تتعالي صرخات أولياء أمور تلاميذ المدارس من شدة الخوف والرعب علي أبنائهم بسبب حوادث الطرق العديدة التي تقع يومياً آخرها حادث منفلوط الذي راح ضحيته أكثر من 48 طفلاً نتيجة اصطدام القطار بتوبيس المدرسة. أكد الخبراء والمتخصصين عدم اتباع بعض المدارس والمعاهد الخاصة لأساليب الأمان في الأتوبيسات من حيث الاستعانة ببعض السائقين غير المؤهلين والذين لا يحملون رخص قيادة بالإضافة إلي شرائهم أتوبيسات قديمة لا يتم صيانتها بصفة دورية الأمر الذي يدعو إلي ضرورة توفير وسائل الأمن والأمان بوسائل النقل المدرسية. طالبوا بضرورة إجراء الكشف الطبي والنفسي واستخراج الفيش والتشبيه علي هؤلاء السائقين حتي لا تتكرر هذه الحوادث بالإضافة إلي تخصيص مشرفين عليهم لمتابعة تصرفاتهم واكتشاف أي اهمال. في البداية أكد بدوي علام المستشار القانوني لجمعية أصحاب المدارس أنه لابد أن يكون السائق الذي يعمل في المدارس الخاصة حاصل علي رخصة درجة أولي تجدد سنوياً ويتم إجراء العديد من الاختبارات له وأن يكون حاصلاً علي مؤهل فضلاً عن تقديمه الملف الشخصي. وأن يكون أعلي كل المزلقانات كبار علوية تغلق من أسفل أو عمل أنفاق تحتها لأن أرواح الناس أهم من النقود. أكدت وداد فرج مديرة مدرسة المستقبل بمدينة 15 مايو ضرورة التعاقد مع السائقين تعاقداً رسمياً حتي نستطيع محاسبة المقصرين ثم توقيع الكشف الطبي عليهم من الناحية العقلية والنفسية لأنه يتعامل مع أطفال بالإضافة لإجراء فيش وتشبيه لأن الحرص واجب مشيرة إلي أن بعض المدارس لا تأخذ بهذه الاحتياطات وتتعاقد مع السائقين بأوراق غير رسمية حتي لا تدفع تأمينات عليهم مما قد يؤدي إلي التعاقد مع سائقين غير مؤهلين للعمل فتحدث هذه الحوادث. طالبت بتصميم "سيمافورات" الكترونية حتي تغلق المزلقانات فور وصول القطارات. جشع أوضح فتحي عبدالعال مدير مدرسة بالمعادي أن جشع بعض أصحاب المدارس بعدم توفير "باصات" كافية لنقل هؤلاء التلاميذ مثل توفير باص واحد لأكثر من منطقة إضافة إلي تهور بعض السائقين وعدم الالتزام بقوانين المرور والسير بسرعة جنونية مما يعرِّض الطلاب للخطر مع أهمية فحص هذه الباصات بشكل دوري وصيانتها والتنبيع علي السائقين الذين يعملون معها بضورة توخي الدقة والحذر خاصة في ظل الزحام الذي تعاني منه شوارع القاهرة مع أهمية التدقيق في اختيار السائقين المحترفين ويفضل كبار السن وصاحب سيرة حسنة وخبرة وإجراء اختبارات نفسية لهم ومقابل مادي مجز واختيار مشرفين عليهم لضمان سلامة الطلاب أثناء صعودهم ونزولهم من الباص ومراقبة كل صغيرة وكبيرة وأن تقوم إدارة المدرسة بالمتابعة أولاً بأول مع تعليم التلاميذ إرشادات التصرف عند الخطر والتزامهم بالتعليمات وحزام الأمان. أضاف أن هناك مشكلة أخطر تهدد أرواح التلاميذ وهي عدم وجود مطبات أمام كثير من المدارس والتي تطل علي شوارع رئيسية وتعتبر طرق سريعة مما يثير من خوف ورعب أولياء الأمور علي أبنائهم وضرورة أن تتدخل المحافظة لعمل مطبات صناعية للتهدئة من السيارات التي تمر بسرعة هائلة. قال سمير حسن مدرس لغة عربية: إنه لابد من اتخاذ كافة تدابير الأمن والسلامة بالنسبة لوسائل النقل المدرسية