يناير. مشيرين إلي أن كل ما يحدث هو انتداب خفير نظامي أو عسكري لا حول له ولا قوة أثناء انعقاد الامتحان؟!!! وهل من المعقول أن نطلب من المعلم أن يؤدي عمله بأمانة ولا يسمح بالغش أو أي تجاوز في حين أننا نتركه عند أول مشكلة تواجهه مع الطلاب ويكون كل اهتمام المسئولين هو حماية أوراق الامتحانات وغض الطرف أو تجاهل حماية المراقبين؟!! أكد هاني مهني مدرس بإدارة العدوة التعليمية بالمنيا أنه كل عام يتم ندبنا في امتحانات الشهادات العامة سواء الإعدادية أو الثانوية وبالطبع يكون الندب خارج محل الإقامة والعمل في إدارة تعليمية تبعد عن إدارتنا عشرات الكيلومترات وبالتالي نواجه صعوبات ومشاكل أثناء وبعد اللجنة من الطلاب بل وأحياناً من بعض أولياء الأمور وخصوصاً في الشهادة الإعدادية. قال محمود الفرغل إن المدرس الذي يخرج سليماً من الامتحانات خاصة الشهادات يكون قد كتب له عمر جديد مما يعانيه المعلمون خاصة من الأحجار التي تلقي عليهم بعد انتهاء اللجان مطالباً بالتأمين علي المعلمين خاصة أثناء الامتحانات في حرب شوارع مع الطلبة وأولياء الأمور. أوضح شعبان حمزة مدرس بإدارة المراغة التعليمية بسوهاج أن الطالب الذي من في طبعه الغش سوف يقوم به سواء كان ذلك بالقرب من محل إقامته أو بعيد عن إقامته فهذا مبدأ يدافع عنه من يؤمن به فيجب علي الوزارة التخلي عن الإصرار عن ابتعاد الملاحظين والمنتدبين لأعمال الملاحظة والامتحانات عن محل إقامتهم متسائلاً ما الداعي إلي هذا وهو سيقوم بمثل ما يقوم به وهو قريب في الأماكن البعيدة والأفضل والأجدر بالوزارة الإصلاح الجذري للمنظومة. أضاف أن هذا لا يقتصر علي المدارس الإعدادية والثانوية فقط بل وصل إلي التعليم الابتدائي وأصبح تلميذ المرحلة الابتدائية في مستوي عنف بل يزيد عنفوانه علي المراحل الأخري في التعدي بالقول والفعل في مشاهد تتكرر أمامنا بدون وازع من ضمير ففي القري أصبح الغش هذه الأيام أمر مفروغ منه وإن قام أحد الملاحظين بمنع الغش أمامه أمرين إما أن يتجنبه رئيس اللجنة ويظل احتياطياً أو يلقي التهديد والوعيد من التلاميذ وأولياء أمورهم. أضاف أنه للأسف يحدث هذا أمام حراسة أو القوة المكلفة بحماية اللجنة إن لم يكن تساعد القوة نفسها في توصيل مواد الغش إلي التلاميذ. مشيراً إلي أنه لابد وأن تنصاع الوزارة ولا تقوم بالانتدابات البعيدة عن محل سكن الملاحظين كمثلاً يقوم بالانتداب لمركز يجاور المركز الذي يسكنه ولا يخرج إلي محافظة أخري أو مركز يبعد عن مركزه بعشرات من الكيلومترات وأيضاً عمل برامج تدريبية وتثقيفية تحض المعلمين وتحثهم علي إنقاذ مصر بمنع الغش في المدارس لخلق جيل جديد منشأ علي أساس سليم فالغش في التعليم أشد خطورة علي مصر من الغش في مواد البناء أو مواد الصنع لأن الغش في التعليم هو غش في مواد صناعة إنسان مصري تتطلبه المرحلة القادمة. إثارة الشغب أشار عاطف أبوخاطر مدرس إلي أنه أثناء انتدابه لأعمال الامتحان بالشهادة الإعدادية في الدور الثاني قام بعض الطلاب في أكثر من لجنة بإثارة الشغب والضوضاء ومحاولة الغش فقمت بردع أحد الطلاب بالعنف فوجدت اللجنة هادئة وحضرت الشرطة وأخذت من 6 إلي 7 طلاب من اللجان المجاورة لي ولم أسلم أحد إلي الشرطة فاحترمني الطلاب ومرت الأيام ونسينا الأمر فإذا بإشارة إلي الإدارة التعليمية باستدعاء الأساتذة الآتي أسماؤهم للحضور أمام النيابة دون إيضاح التهمة أو الأمر وهو أمر مهين وبعد مشورة بين المديرية والنيابة تمت تسوية الموضوع وتنازل المعلمون عن المحاضر ضد الطلاب المشاغبين. إهدار الحقوق أوضح هيثم خلف الله مدرس أنه كثيراً ما يعاني جميع المعلمين من انتدابات امتحانات الشهادات الإعدادية والثانوية العامة والتعليم الفني خارج المدينة أو المحافظة وذلك مما يؤدي إلي إهدار في حقوق المعلمين وإهانة كبيرة تقع عليهم من عدم الثقة تجاه المعلمين من السادة المسئولين لانتداباتهم داخل المحافظة وليس خارجها كما يعاني المعلمين من مشاق ومتاعب السفر وسوء المواصلات وكذلك سوء التعامل من أبنائنا الطلاب خاصة في ظل الفوضي العارمة في وقتنا هذا. اقترح حل هذه المشكلة بإعادة النظر والدراسة الجيدة الحكيمة في انتدابات المعلمين والعاملين بالتربية والتعليم لأقرب مدرسة في إداراتهم وكذلك الثقة التامة في المعلمين والعاملين بالتربية والتعليم من قبل المسئولين لأن المعلمين هم ورثة الأنبياء. قالت فاطمة حسن مدرسة بالمنصورة أنها حصلت علي جواب ملاحظة ولم أستطع الاعتذار متسائلة هل يعقل أن أقبض مبلغ يقل عن مائة جنيه وأصرف مثله مواصلات؟ ناهيك عن الإهانة والمهانة التي نحس بها عند التعامل مع الطالب وولي الأمر ولماذا لا تكون الملاحظة والتصحيح وفقاً لرغبة المعلم فهناك من يرغب في هذا العمل وهناك من لا يرغب ويريد الاعتذار لذا نرجو أخذ موافقة لمن يرغب من المعلمين ومن لا يرغب يستبعد إلا في حالات الضرورة فكل عام نفس السيناريو الكثير يقف علي باب الإدارة يريد جواب ملاحظة ونفس الموقف عدد غفير من المعلمين يريدوا الاعتذار نرجو التوافق بين رغبة الطرفين لمصلحة العمل.