أصيب 28 مواطنا في الاشتباكات التي اندلعت أمس عقب صلاة الجمعة بساحة مسجد القائد ابراهيم.. بدأت بإلقاء الطوب علي الحواجز البشرية لرجال الأمن المحيطين بالمسجد. تطورت الاشتباكات مع تدخل حشود من رجال الامن المركزي في اتجاه طريق الكورنيش المحيط بساحة المسجد والذي ظهرت خلاله القوي المعارضة واضطر الأمن الي اطلاق القنابل المسيلة للدموع مع محاولتهم اختراق منطقة حشود المتظاهرين بساحة المسجد واعتلاء منطقة حديقة الخالدين المطلة عليه. تم اغلاق الحارة الثانية بالكورنيش لتتوقف الحركة تماما وتتطور الاشتباكات مع مشاركة المصلين المحتشدين في جمعة الدفاع عن العلماء والمساجد في القاء الحجارة علي القوي المعارضة في منطقة حديقة الخالدين والتي قفزت الي خارجها وسط حصار قوات الأمن لمداخل ومخارج ساحة المسجد لتأمين نحو 8 آلاف من الذين أدوا الصلاة ومنع تفاقم الموقف. وحتي الثانية من ظهر امس ومع تواجد 15 سيارة اسعاف في محيط المسجد اصيب 8 مواطنين جراء الحجارة كما قام البعض بالتوجه علي أقدامهم الي المستشفي الأميري الجامعي القريب من المنطقة في الوقت الذي استمرت فيه حالات الكر والفر من تجمعات القوي المعارضة في مناوشات مع التيار الاسلامي الذين اندفعوا خارج المنطقة الي طريق الكورنيش. الغريب ان ملامح المناوشات والاشتباكات تتم في احوال مناخية سيئة تتسم بالرياح الشديدة والامطار المتقطعة واجواء باردة لدرجة ان بعض القنابل المسيلة للدموع تطاير دخانها بفعل الرياح لتحدث بعض اغماءات في مناطق الحشود المتاخمة للمسجد. ارتفعت الاصابات في الثانية والربع الي 14 مصابا مع استمرار حالات الكر والفر وتدخل حشود امنية للحيلولة دون اندفاع القوي الاسلامية للمشاركة الجماعية في طريق الكورنيش. كانت منطقة مسجد القائد ابراهيم قد تحولت الي ثكنة عسكرية من الصباح الباكر ولم تمنع الامطار الغزيرة من توافد المئات من المنتمين للتيار الاسلامي الي ساحة المسجد وسط مظاهر لتنظيم دخول المصلين والمشاركين منذ شباب حزب الحرية والعدالة المرتدين لسترات خاصة عليها شعار الحزب وتفتيش المتوافدين منعا لدخول بعض المعارضين. 30 سيارة أمن مركزي وقامت قوات الأمن بمشاركة 30 سيارة أمن مركزي بعمل كردونات ضخمة احاطت بالمسجد كما تم ايقاف سير الترام الموازي للمسجد وكذلك السيارات بالطريقين الجانبين في اطار الاستحكامات الامنية بالاضافة الي بعض مدرعات الشرطة في محاور مداخل المنطقة. وبدأت ظواهر تجمع لطلائع القوي المعارضة ستطل علي الميدان في حدود الحشود الامنية المتراصة وحدثت تراشقات متقطعة مع بعض المشاركين من القوي الاسلامية سرعان ما انتهت مع بداية الاذان. واستهجن الشيخ أحمد المحلاوي في خطبة الجمعة ان بيوت الله للصلاة والعبادة فقط بمعزل عن السياسة وحياة الناس ومشاكلها وقال انهم يجهلون ان الاسلام هو دين شامل وهو ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان المسجد بمثابة دولة في استقبال الناس والوفود الزائرة كما استنكر وصف احد المرشحين السابقين للرئاسة بأن المشايخ يدنسون بيوت الله بالسياسة. وقال لايجوز تحت اي مسمي المساس بالمساجد لانها تعتبر بيوت الله ولها حرمتها. الجناة الحقيقيون كما هاجم المحلاوي أجهزة الاعلام ووصفها بالخطأ في الممارسة وخداع الناس وخلط الحقائق مشيرا الي انه في خطبة الجمعة الماضية لم يوجه المصلين