مازالت خيام المعتصمين بميدان التحرير رافضة للاستفتاء جملة وتفصيراً.. بالضبط كما يرفض المعتصمون أمام المحكمة الدستورية مغادرة المكان رغم تناقص أعداد المعتصمين ولأول مرة منذ فترة طويلة لم يتم الإعلان عن مليونية اليوم. ففي جولة علي الأقدام بميدان التحرير بعيدا عن كاميرات الفضائيات يقف بعض الثوار معلنين رفضهم للدستور يتربص بهم عدد لا بأس به من البلطجية وتحيطهم مجموعة من الباعة الجائلين الذين يجدون رزقهم في أماكن التجمعات وجمع المليونيات. يقول عاطف سيد أحمد أعمال حرة هذه أول مرة أنزل للتحرير واشعر بضيق شديد من إغلاق الميدان واستمرار تواجد الخيام حتي الآن من بعض الأفراد الذين لا يمثلون كل المصريين وأتمني أن يعود الميدان بهائه وجماله كما كان ويفتح أمام السيارات خاصة أن الدستور أنتهي واصبح أمر واقع. والنوم في الشارع أو المسجد لا يعني استمرار الثورة لكن المهم أن يكون هناك هدف نسعي لتحقيقه لتتقدم مصر خطوة للأمام. بينما أكد صفاء المويلحي عضو بالهيئة العامة لحزب الثورة علي استمرار الاعتصام بميدان التحرير إلي أن تتحقق مطالب الشعب المصري والفصل في الطعون المقدمة من عدة أحزاب علي التجاوزات التي شابت عملية الاستفتاء علي الدستور بمرحلتيه باعتبار أن ما حدث انتهاك واضح لإرادة الشعب وحقوق المصريين وعلي القوي الثورية الصمود حتي يتم إعلاء مصلحة الوطن علي أي مصالح شخصية ووضع دستور لكل المصريين وليس لفصيل واحد. ويشير أسامة عبداللطيف أحد المعتصمين بالميدان إلي أن الثورة مازالت مستمرة ولن نغادر الميدان إلي أن يتم وضع دستور جديد لكل المصريين مستنكرا تعيين الرئيس ل 90 عضوا بالبرلمان رغم أن الرئيس من حقه تعيين 10% من أعضاء المجلس وأن تكون انتخابات مجلسي الشعب والشوري من كافة أطياف الشعب وألا تكون الأغلبية للحزب الحاكم. التأييد أمام الدستورية أما اعتصام المحكمة الدستورية فقد تجمع فيه المئات علي الرصيف الموازي للمحكمة جميعهم من التيار الإسلامي سواء الحرية والعدالة وحزب النور والوسط والحضارة في حلقات نقاشية لتأييد الدستور. يقول عبدالرحمن إبراهيم مدير شركة مقاولات خاصة اعتصامنا مستمر إلي أن يتم الإعلان الرسمي للاستفتاء ومنع تدخل القضاء في الحياة السياسية لأن مهمة المحكمة الدستورية ستنتهي بخروج الدستور الجديد للنور. وتنفيذ نصوصه الجديدة.. علما بأننا نتوجه كأحزاب لا يحسب انتمائنا للإخوان المسلمين كتنظيم واعتراضنا واعتصامنا سلمي جدا لأننا في الجهة المقابلة التي لا تملك منع أي مستشار من الدخول للمحكمة وإنما مجرد تسجيل للاعتراض علي تدخلهم المستمر في السياسة والأمن متواجد بكثافة أمام أبواب المحكمة الدستورية حيث نتجمع كالأصدقاء كل بحسب وقته للتشاور والاعتصام. ويؤكد محمد حفظي مهندس علي الاستمرار في الاعتصام أمام الدستورية إلي أن يتم الاستجابة لمطالبنا المتمثلة في حل المحكمة الدستورية وتغيير أعضائها وتفعيل قانون الهيئات القضائية بعد أن تتسلم مجلس الشوري الحقيبة التشريعية من اليوم ودعوة رئيس الجمهورية لإنعقاد الدورة البرلمانية لعام 2012 و.2013 ويضيف محمد أسامة محاسب أن المعتصمون أمام المحكمة الدستورية يرفضون توغل السلطة القضائية علي السلطة التشريعية وحل مجلس الشعب ونحن في انتظار إعلان النتيجة النهائية للاستفسار علي الدستور وما لجوؤنا للاعتصام إلا اعتراض سلمي تماما وما يدعيه القضاة من أننا نستعرض لهم بالسب ومنعهم من الدخول إلا محض افتراء. وأمام الاتحادية مازال العشرات من المحتجين مستمرين في اعتصامهم علي الرغم من انسحاب بعض القوي الثورية مثل حزب المصريين الاحرار والدستور والتحالف الديمقراطي ونقلوا خيامهم من جوار سور القصر إلي الجهة المقابلة وعددها لا يتجاوز 22 خيمة.. ومن جهة أخري قام حي مصر الجديدة بطلاء سور القصر من الخارج وإعادة رصف شارع الميرغني الذي كان قد رسم عليه المعتصمون "جرافيتي" مع تكثيف لوجود شركات النظافة التي أزالت كل المخلفات من شارع الميرغني وصلاح سالم والاهرام بينما استمر انتشار قوات الحرس الجمهوري في محيط قصر الاتحادية مع استمرار غلق الشوارع المؤدية إلي القصر.