بشرى سارة للمواطنين.. زيادة الدعم المقدم للمواطن على بطاقة التموين    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    عاجل - مجانِّي آخر موعد للمصريين للتقديم لفرص عمل مغرية بالإمارات    إنجاز صيني في الفضاء، هبوط مسبار على الجانب البعيد للقمر بعد شهر على إطلاقه (فيديو)    لحظة منع مراسلة القاهرة الإخبارية من التصوير في تل أبيب، شاهد رد فعلها    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    جريحان جراء غارات إسرائيلية عنيفة على عدة بلدات لبنانية    الاحتلال الإسرائيلى يشن غارة جوية على مدينة بنت جبل جنوب لبنان    وسام أبو علي يتحدث عن.. عرض أوتريخت.. التعلم من موديست.. وغضب كولر    عمرو أديب يعلق صورة محمد صلاح مع حسام حسن (فيديو)    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    السولية: وقفتنا بعد مباراة صنداونز غيرت كل شيء.. ونهائي القرن هو الأصعب مع الأهلي    برقم الجلوس.. الحصول على نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة الدقهلية 2024    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    تطورات جديدة بشأن أزمة فك قيد نادي الزمالك    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    "الأهلي يظهر".. كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا؟    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    غرق طفل داخل حمام سباحة في الغربية    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    وزير التموين: صندوق النقد الدولي لم يطلب من مصر خفض الدعم    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين والحياة
يقدمها فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 26 - 10 - 2012

الأعياد في الاسلام لون من القربي لله سبحانه وتعالي لما فيها من صدقات وبذل وصلة رغم انها لون من الترويح عن النفس لذلك تأتي بعد عبادة خاصة كالصوم والحج.
وللأعياد في الاسلام آداب يجب ان يلتزم بها المسلم ويتعرف عليها حتي يجني ثمارها من ثواب ومغفرة.
يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن الأعياد في الاسلام تتميز بالعادات الطيبة منذ ان جاء الدين الحنيف علي يد الرحمة المهداة سيد الخلق وأشرفهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أكد منذ بعثته صلوات ربي وسلامه عليه علي التسامح والتصافي للأنفس بين أبناء الأمة الاسلامية ونبذ الخلافات بين المتخاصمين من أبناء الأمة بعضهم البعض.. وبعضهم والغير..
أشار إلي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الانسانية والحضارية وأنه من طليعة هذه القيم.. التسامح.. وقد جسد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه هذا الخلق في مفاهيم عملية.. فحولها من مجرد قيمة إلي مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها قبل البعثة وبعدها.. في حالات الضعف كما في حالات القوة.
وبين د.كريمة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم دعا منذ بداية دعوته إلي اشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين وبين المسلمين وغير المسلمين في كل وقت وليس في الأعياد وحسب وأنه اعتبر ذلك من مكارم الأخلاق.. فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً حتي قال فيه رب العالمين "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" وكان صلي الله عليه وسلم مع غير المسلمين ينطلق من هذا المبدأ ليؤكد علي تأسيس قاعدة التواصل والتعارف بين الناس.. كما أنه أكد علي ان تكون العلاقة الطيبة الاساس الذي تبني عليه علاقات ومصالح الأمم والشعوب كما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي مع أعدائه الذين ناصبوه العداء كان متسامحاً إلي حد العفو عن أسراهم واللطف بهم والاحسان اليهم.. فها هو أثناء عودته من الطائف وبعد ان أدموه وأغروا به سفهاءهم وغلمانهم وبعد ان طردوه من قريتهم وأساءوا معاملته يأتيه ملك الجبال من قبل الرحمن ويقول له "مر يا محمد.. فيقول صلي الله عليه وسلم.. لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده وينصر هذا الدين" بالرغم من ان ملك الجبال كان ينتظر منه اشارة ليطبق عليهم الأخشبين ويغرقهم في ظلمات الأرض فلا ينجو منهم أحد ولكن الرحمة في قلبه.. وخلق التسامح الذي تربي عليه دفعه إلي الاعتذار من ملك الجبال.. وقال قولته الشهيرة التي تنم عن مسئولية عظيمة وخلق فاضل.
ودعا د. أحمد كيمة المسلمين في شتي بقاع الأرض إلي ضرورة ان يغتنموا هذه الأيام وخاصة أيام أعيادهم في تغيير العادات والسلوكيات السيئة.. وان يتحلوا بجميل الأخلاق والصفات.
