تفاصيل مثيرة وجديدة كشفها الناجون من حادث الأتوبيس الحزين خلال حديثهم مع "الجمهورية" بعد أن بداوا في التعرف علي من حولهم داخل المستشفي الجامعي حيث أبدي بعضهم شعورا بالسعادة ممتزجا بالأحزان علي فقدانهم اشقاءهم او زملاءهم¢. في البداية قالت أروي حسين عبد الرحمن 10سنوات داخل غرفتها بالمستشفي الجامعي حيث خرجت من غرفة العمليات بعد إجراء جراحة تثبيت شريحة بالفخذ الأيمن وتهتك بأنسجة القدم اليسري وإنها تحمد الله علي نجاتها من ذلك الحادث المأساوي حيث شاهدت القطار وهو قادم بسرعة جنونية ونتيجة للزحام الرهيب بالأتوبيس لم تستطع التحرك نحو الباب فما كان منها إلا ان وقفت بجوار النافذة ونتيجة لشدة الاصطدام الكبير للقطار بالأتوبيس اندفعت خارج الأتوبيس من خلال النافذة التي تهشمت وسقطت علي ¢ الهيش ¢ نبات الغاب الذي يقع علي جانبي السكة الحديد ولم تشعر بعد ذلك بنفسها إلا وهي جالسة داخل غرفتها بالمستشفي ليكتب لها الله عمرا جديدا وطالبت بإعدام خفير المزلقان للانتقام لأشقائها وأصدقائها بالمعهد. قالت والدة الطفلة حبيبة أحمد مصطفي إنها تعرفت علي نجلتها من خلال الشراب بعد أن جاءها خبر وفاة طفليها محمود وحبيبة فذهبت إلي مشرحة المستشفي للتعرف علي جثثهم فلم تجدهم حتي اتصل عليها شقيقها قائلا لها انه مع حبيبة الآن في سيارة الإسعاف وفي طريقه للمستشفي الجامعي بأسيوط فلم أصدق في باديء الأمر وظننت أن أطفالي ضمن الأشلاء وعقب ذلك تأكدت من خلال زوجي الذي وصل إلي المستشفي بصحبة حبيبة فسجدت لله شاكرة وتوجهت إلي المستشفي لأكون بجوار أبنائي وحالتهم الصحية تتحسن يوما بعد يوم حيث انحصرت إصابة حبيبة في كسر في عظام الحوض من الدرجة الأولي وارتجاج بالمخ . عبر الطفل محمود أحمد مصطفي الذي كان يعاني من بتر شبه كامل باليد اليمني عن سعادته بعودة ذراعه إلي جسده مرة أخري بعدما نجح الفريق الطبي بقيادة الدكتور طارق الجمال رئيس وحدة الجراحات الميكروسكوبية في إعادة توصيل الأوتار والأعصاب والأوردة بواسطة جراحة ميكروسكوبية ناجحة للغاية أعادت ذراعه إلي موقعه من جديد وبدأ بالأمس في تحريك اصابعه بحركات بسيطة تنم عن نجاح الجراحة التي تنفرد بها جامعة أسيوط عن مثيلاتها علي مستوي الجمهورية وكذلك علي المستوي الدولي لتكتمل فرحة أسرة محمود بعودة ذراعه وشفاء شقيقته حبيبة. أضافت سعاد عبد التواب عبد السلام - مشرفة المعهد الناجية من الحادث بعد جراحة تثبيت شريحة ومسامير ناجحة في عظام الكاحل وكسر بعظمة لوح الكتف الأيمن حيث قالت إن العناية الإلهية تدخلت لإنقاذها من أجل أطفالها الثلاثة الذين ليس لهم عائل في الدنيا بعد انفصالها عن زوجها حيث خرجت للعمل لإطعامهم والانفاق عليهم والله أعاد لها روحها من خروجها من أجل هؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة وأضافت إنها كانت تجلس في منتصف الأتوبيس كعادتها كل يوم وكانت تسير أمامهم سيارات وبناء علي ذلك تخطي سائق الأتوبيس المزلقان ليجد نفسه في مواجهة مباشرة مع القطار الذي أطاح به لمسافة لا توصف سوي بأنها مجزرة تطايرت خلالها الرؤوس وتمزقت الأجساد ولم اشعر إلا وأنا أطير في الهواء بعيدا عن عجلات القطار. قال الحاج سعد عبد السلام عم الضحية سعاد إن الجميع يتاجر بنا سواء بتصويرنا وبيع التقرير للقنوات الفضائية أو بالتحدث نيابة عنا وفي حقيقة الأمر لا أحد يشعر بنا حتي ان المتظاهرين الذين تظاهروا باسمنا هم أكثر من ظلمونا حيث منعوا الدكتور هشام قنديل من زيارتنا في المستشفي بعدما طردوه ومنعوه من مقابلة المرضي وكنا نتمني مقابلته لعرض مطالبنا الحقيقية وليست المطالب الثورية التي رفعها البعض استغلالا للحادث البشع.