علي رصيف ديوان المظالم يتوافد المئات حاملين طموحات وآمالاً لعرض شكواهم والفوز بحلها. علي رصيف ديوان المظالم لم نكن نتصور أن تكشر الدنيا عن أنيابها لسيدة تحملت من هموم الدنيا ما يكفي ثمانين ليلة وضحاها فقدت الابن والزوج. تروي سمية محمد إبراهيم مأساتها بتعرض زوجها الذي يبلغ من العمر 56 عاماً لحادثة تجعله قعيد الفراش لا يستطيع أن يتحرك أو يفعل شيئاً سوي أن يكون عبئاً عليها ولكنها استطاعت الصمود بفضل وجود ابنه الوحيد ويدعي محمد جمال عمل الابن ليعول أسرته ومرت الأيام إلي أن تزوج ورزقه الله الابن والابنة ولكن لم تكن تدري سمية بما يحمله الدهر لها حيث أصبح فلذة كبدها مطلوباً في قضية قتل وسرقة وتم الحكم عليه ب 12 سنة وأصبحت تتحمل زوجها وأطفال ابنها وعلي الرغم من كل هذه المحن لم تطلب سوي نقل ابنها من سجن وادي النطرون لأقرب مكان حتي تستطيع زيارته. فيفي مصطفي سيدة جالسة أمام قصر الاتحادية تضع يدها علي رأسها وتنظر إلي الأرض اقتربنا منها وسألناها عن سبب قدومها قالت: جئت من الشرقية وكلي آمال وطموح في الحصول علي شقة سكنية تحميني أنا وولدي وابنتي التي تعاني من شلل وفي أشد الاحتياج لإجراء جراحة عاجلة ولكن ضيق اليد والمعاش لا يكفي حيث اتقاضي مبلغ 145 جنيهاً وزوجي متوفي وأبلغ من العمر 55 سنة واضطررت للعمل كخادمة لكي أوفر لأبنائي احتياجاتهم الأساسية ولكن الإيجار يأكل الأخضر واليابس ولم يرحمني أصحاب الشقق فهم دائماً يهددونني بالطرد إذا تأخرت عن دفع الإيجار لذلك جئت من الشرقية لعرض شكواي لأجد من يحلها. يقول سعيد بسيوني من مصر الجديدة: أبلغ من العمر 61 عاماً جئت إلي قصر الاتحادية حاملاً آمالاً وطموحات في حل شكواي التي عانيت الأمرين من سنة 2005 حتي الآن ولم يرحم أحد شيخوختي ومرضي حيث أعاني من ربو حاد وضمور بالأعصاب وعجز كامل لا استطع العمل وأحصل علي علاج علي نفقة الدولة لمدي الحياة كل حلمي يقتصر علي حصولي علي وحدة سكنية حيث تقدمت إلي محافظة القاهرة سنة 2005 بطلب يحمل رقم مسلسل "1048" ومن تاريخه لا يسأل أحد عني وأنا لا أيأس وأتحمل المعاناة من أجل أبنائي الثلاثة لتوفير لهم شقة سكنية تحميهم من الأيام بعد وفاتي ولهذا قدمت لقصر الاتحادية لعرض شكواي علي الرئيس مرسي لمساعدتي. ومن أمام شباك ديوان المظالم بقصر عابدين اقتربنا من سيدة يتصبب من علي جبينها العرق وتحدثنا معها قالت: أنا سيدة عبدالعزيز جئت إلي هنا محملة بهم ابني كريم محمد حاصل علي بكالوريوس تجارة متزوج ولديه طفلان ويسكن في شقة قانون الإيجارات الجديد ويدفع قيمة إيجارية 400 جنيه شهرياً ولم يستطع الحصول علي وظيفة تناسب مؤهله بعد بحث طويل واستقر به الحال للعمل في أحد محلات المحمول. فجئت للاستعلام عن طلب تقدمت به منذ شهر لتوفير شقة لابني تناسب دخله البسيط ورفع السيف المسلط علي رقبته وتهديده بالطرد إن رفض الزيادة عند تجديد عقد الإيجار.