أحياناً ما نمصمص الشفاه ونترحم علي أيام المهنية الخوالي. التي انقرضت مع "الماموث" جد الفيل الذي اندثر ودفن في جبال ثلج آلاسكا.. لكن "جورج انتويسل" المدير العام ل "بي بي سي" أثبت أن دنيا المهنة لا تزال بخير وأنه يملك نفساً لوامة جلدته وألهبت ضميره بالسياط لأنه تسبب في الإساءة إلي مسئول سابق بحزب المحافظين في عهد مارجريت تاتشر. الحكاية طبقا لما نشرته جريدة الشرق الأوسط أن "جورج انتويسل" قدم استقالته هذا الأسبوع من ال "بي بي سي" بعد 55 يوماً فقط من توليه منصب المدير العام ورئيس التحرير بعد ان بثت ال "بي بي سي" ضمن برنامجها التليفزيوني الإخباري المسائي "نيوز نايت" تحقيقاً صحفياً يتهم اللورد "ماكالبين" رجل الأعمال والسياسي المحافظ في عهد تاتشر بالتعدي الجنسي علي أطفال في بيوت رعاية بشمال إقليم ويلز. وعلي الرغم من أن المحطة لم تكشف صراحة عن اسم المسئول لكن اسم "ماكالبين" كان مثار تداول عبر الإنترنت وهذا معناه إشارة واضحة تتخطي مرحلة التلميح إلي حد التصريح تفيد بأن الشخص الذي تردد اسمه في الإنترنت مع فضيحة محددة المعالم والأوصاف هو نفسه ذات الشخص الذي افاد البرنامج ضمناً بأنه مرتكب الجريمة حتي ولو لم يتم ذكر اسمه وذلك علي طريقة ان أول حرف في اسم الجاني "ماكالبين". "ماكالبين" علي الفور هاج وماج. ونفي نفياً قاطعاً تلك الادعاءات الخاطئة تماماً علي حد قوله وندد بجنون وسائل الاعلام وقال محاموه انهم سيرفعون دعوي ضد كل الذين بثوا المعلومات وعلي رأسهم "بي بي سي" حتي ولو لم تكشف اسمه. بادرت ال "بي بي سي" علي الفور بتقديم اعتذار بدون تحفظ علي بثها التحقيق الذي قال فيه أحد الشهود أنه كان ضحية اعتداء جنسي من قبل مسئول كبير سابق في حزب المحافظين بمنزل للأطفال في السبعينيات. كما قام الموقع الإلكتروني ل "بي بي سي" بالاعتذار خصوصاً بعد ان تراجع أحد الضحايا الذين ذكروا تضررهم من الاعتداء الجنسي عليهم واسمه "استيف ميسهام" واعتذر قائلاً: ان اللورد "ماكالبين" لم يعتد عليه. نعود إلي "جورج انتويسل" المدير العام الذي قدم استقالته ضارباً الرقم القياسي لأقصر فترة يتربع فيها شخص علي عرش "بي بي سي".. "الرجل" واجه نفسه بصراحة وقال لابد ان أكون أميناً وموضوعياً. لذلك قررت ان الشيء الأكثر نزاهة الذي يمكن القيام به هو الاستقالة. أضاف انتويسل الذي تسلم مهمته في سبتمبر أنه قرر الاستقالة نظراً إلي كون المدير العام هو أيضا رئيس التحرير والمسئول في نهاية الأمر عن مضمون ما تبثه المؤسسة من برامج وأخبار لذلك علي "بي بي سي" أن تبحث عن مدير جديد خصوصا ان قناعتي الآن أنه كان ينبغي عدم إذاعة التقرير لذلك رأيت ان أقل عمل نبيل يمكن القيام به هو تقديم الاستقالة. إدارة "بي بي سي" لم تكتف باستقالة المدير والاعتذار بشتي الوسائل. بل خرج "كريس باتن" رئيس مجلس الإدارة علي الهواء من خلال برنامج سياسي شهير تقدمه المحطة ليقول للمشاهدين بعد يوم من استقالة المدير العام.. "ان مصداقيتنا رهن بقدرتنا علي قول الحقيقة".. ولذلك فإن استقالة المدير