ولا تحمل أكثر من العدد المسموح به مع أهمية تخصيص مراقبين متابعين للسائقين يكونوا مسئولين عن أي اهمال أو ضرر يلحق بالتلاميذ وأن يتوفر بالأتوبيس الإسعافات الأولية ووسائل الإنقاذ وطفايات الحريق ومعرفة أسماء كل فرد بالأتوبيس وأرقام تليفوناتهم وإجراء تأمين لوسيلة النقل مشيراً إلي أن الحادث الأليم الذي راح ضحيته تلاميذ منفلوط وتعدد هذه الحوادث لعدم وجود التدابير الوقائية ينم عن الاهمال الجسيم الذي تعاني منه قطاعات الدولة المختلفة. أضافت ليلي حمدي مديرة مدرسة ابن النفيس الحديثة أن المدرسة ليس لديها سوي أتوبيس واحد لنقل الطلاب من وإلي المدرسة ونظراً لأن المدرسة بمنطقة نائية فالمشاكل الخاصة بنقل الطلاب ليست صعبة بالمعني المعروف.. بالإضافة إلي أن السائق الموجود معنا ليس لديه مؤهل عال وتكون معه مشرفة لتوجيهه في أي وقت إذا خالف التعليمات وأيضاً توجيه الطلاب وإنزالهم من الأتوبيس في سلام. وأشارت إلي أنه ليس من المهم أن يكون حاصل علي مؤهل عال وإنما يجب أن يكون حاصل علي رخصة قيادة ويجيد القراءة والكتابة وكيفية مواجهة أي مشكلة في الحال لأنه مسئول عن أرواح الكثير من الناس. أكدت فوقية عبدالعزيز مديرة مدرسة الأندلس بالعجوزة أن المدرسة لا يوجد بها أيضاً سوي أتوبيس واحد فقط وهذا غير كاف لأن عدد الطلاب الذين يسكنون بعيداً عن المدرسة كثيرين مشيرة إلي أن أهم شيء بالنسبة لنا أن يكون سائق الأتوبيس يستطيع التصرف في الأزمات ولا يقوم بتعدية أي مزلقانات لأنها للأسف كثيراً ما تعرض الأطفال للخطر ونفس الأمر إذا قام الأتوبيس برحلة. وأضافت أنه من أهم صفات السائقين أن يكون سنهم معقول وهادئين الطباع ولديهم يقظة وسرعة التصرف. وتؤكد عنايات أحمد مديرة مدرسة الروضة الحامدية الشاذلية بالدقي أنه يجب أن يكون من أهم صفات السائقين أن يتمتعون بسلوكيات جيدة ومحترمين ويجيدون كيفية التعامل مع الأطفال لا يتلفظون بألفاظ نابية أمامهم موضحة ضرورة عمل صيانة دورية للأتوبيسات ويتم الكشف عليها يومياً لأن هذا من الممكن أن يعرِّض حياة الأطفال للخطر كما أن المدرسة تقوم بتأجير الأتوبيسات علي نفقتها الخاصة. قال ماهر مهني جرجس مدير مدرسة أنور السادات التجريبية بالسلام أن من أسوأ الأمور أن المدارس التجريبية ليس لديها أتوبيسات خاصة وأولياء الأمور يؤجرون ميكروباصات من خارج المدرسة وهي متهالكة ولا تصلح للاستخدام الآدمي ولا يصح أن تحمل أطفالاً صغار إضافة إلي أن سائقي الميكروباصات سلوكياتهم غير مسئولة ولا نعلم هل يحملون رخص قيادة أم لا مطالباً بحملة من المرور علي سائقي الميكروباصات وأن تقوم مديرية التربية والتعليم بالتعاون مع مجلس الأمناء في كل مدرسة باختيار إحدي شركات النقل الجماعي للتعاقد معها لنقل الطلاب لأن الشركات المعتمدة سائقوها معروفون ويحملون رخص قيادة وحتي لا تتكرر الكوارث مرة أخري. تشاركه الرأي سعاد أحمد مديرة إحدي المدارس التجريبية بأن المدارس التجريبية الحكومية غالباً ما تكون ليس لها أتوبيسات لتوصيل الطلاب إلي المدارس ولكن الكارثة الأكبر هي ما يفعله بعض أولياء الأمور في التعاقد مع بعض أصحاب الميكروباصات لتوصيل أبنائهم من