الوقفات الاحتجاجية والحركات الصبيانية والدعوات المغرضة غير المسئولة التي توجه نحو رجل تحمل ما لا يتحمله البشر في احرج ظروف تمر بها مصر.. يكفي أنه صاحب أخطر ثالث قرار في تاريخ مصر الحديث وهو حبس رئيس جمهورية وابنائه.. وهو ما لم يحدث في تاريخ العالم.. فعادة ثورات الشعوب تنتهي إما بهروب الحاكم أو بإعدامه.. السادات اتخذ أخطر قرارين بإعلان حرب 73 ثم زيارة القدس وتوقيع معاهدة السلام.. ثم عبدالمجيد محمد القي القبض علي أسرة رئيس جمهورية وحقق معهم ونظام الحكم لم يكن قد تغير بعد.. هذه الوقفات الاحتجاجية عبث بأمن البلد يجب مواجهتها. وإن كان هناك منصب هام ينتظر عبدالمجيد محمود.. خلال الأزمة الأخيرة كان هناك اجماع بين أعضاء النادي الأهلي علي أن يتولي عبدالمجيد محمود رئاسة النادي.. فرئيس النادي الأهلي منذ افتتاحه لا يقل عن زعيم أمة أو رئيس وزراء ورئيس الديوان الملكي أو أكبر رجل أعمال أو قائد الجيش.. نعم.. مثل كل شيء في هذه الدنيا أحياناً قليلة تحدث استثناءات عابرة لظروف خاصة.. ولكن عادة منصب رئيس النادي الأهلي له بريق وأهمية وشعبية ومكانة اجتماعية وشهرة عالمية.. وإذا لم تصدقني.. اقرأ هذه القصة. ہہہ في ديسمبر ..1953 ولم يكن مر علي قيام الثورة سوي شهور قليلة.. رشح أنور السادات نفسه رئيساً للنادي الأهلي.. وكان هذا الخبر بمثابة قنبلة ذرية مدوية.. خاصة أن أحمد باشا عبود الرئيس الدائم بالتزكية قرر عدم ترشيح نفسه!!! وعبود باشا هو الذي يصرف علي النادي من الألف إلي الياء.. في يناير من كل عام يأخذ عبدالمنعم وهبي وزير سابق ومحافظ الإسكندرية السابق وأمين صندوق النادي.. شيكاً من الباشا بخمسة آلاف جنيه يصرف منها علي الأمور الإدارية والمرتبات.. أما مصاريف الكرة وباقي الألعاب فقد كان يتفاهم فيها عم عبده البقال مع مدير شركة السكر المملوكة لعبود باشا بناء علي تعليماته.. عم عبده البقال يسحب ما يشاء ويكتب بذلك إيصالاً علي نفسه.. خاصة عندما يشتري لاعباً أو مكافآت الفوز أو ملابس أو أي مصاريف أخري. - ما الحل؟ - مرت أيام علي النادي ما يعلم بها إلا الله.. لو ترك عبود باشا النادي لن يجد من يصرف عليه.. ہہہ ولكي أوضح مدي أهمية منصب رئيس الأهلي.. كان أعضاء مجلس قيادة الثورة غير موافقين علي ترشيح السادات.. كانوا علي يقين من أن السادات يبحث عن زعامة وشعبية.. ولكن ما الحل؟؟.. كانت هناك محاولات رئاسية علوية دون جدوي. ثم وجد عم أمين شعير مدير الأهلي الدائم الحل.. وذهب إلي مكتب السادات حيث كان يشغل منصب أمين عام المؤتمر الإسلامي في شارع البرازيل بالزمالك.. وكان مدير مكتب السادات محمود فهمي رئيس فريق الشمس بالأهلي ومن أقدم أعضائه.. وهو ايضا والد الناقد الرياضي الساخر المشهور ماهر فهمي. اتفق أمين شعير مع محمود فهمي علي خطة ما.. قال أمين شعير للسادات أنه يخشي عليه من أن يطعن أحد في صحة ترشيحك لأنه لم يمر عام كامل علي عضويتك العاملة.. ثم ورقة الترشيح ليس عليها تزكية من مائة عضو. وقال محمود فهمي.. لا.. لا.. الموضوع اخطر من هذا.. ماذا لو نجح عبود باشا وأنت سقطت في الانتخابات.. فضيحة للثورة!! هنا قال السادات بسرعة كيف أتنازل عن الترشيح.. كان عم أمين شعير جاهزاً معه ورقة الترشيح وورقة تنازل!! وقد كان. هل رأيتم أهمية المنصب الذي ينتظر عبدالمجيد محمود؟؟ أيها الصبية لا تلعبوا بالنار.. عبدالمجيد محمود أكبر من هذا العبث بكثير.