سيطرت الانتخابات البرلمانية علي الشارع السياسي بعد الانتهاء من معركة الدستور وسارعت الأحزاب والقوي والحركات السياسية بإعلان حالة التأهب استعداداً لخوض أم المعارك الانتخابية وحصد أكبر عدد من المقاعد. وضعت الأحزاب نتائج الاستفتاء علي الدستور خريطة طريق للوصول لحشد الناخبين لصالح مرشحيها في محافظات التأييد ومعسكر الرفض. لم تنتظر أحزاب الإسلام السياسي الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات وبدأت في تدشين خطط العبور لبرلمان الثورة في ظل النمو الحزبي لهذا التيار خاصة داخل الجماعة السلفية التي وصلت إلي سبعة أحزاب أبرزها النور والأصالة والفضيلة وآخرها الشعب. وزاد من اشتعال الموقف التحالف الجديد الذي يقوده حازم أبوإسماعيل الذي جمع أقطاب الفكر الإسلامي بينهم قيادات من حزب النور استقالت مؤخراً ومعهم أحزاب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية والأنصار تحت التأسيس ويستهدف هذا التحالف أن يكون منافساً قوياً لحزب الحرية والعدالة الإخواني والنور السلفي القديم في معركة تكسير العظام بين أصحاب التيار الواحد والمشروع الإسلامي والشعارات المتقاربة. تحاول قيادات حزب النور لم شمل ما تبقي من الحزب بعد الاستقالات الجماعية للكوادر في عدد من المحافظات التي يقودها أسماء كبيرة داخل البيت السلفي قبل أن تتأثر نتائج الحزب الذي نال لقب "الوصيف" للإخوان المسلمين. يعقد حزب الحرية والعدالة اجتماعات دورية بالمقر الرئيسي بالمنيل لوضع معيار اختيار المرشحين وطلب الدكتور سعد الكتاتني رئيس الحزب من المكاتب الإدارية وأمناء المحافظات إعداد كشوف المرشحين وتقرير شامل عن كل مرشح وتاريخه النضالي وسمعته وخدماته. يسعي الحزب لاستقطاب شخصيات من خارج التنظيم الإخواني في عدد من الدوائر التي تراجعت فيها شعبية نواب الجماعة خاصة في القاهرة والجيزة والمنوفية والقليوبية والتي انعكست علي انتخابات الرئاسة والاستفتاء وأرسلت إليهم للانضمام في القوائم والفردي بما فيهم من شخصيات كانت تنتمي للحزب الوطني المنحل مما يشير إلي وجود مفاجآت في أسماء مرشحي حزب الجماعة ويواجه الحزب مشكلة أخري هي انتقال قادته وأقطابه من غرفة النواب إلي الشوري بعد تعيينهم بقرار جمهوري وهم د.عصام العريان نائب رئيس الحزب ود.جمال حشمت أمين البحيرة وصبحي صالح نائب الإسكندرية ود.أمير بسام نائب بلبيس وجميعهم خاض الانتخابات الأخيرة في مجلس الشعب علي رؤوس القوائم. الإنقاذ الوطني تواصل جبهة الإنقاذ الوطني دورها في تمثيل المعارضة من خلال خوض الانتخابات المقبلة بقيادة الثلاثي محمد البرادعي وعمرو موسي وحمدين صباحي وانضم إليهم أحزاب المصريين الأحرار والتجمع الديمقراطي والمحافظين والوفد والمؤتمر والناصري والتحالف الشعبي و6 أبريل والجبهة الديمقراطية والدستور والكرامة. وضعت الجبهة معايير لاختيار المرشحين في مقدمتها أن يكون من نواب المجلس المنحل ثم الحاصلين علي أعلي الأصوات وأصحاب الشعبية والسمعة وبدأت الجبهة في تلقي السيرة الذاتية لمرشحي هذه الأحزاب ثم الاجتماعات لوضع القوائم الموحدة التي تضم مرشحي أحزاب الجبهة وتنسيق الترشيح علي المقاعد الفردية. الجمهورية الثانية أكد المهندس محمود عطية الأمين المساعد لحزب الإصلاح والتنمية أن مجلس النواب المنتظر هو الأهم في وضع قواعد الجمهورية الثانية وبناء مؤسسات الدولة واختيار رئيس الحكومة مما يستوجب مشاركة كافة الأحزاب والقوي في هذه الانتخابات وعدم إقصاء أي تيار أو استحواذ فصيل بعينه