العام لا تكفي وإنما لابد من اجراء إصلاح هيكلي جذري وشامل للهيئة. وتابع: ان كنت تسألونني عما إذا كانت بي بي سي بحاجة لإعادة هيكلة عميقة لبنيتها التنظيمية أقول انها تحتاج إلي ذلك حتما. وهذا ما علينا فعله. لأنه يجب ان أتأكد لمصلحة دافع رسوم الترخيص والجمهور بأن بي بي سي تحكم قبضتها وأننا صححنا مسارنا.. واعترف قائلاً: لقد تم بث التحقيق دون التأكد من أبسط الأمور في العمل المهني. قد يري بعضنا أن بي بي سي كانت مفرطة في جلد الذات وان الأمر ابسط من ذلك غلطة ومرت والمدير استقال والمؤسسة اعتذرت علي الهواء. لكن ال بي بي سي تراها غلطة لا تغتفر وأن الأمر يحتاج وقفة جادة وحازمة مع الجميع لأن مصداقيتهم أغلي شيء يمتلكونه.. أيضاً اعتبرت الصحف البريطانية أن الحادث جلل وان الكبوة علامة فارقة ولمبة حمراء لا تحتاج إلي وقفة وتحقيق جاد لأن الحديث ينصب علي ال "بي بي سي" ذات التاريخ العريق والمصداقية الكبيرة. قالت صحيفة "ميل أون صنداي" في عنوانها: "حمام دم في ال "بي بي سي" وقالت "صن" بعد ان قدم المدير العام استقالته: "وداعاً للحماقة".. بينما تحدث أحد صحفي ال "بي بي سي" مع صحيفة الاوبزرفر قائلاً: "السفينة جانحة نحو الصخور" السؤال الساذج: هل هؤلاء الناس يعيشون معنا في كوكبنا أم انهم موجودون في كوكب آخر؟! حقا هناك مهنيون وهناك ممتهنون! الخلايا النائمة والناس المهنيون ما يعملوش كده.. جميل ان تنجح الأجهزة الأمنية في رصد شبكة تضم 22 خلية جهادية منتشرة في القاهرة والمحافظات تخطط لاغتيال شخصيات عامة وسياسية علي رأسها الرئيس والبابا الجديد وتنفذ عمليات تفجيرية في القاهرة والمحافظات للإطاحة بنظام الحكم وإعلان الخلافة الإسلامية. لكن الغريب أن تنتظر أجهزة الأمن موافقة الرئيس لضبط واعتقال أعضاء الخلية الجهادية. فما دخل الرئيس في ذلك؟ وهل تحتاج الأجهزة الأمنية بعد ان رصدت وجمعت التحريات وتأكدت بالأدلة والبراهين ان هناك خلايا تخطط لكل ذلك إلي إذن من الرئيس؟ وهل معني ذلك رجل الأمن إذا رأي مجرما أو إرهابياً أو بلطجياً يشرع في ارتكاب جريمة ما فإنه سيضغط علي الريموت كنترول ليبقي المجرم في وضع التجمد أو عدم الحركة. لحين أن يبلغ المأمور ليقوم المأمور بتبليغ مدير الأمن والذي بدوره يقوم بتبليغ الوزير تمهيداً لأن يتصل الوزير برئيس الوزراء الذي سيري متي يكون الوقت المناسب للاتصال بمكتب الرئيس ثم الرئيس بعد ذلك وطبعاً النجار عاوز مسمار والمسمار عند الحداد والحداد عنده صداع والصداع يحتاج حبة والنتيجة اننا سنصل إلي أمرين.. اولهما أننا سنكون بحاجة إلي استئذان الرئيس قبل الأكل وبعده.. وثانيهما أن الخلايا الجهادية التي كانت نائمة قبل استئذان الرئيس سوف تصحو وتنشط وتعيث في مصر فساداً لأننا اتفقنا معها ووعدتنا بأنها ستظل نائمة إلي أن يوافق الرئيس علي اعتقال أفرادها ونزع فتيل شرها. يا أيها المتثائبون استيقظوا وتحركوا.. فهذه الخلايا أنشط من الأميبا والبكتيريا. فإذا تعاملتم معها بنظرية السلحفاة الدكر قولوا علي البلد يا رحمن يا رحيم.