للقول بنعم أو لا في الاستفتاء وقال ان الذين حاصروه في المسجد الجمعة الماضية ليسوا الجناة الحقيقيين ولكن حسب وصفه ان الجناة الحقيقيين هم من اغدقوا عليهم الأموال ويجب محاسبتهم. في الثانية والربع من بعد ظهر امس ساد منطقة مسجل القائد ابراهيم هدوء حذر مع نجاح قوات الامن بعد تعزيزات اضافية في احكام الفصل بين قوي التيار الاسلام في المسجد وجماعات المعارضين والقوي الثورية والتي تركزت محاولات اقتحامهم للمنطقة امام الحشود الامنية في محطة الرمل والجهة الشرقية من الكورنيش. إسلامية إسلامية وبعد الصلاة وقبل الاشتباكات ردد المشاركون في جمعة حماية المساجد والعلماء حيث قالت "اسلامية اسلامية" "بالروح والدم نفديك يااسلام" "يامحلاوي ياحبيب" "الاسلام هو الحل" كما رفعوا صور علماء المسلمين وفي مقدمتهم صورة الشيخ المحلاوي الذي اكد خلال خطبته ايضا ان التيارات الاسلامية كان بمقدورها رفع الحصار عليه الاسبوع الماضي ولكنه رفض حتي لايسقط الضحايا وهو ما كان يستهدفه من يريدون تعطيل الاستفتاء. وقبل تصاعد الاشتباكات وخلالها كان المعارضون من القوي الثورية يرددون الهتافات التي تندد بالتيار الاسلامي والاخوان المسلمين في نفس الوقت الذي اقيمت فيه منصة في الساحة الخارجية للمسجد لفاعليات الاحتقال بالقاء الكلمات التي تأخرت نسبيا خصوصا مع الاعلان عن ان الشيخ حازم ابواسماعيل قد قبل رجاء الشيخ المحلاوي بعد الحضور للاسكندرية منعا لحدوث مشاحنات. استخدام قوات الامن للقنابل المسيلة للدموع مع مشارف انفلات الموقف عقب صلاة الجمعة قام بعض المعارضين بالرد عليه ببعض الشماريخ النارية وواصلوا الاشتباك بالحجارة في الوقت الذي نجح الامن في ابعاد مئات من المعارضين من جوار حديقة الخالدين الي مفترق طريق الكورنيش في اتجاه الازاريطة. تركزت القوي الاسلامية المشاركة في ساحة مسجد القائد الابراهيمي في الاخوان المسلمين والسلفيين وحزب الحرية والعدالة والنور وبعض التيارات الاسلامية. ومع رفع أذان العصر سادت حالة من الصمت تلاقت مع الهدوء الحذر الذي احاط منطقة محطة الرمل بالكامل في الوقت الذي اتجهت فيه العشرات من التيار الاسلامي الي داخل المسجد لاداء الصلاة. نصرة الإسلام كان الشيخ المحلاوي في كلمة قصيرة خلال المنصة التي أقيمت في الساحة وقبل الاشتباكات قد اكد للحاضرين انكم لم تنهضوا لنصرة الشيخ المحلاوي وانما من أجل نصرة الاسلام وقد طالبت من جميع الإخوان في القاهرة وسيناء والسويس ومطروح عدم الحضور واشفقت عليهم لطول الطريق وسوء الأحوال الجوية. ولم تستقبل المنصة أي متحدث عدا ممثل حزب البناء والتنمية وقال انه يرافق الشيخ المحلاوي داخل المسجد في ساحة الحري ومعهم نحو 100 طفل وسيدة بلاطعام أو شراب ولكن الله انعم عليهم برحمته فلم يشعروا بجوع أو عطش أو أرهاق. لم يظهر النشطاء كان بعض نشطاء الاسكندرية قد دعوا لاقامة صلاة الجمعة في شارع 45 بالعصافرة للرد علي التجمع الحاشد في منطقة مسجد القائد ابراهيم الا أن الصلاة لم تقم ولم يظهر النشطاء. الغريب ان القوي المدنية الرئيسية والممثلة في أحزاب الدستور والتيار الشعبي و6 ابريل قد استنكروا منذ أول امس الدعوات الموجهة من قبل البعض للتوجه الي ساحة المسجد لمواجهة احتشاد أنصار الشيخ حازم ابواسماعيل كما اتفقوا في نفس الوقت ماتردد عن قيامهم بقطع الطريق في مدخل