سادت حالة من الهدوء الشديد ميدان التحرير أمس مع تواصل اعتصام العشرات من أعضاء الأحزاب والتيارات السياسية لليوم الثاني عشر لمطالبة الرئيس محمد مرسي بإلغاء الإعلان الدستوري فيما تستعد بعض القوي للدعوة لمسيرات تحت اسم مليونية "الإنذار الأخير" لقصر الاتحادية كوسيلة من وسائل التصعيد ضد الرئيس. من ناحية أخري فتح المعتصمون مداخل ميدان التحرير أمام السيارات من مدخل شارع التحرير وشارع طلعت حرب ومحمد محمود مع استمرار غلق مدخلي كوبري قصر النيل ومدخل الميدان من عند المتحف المصري. وأعلنت حركة 6 أبريل تنظيم مسيرة لقصر الاتحادية للمطالبة بوقف الاستفتاء علي الدستور وإلغاء الإعلان الدستوري مساء اليوم من محطة مترو سراي القبة. وقال طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل قررنا الاستمرار في الاعتصام وإعلان العصيان المدني من اليوم والزحف نحو قصر الاتحادية لاسقاط الإعلان الدستوري ودستور الإخوان. وهدد ائتلاف أقباط من أجل مصر بالعصيان المدني ما لم يتم إلغاء الاستفتاء وإلغاء الإعلان الدستوري وتكوين جمعية تأسيسية جديدة لكتابة الدستور تتكون من 50 فقيهاً دستورياً و50 عضواً من مختلف التوجهات الفكرية والدينية والأيدلوجية المصرية كل منها يمثل بفرد واحد فقط ليس فيها أغلبية وأقلية. قال الائتلاف ان العصيان المدني سيبدأ بوقف بث القنوات الفضائية لمدة يوم واحد فقط وحجب الصحف والمجلات لمدة أسبوع مع استمرار عمل المواقع الالكترونية والتزام المصريين برفض أي تعامل مع الجهات الحكومية وتوقف العمل بالمحاكم والمصالح الحكومية والمدارس وتوقف المواصلات والسكك الحديدية وسحب أرصدة رجال الأعمال من البنوك الحكومية وتوقف العمل في الموانيء المصرية واصدار بيان رسمي من المحكمة الدستورية بعدم شرعية الرئيس الذي حنث بالقسم الذي اقسمه أمامها واستمرار الاعتصام الدائم بميدان التحرير. وقال الاستشاري العالمي ممدوح حمزة انه لن يتم الخروج في مسيرات للاتحادية إلا بموافقة أغلبية القوي السياسية المعتصمة بالميدان مشيراً إلي عدم ترك الميدان خالياً وقال سيتم الابقاء علي نصف المعتصمين في الميدان تحسباً لاي طواريء أو محاولة لانهاء الاعتصام بالقوة. فيما وجهت الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة الدعوة للأقباط للصوم والصلاة من أجل مصر بالصوم حتي 15 ديسمبر موعد الاستفتاء علي الدستور. فيما أكد محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ان الجماعة تدعو الجميع إلي ضبط النفس وعدم اللجوء إلي العنف مشيراً إلي ان التهديد بحرق مقرات الجماعة وحزب الحرية والعدالة غير مقبول لذا سوف يعتصمون بالمقرات من أجل حمايتها من أي اعتداء محتمل. أكد عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ان الحزب سوف يشارك اليوم في مسيرات مليونية الانذار تأكيداً لرفض الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس د. محمد مرسي ورفض الدستور الذي تم وضعه بشكل غريب وفي ظل غياب اغلب القوي السياسية ليكرس دستوراً أعرج كسيحاً يعبر عن فصيل سياسي واحد مؤكداً ان الحفاظ علي سلمية الثورة أحد أهم ما يجب ان يحرص عليه الجميع حتي لا يجروا إلي العنف مطالباً الرئيس بالتدخل لالغاء الإعلان الدستوري ووقف الاستفتاء علي الدستور لحين التوافق علي حواره. قال مجدي حمدان أمين العمل الجماهيري بحزب الجبهة والناشط السياسي ان مسيرات اليوم حسب ما تم تحديده سوف تنطلق من كل ميادين مصر باتجاه ميدان التحرير بعد صلاة الظهر ثم سيتم التجمع مرة أخري أمام مسجد رابعة العدوية الساعة الرابعة عصراً للتحرك تجاه قصر الاتحادية لرفع مطالب الشعب المصري والمتمثلة في إسقاط الدستور الجديد والذي يمتليء بالسموم المغلفة بالعسل. وأوضح حمدان ان الحزب ينادي بإسقاط دعوة الرئيس للاستفتاء وتعيين حكومة وطنية واستكمال مطالب الثورة والتي لم يتحقق منها أي من أهدافها حتي الآن وناشد حمدان اللواء السيسي ان يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وان يبتعد رجال القوات المسلحة عن المواجهة المباشرة مع المتظاهرين السلميين حتي لا تراق دماء جديدة. الهدوء يسود ميدان الاتحادية تعزيزات أمنية لتأمين المنشآت كتب - نفيسة مصطفي - وليد شلتوت: شهد محيط قصر الاتحادية أمس حالة من الهدوء قبل مليونية اليوم "الانذار الأخير" والتي نادت بها القوي الثورية وجبهة الانقاذ الوطني وبدأت الاستعدادات الأمنية بتعزيزات حول بوابات القصر وأمام مسجد عمر بن عبدالعزيز والبوابة 3-4 للقصر. التقت "الجمهورية" عددا من المواطنين وقال حسام صالح الدين عن مليونية اليوم بأنها حق مشروع لكل القوي الثورية ولكني أرفض التوقيت والمكان وقد عبرت مليونية الشرعية والشريعة عن قطاع عريض من مؤيدي قرارات الرئيس ونادي بتهدئة الأوضاع حتي يسود الأمن والأمان ويناشد الرئيس بحل المشكلات الداخلية للبلاد. محمد أبرسريع: من وجهة نظري لابد أن تلتزم القوي الثورية ببقائها بالتحرير وعدم تعطيل مصالح الشعب والمواصلات والانتاج وعدم الزحف للاتحادية وترك القرار للصندوق صاحب الحق في اختيار دستور مصر. اضاف بسيوني أحمد: ان الاغلبية والديمقراطية هي الشرعية الوحيدة التي من المفروض ان تتحكم في مجري الأمور وقد عرض الرئيس الدستور علي الشعب للاستفتاء في حرية مطلقة لتأييده أو رفضه ونادي كل الجبهات الثورية وجبهة الانقاذ الوطني للتصويت يوم 15 ديسمبر بنعم أو لا. مظاهرات سلمية عبدالخالق سيد أؤيد كل المظاهرات علي أن تكون سلمية معبرة عن الرأي دون الاضرار بأملاك الدولة وبعيدا عن تعطيل الهيئات والمصالح مطالبا الجهات المختصة بعرض الدستور علي الشعب وتفسيره لكي يعرف كل مواطن حقوقه وواجباته. يرحب كمال ابراهيم بالمظاهرات أمام قصر الاتحادية طالما ستتم في اطار سلمي وهذا حق مكفول للجميع رافضا الاعتداءات علي المنشآت الحكومية ويجب علي الجهات المعنية تغليب صوت العقل علي المصالح الشخصية وإعلاء شأن مصر.