بعد أفراح الفلسطينيين في أعقاب هدنة غزة جاءت أفراح أخري بإعلان الدولة وفي المقابل تلا المرارة التي شعر بها نتنياهو وباراك خيبة بدت علي وجه المندوب الإسرائيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مشهد الوقوف والتصفيق الحاد للرئيس الفلسطيني محمود عباس. في الوقت الذي خيم فيه الحزن علي مندوبي أمريكا وكندا والتشيك مع خمس جزر صغيرة محمية من أمريكا ولا تخرج عن فلكها ولها علاقات مع إسرائيل ولا يسمع بها كثيرون في العالم. بينما يسمع العالم كله عن ظلم الشعب الفلسطيني. ولكن للأسف لهذه الجزر دور كامل في الأممالمتحدة. وكما أثبت خالد مشعل خلال قصف إسرائيل لغزة أنه رقم لا يقبل الضرب أو القسمة. لقن محمود عباس إسرائيل هزيمة دبلوماسية لن تنساها. انتقدت منظمة العفو الدولية موقف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بشأن الشروط المسبقة التي وضعتها بلاده للاعتراف بعضوية فلسطين في الأممالمتحدة كدولة مراقب ومن ضمنها تأجيل الحصول علي عضوية المحكمة الجنائية الدولية. وقال مسئول في منظمة العفو الدولية إنه كان علي وزير الخارجية البريطاني ألا يحاول إقامة جدار لمنع وصول الفلسطينيين أو أي شخص آخر إلي المحكمة الدولية. وأضاف أنه كان يتعين علي هيج تجنب استخدام المحكمة الجنائية الدولية "ككرة قدم سياسية". وفق تعبيره. كان هيج قد اشترط علي الفلسطينيين استئناف عملية السلام مع إسرائيل دون شروط مسبقة وتأجيل الحصول علي عضوية المحكمة الجنائية مقابل تصويت بريطانيا علي عضوية فلسطين كدولة مراقب في الأممالمتحدة وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قيس عبدالكريم "أبوليلي" إن الحكومة البريطانية طرحت مجموعة من المطالب واقترحت أن تدخل تغييرات في مشروع القرار. موضحاً أن الجانب الفلسطيني استجاب لبعض هذه المطالب والمطالب الأخري لا يمكن الاستجابة لها لأنها تمس جوهر المشروع الفلسطيني.. وأشار أبوليلي إلي أن الولاياتالمتحدة أوقفت مساعدتها إلي الشعب الفلسطيني منذ سنة كاملة. بعد 65 سنة من النضال وفي 29 نوفمبر. وهو ذات اليوم الذي أعلن فيه قرار تقسيم فلسطين نفذ أبومازن ما صمم عليه ولم يتراجع أمام ضغط وتهديد أمريكا وإسرائيل وأصبحت فلسطين "دولة" مراقباً في الأممالمتحدة وذلك بعد عملية تصويت تاريخية هلل إثرها الفلسطينيون في رام اللهوغزة وعارضتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل اللتان حذرتا من تداعيات هذه الخطوة. ورداً علي الخطوة الفلسطينية في الأممالمتحدة قرر نتنياهو بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في القدسالشرقية والضفة الغربية وجاء إعلان إسرائيل بالتوسع في الاستيطان رغم التعهدات التي قدمها نتنياهو لأوباما بوقف الاستيطان. وبأغلبية 138 دولة مقابل 9 وامتناع 41 دولة عن التصويت وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي رفع التمثيل الفلسطيني إلي صفة "دولة غير عضو مراقب" بعدما كان "كيانا" مراقباً. ويشكل هذا الوضع الدولي الجديد لتصبح الدولة رقم 194 علي خريطة الأمم الماحدة خطوة أولي لمعارك دبلوماسية أكثر سخونة تمكن ممثلي فلسطين من الدفاع عن حقوق شعبهم وإدانة إسرائيل. حيث أصبح متاحاً للفلسطينيين العضوية في منظمات الأممالمتحدة رغم أنه قد يعرض السلطة الفلسطينية إلي عقوبات مالية أمريكية وإسرائيلية. وتضمن القرار الذي أقرته الجمعية العامة نصاً يعرب عن الأمل بأن ينظر مجلس الأمن بإيجابية في قبول طلب الدولة الكاملة العضوية في الأممالمتحدة الذي قدمه عباس في سبتمبر 2011 وتعثر في مجلس الأمن بفعل تهديد الولاياتالمتحدة باستخدام حق الفيتو.