علي قيادة الوطن في الوقت الراهن. اقترح عطية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وأن يكون المعيار الأساسي هو الكثافة السكانية وتصغير الدوائر الفردية لمد الجسور بين النائب والناخب وإعطاء الفرصة للشباب والمستقلين الذين يمثلون قطاعاً كبيراً من الشعب.. وحذر من التلاعب في قانون مباشرة الحقوق السياسية والانحياز لفريق علي حساب الآخرين. د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد أكد أن الوفد سيخوض الانتخابات المرتقبة داخل تحالف جبهة الإنقاذ الوطني التي يتبناها الحزب منذ ولادتها وذلك في إطار اختيار قوائم موحدة للأحزاب أعضاء تحالف الجبهة سواء علي القوائم الحزبية والمقاعد الفردية لضمان حصد أكبر عدد من المقاعد لمواجهة تيارات الاستبداد السياسي وتكوين أغلبية برلمانية تستطيع تغيير الخريطة السياسية داخل مجلس النواب. أوضح البدوي أن قادة الجبهة يصرون علي التوحد ونبذ الخلافات لقيادة الانتخابات في مناخ صحي بالتشاور والتنسيق دون فرض أمر واقع. ويري د.يسري حماد القيادي السلفي الذي انضم لتحالف أبوإسماعيل أن التحالف الإسلامي الجديد يمتلك مقومات تضعه في صدارة المشهد السياسي فلديه المرشحون الأقوياء في مختلف المحافظات والرؤية والبرنامج الانتخابي بالإضافة إلي اكتساب الخبرة الانتخابية وسنبدأ في ترتيب أوراقنا ومرشحينا في إطار قوائم موحدة لأحزاب التحالف ممن يؤمنون بتطبيق الشريعة الإسلامية. الرايا البيضاء وجه الدستور الجديد لطمة قوية لأعضاء الحزب الوطني المنحل في دورتي 2005 و2010 ومنعهم من الترشيح لمدة 10 سنوات إلا أنهم لم يرفعوا الرايا البيضاء وقرروا خوض الانتخابات عن طريق الدفع بالأشقاء والأبناء والأحفاد في أغلب الدوائر خاصة في الصعيد والدلتا ومنافسة قادة الإخوان في دوائرهم منهم أبناء عبدالرحيم الغول في نجع حمادي. إعلان التحالف الإسلامي للبرلمان غداً كتب مصطفي عبيدو: يعلن كل من د. حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح الرئاسي السابق ومؤسس حزب الأمة المصرية ود. عماد عبدالغفور رئيس حزب الوطن الجديد التحالف الإسلامي الكبير بينهما غدا بعد الإعلان الرسمي عن تأسيس الحزبين في مؤتمر صحفي. قال الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور سابقا والقيادي بحزب الوطن الجديد: اننا نريد من الحزب ألا يكون كيانا سياسيا فقط بل نطمح أن يكون واجهة مشرفة للتيار الإسلامي وتحديدا القطاع السلفي فيه والذي يضم خيرة أبناءه ممن يرغبون في رفع راية الإسلام ونصرة منهج الكتاب والسنة ورفع راية الإسلام خفاقة علي طريق الصراط المستقيم. أردنا تجميع الكوادر والخبرات الصالحة لبناء الوطن من كل مخلص أمين يتمني إصلاح الدنيا والدين علي علم فيما يصلح وفيما يبني. وأردنا أن يكون هذا الحزب واجهة مشرفة للتيار السلفي كله بلا إقصاء ولا إبعاد وبلا تقديم أو تأخير إلا بمعيار الكفاءة والخبرة والاستقامة وليس الثقة. وقال حماد: انه سيتم الإعلان عن تأسيس الحزب غدا الثلاثاء في مؤتمر صحفي بقاعة مؤتمرات الأزهر مشيرا إلي أن التحالف مع أبو إسماعيل انتخابي وليس اندماج سياسي في حزب واحد بل اننا سننسق الترشح والمواقف من خلال وجود تحالف بينهم وبين الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وعدد آخر من الأحزاب الإسلامية وان التحالف سيسعي لضم رموز العمل الإسلامي من جميع التيارات السلفية. مؤكدا ان حزب الوطن يفتح أبوابه لجميع الكوادر المخلصة التي تستطيع المساهمة الجادة في بناء مصر.