المدينة لمواجهة "أبو اسماعيل" وانصاره واتهموه بأنه وراء رفع درجة التوتر في الاسكندرية واكدوا علي أنهم منذ أمس الجمعة يواصلون انشطتهم في محافظات المرحلة الثانية للاستفتاء وبخاصة البحيرة. "الجمعة".. والمليونية! أجهزة الاعلام التي تناولت في الشهور الاخيرة وبخاصة الاسبوع الماضي لفظ "مليونية" لاي تجمع في ساحة مسجد القائد ابراهيم اضطرت خلال المدلولات اللفظية والبيانات الي استبدال مسمي المليونية عليه جمعة الدفاع عن المساجد والعلماء لان حجم التجمعات التي يشهدها امتداد منطقة مسجد القائد ابراهيم من الازاريطة وحتي محطة الرمل وهو اشبه بشريط لشارع طولي لايتجاوز عدد المتجمعين فيه عن 8 الاف متظاهر بحد اقصي وهو ما يعلمه كل السكندريين بصفة خاصة. لم تشهد الاسكندرية اعدادا مقاربة بالمليون الا خلال ثورة 25 يناير أو مظاهرة الثلاثاء قبل الماضي كما ان التجمعات التي قادتها القوي الثورية في منطقة ساحة سيدي جابر المتاخمة للمنطقة الشمالية العسكرية لم تتجاوز 3 الاف متظاهر. الحصر المبدئي للمصابين في احداث الاسكندرية سواء الذين اصيبوا باغماءات أو من الحجارة لايتجاوز حتي الثالثة والربع من عصر أمس عن 28 مواطنا اغلبيتهم من التيار الاسلامي ومنهم جنديان من الامن المركزي ومعظم المصابين تم علاجهم في المستشفي الأميري أو بعض سيارات الاسعاف حيث تقع المستشفي بجوار المسجد عبر شارع قصير يمكن من يتجاوزه ان يصل للمستشفي في دقائق. بدت شوارع الاسكندرية وحتي قبل صلاة الجمعة شبه خالية ترقبا للتصعيد المحتمل والاحداث التي شدت بها بعض وسائل الاعلام وقد انعكس ذلك الهدوء في الشوارع عقب اندلاع الاشتباكات. وفي نحو الثالثة والنصف ظهرت اشتباكات أخري أمام مكتبة الاسكندرية بين مجموعة من التيار الإسلامي ومجموعة من القوي الثورية في محاولة للاتجاه إلي مسجد القائد ابراهيم لتعزيز اشتباكهم من جديد مع الجشود الموجودة هناك. وقد اصدر الإخوان المسلمين بالاسكندرية عصر أمس بيانا استنكروا خلاله ما اسموه تواطؤ مديرية الأمن في احداث البلطجية ضد مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد حيث اكد انس القاضي المتحدث الاعلامي باسم الاخوان بالمدينة ان الشارع السكندري بل وغيره الآلاف من المصريين استجابوا لدعوة التيار الاسلامي والممثل في جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة والدعوة السلفية وحزب الاصالة والجماعة الاسلامية وحزب البناء والتنمية وذلك ردا علي هجوم التيار الشعبي وحزب الدستور حسب تعبيره علي مسجد القائد ابراهيم والشيخ أحمد المحلاوي الجمعة الماضية. كما أشار المتحدث الرسمي باسم الإخوان في الإسكندرية إلي أن الجماعة تطالب من كافة القوي السياسية إعلان موقفها من الاعتداء علي المتظاهرين السلميين. كانت مديرية الأمن بالإسكندرية قد قامت منذ فجر أول أمس بإزالة الاشغالات بساحة ميدان مسجد القائد إبراهيم ووضعت سياجات أمنية في مختلف المداخل والمخارج وطبقت أسلوب الحوائط البشرية لرجال الأمن لمنع اختراق المنطقة وهو ما تحقق بالفعل واعتمدت من خلال ما أظهرته الشاشات والكاميرات في تعاملها مع المعتدين بالابعاد والمطاردة واستخدام القنابل المسيلة للدموع. كما أوقفت العشرات من التيار الإسلامي الذين حاولوا الالتحام بأنفسهم من خلال اعتلاء منطقة حديقة الخالدين واستمرت في عمليات الكر والفر.