وإلي المدرسة وللأسف غالباً ما يكون سائقو هذه الميكروباصات من البلطجية وأصحاب السوابق وغير مؤهلين نهائياً لنقل أطفال وتحمل مسئولية أرواح وذلك لأن معظمهم لا يحملون رخص قيادة معتمدة وطريقة القيادة يكون فيها شيء من الهمجية والتهور والجنون معرضين بذلك حياة الأطفال للخطر. أضافت أنهم يقومون بتكديس الأطفال داخل الميكروباص بطريقة غير لائقة بالمرة حيث إن الأطفال يكونون جالسين فوق بعضهم البعض وكثير منهم يكون واقفاً علي قدميه لحين وصوله إلي منزله.. وللأسف هذه الميكروباصات ليس عليها أي رقابة وتعرض حياة الأطفال في كثير من الأحيان لعواقب وخيمة. متابعة قال مجدي يوسف مدير مدرسة محمد نجيب الإعدادية بالزاوية الحمراء: إن الأمر يحتاج لمتابعة أكثر حزماً من جانب وزارة التربية والتعليم علي المدارس الخاصة في الفترة الراهنة لمراجعة وسائل النقل الخاصة بالطلاب والتأكد من سلامتها ووجود سائقين ذوي كفاءة عالية مدربين حاصلين علي رخص قيادة لأن أرواح أطفالنا ليست هباء منثوراً ولا يجب الاستهانة بها لذا فإن المتابعات الفعلية ستساهم بشكل كبير في الحد من تكرار هذه الكارثة مرة أخري. أضاف عيد محمد مدير مدرسة إسماعيل القباني الابتدائية أنه يجب إدراج مواد علمية للأطفال في مرحلة التعليم الأساسي خاصة في كيفية مواجهة الكوارث والأزمات وكذلك يتم تحديد يوم تحت اسم "يوم المرور" يتم من خلاله تعليم الأطفال أهم قواعد المرور وكيفية التعامل مع مشاكله علي أن يتم وضع هذا المحتوي علي "سي دي" للطالب وولي أمره وكذلك من الممكن أن يتم تنظيم ندوات لأولياء الأمور خاصة الأميين منهم للتوعية والإرشاد بأهم المشاكل التي نعاني منها. أحداث موجعة ومن جانبها أكدت الدكتورة سهير عبدالسلام وكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان أن ما حدث من أحداث موجعة في أسيوط في حادث القطار كارثة بمعني الكلمة مشيرة إلي أن الاهمال والتقصير هو السبب الرئيسي وراء الحادث الأليم مطالبة بضرورة أن يحصل السائقون في المدارس سواء الخاصة أو التجريبية أو المعاهد الأزهرية علي دورات تدريبية وتأهيلية للسائقين لأنهم يتعاملون مع التلاميذ في مراحل عمرية مختلفة لذلك يجب التأكد من أن هذا السائق مؤهل علمياً وتربوياً ونفسياً للتعامل مع التلاميذ وأن تكون إدارة المدرسة تمثل الدور الرقابي عليه في جميع تصرفاته. أكد الدكتور عبدالعظيم صبري أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة حلوان علي أن منظومة التعليم تتضمن كل من يعمل في إطار هذه المنظومة من مديري المدارس والتلاميذ والأساتذة بالإضافة إلي سائقي أتوبيسات هذه المدارس ويجب أن يكونوا مؤهلين ولديهم خبرة تربوية في التعامل مع التلاميذ وأن يكون السائق مدرباً ويحمل رخصة قيادة من الدرجة الأولي من أجل أمان الطلاب. أوضح أن المدرسة يجب أن تختار السائق حسب مواصفات معينة وأن يكون حاصلاً علي مؤهل دراسي وأن يكون هناك اختبار نفسي واجتماعي وعقلي لجميع السائقين وأن يكون لديهم قدرة علي التعامل مع الآخرين في المجتمع وإذا ثبت من نتيجة هذا الاختبار أنه لا يصلح فلا يمكن أن تقوم إدارة المدرسة بتعيينه داخل المدرسة كسائق.