وناشد الجميع بضرورة إدخال السعادة علي قلوب من نعرفهم ومن لا نعرفهم لأننا اذا فعلنا ذلك لوجدنا السعادة في قلوبنا كلنا لاننا في هذه الايام في حاجة إلي ان نحب بعضنا بعضاً وأيضاً في كل الأيام.
وشدد د. أحمد كريمة علي ضرورة ان نغير من سلوكنا ظاهراً وباطناً بالرحمة والحب وكذلك ان يمسك الجميع عن قول الفحش واظهار العداء وان نتخذ من الأعياد مناسبة للصفاء والتسامح بين الجميع سواء الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء في العمل.
ويقول الشيخ ماجد محمد عبدالقادر الامام والخطيب بوزارة الأوقاف في الأعياد الاسلامية وحدة للأمة بأكملها فالاتحاد أساس كل خير وسعادة.. وعماد الرقي والسيادة فكم به عمرت بلاد وسادت عباد.. فبالاتحاد تقوي الشوكة وتتم النعمة ويكثر التواصل وتعظم المحبة.. لهذا كله حث الدين الاسلامي الحنيف علي الاتحاد ورغب فيه قال تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً"
أوضح الشيخ ماجد أنه في الآيات السابقة يأمرنا رب العزة سبحانه وتعالي بالاتحاد والتضامن تحت راية القرآن الكريم وان نكون جميعاً كتلة متماسكة وقلبا واحدا ويدا واحدة نستضيء بضوئه نلتزم بتعاليمه السامية وارشاداته الحكيمة وتوجيهاته الرشيدة وان نكون دعاة اصلاح وسلام لا دعاة فرقة وخصام.. وذلك في جميع الأيام وليس الأعياد وفقط.. ويزداد ذلك في الأعياد الاسلامية لتميز الاسلام عن غيره من الديانات.. لان الاسلام جعل المؤمنين كالجسم الواحد وكل فرد منهم كعضو من أعضاء ذلك الجسد يألم الكل لألم البعض.. ويألم البعض لألم الكل.
قال سيد الخلق أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه "المؤمنون لرجل واحد.. إذا اشتكي عينه اشتكي كله.. وإذا اشتكي رأسه اشتكي كله.. وما دام هذا الأمر لك فواجب علي الفرد أن يسعي في مصلحة الكل وما يعود عليهم بالخير والسعادة وواجب علي الكل ان يسعوا في مصلحة الفرد لانه عضو من أعضائه قال تعالي: "إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخوايكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"
يضيف الشيخ ماجد: يجب علي المسلمين في كل مكان ان يتخذوا من الأعياد مناسبة للتسامح والتصاقي.. سواء مع الجار.. أو مع القريب.. أو مع الزميل خاصة وان التنازع في كل شيء مجلبة الفساد.. وداعية الدمار.. فكم شاهدنا من علائلات كبيرة كانت في رغد من العيش.. ترتع في بحبوحة من الرفاهية.. وبيوت كثيرة كانت بفضل اتحادها ماضية في طريق العز والغني والمجد حتي إذا دب التنازع وسري في افراد هاسم التفرق وفتكت بها جراثيم الشقاق وأخذ الشيطان فيهم مأخذه.. تفرقوا وتناحروا وأحاط بهم الذل والهوان وتغلب عليهم أضعف أعدائهم وأصبحت بيوتهم خاوية علي عروشها قال تعالي: "إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون".
أحكام العيد
العيد سنة ..للترويح عن النفس والتواصل بين الناس
الصلاة يشهدها الشباب والشيوخ.. وذوو الاعذار
العيد شعيرة من شعائر الاسلام لها ادابها وأحكامها يثاب الانسان اذا اتي بها ويزيد اجره وقد ترك لنا رسولنا الكريم سنة قولية وفعلية في ذلك.
يقول الدكتور احمد كريمة الاستاذ بجامعة الازهر ان العيد ¢ هو كل يوم فيه جمع يعتاده الناس ويعودون إليه . قال ابن الأعرابي: سميَّ العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد ¢.
أما العيد في الاسلام فقد اخبرنا رسولنا ان للمسلم عيدا هما الفطر والاضحي وكلاهما يأتي بعد عبادة خاصة وقد سن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة العيد والتي يبدأ وقتها بعد طلوع الشمس بثلث الساعة ويستمر وقتها حتي قبل اذان الظهر
ويستحب الغسل للعيد فعن زاذان قال: ¢ سأل رجل علياً رضي الله عنه عن الغسل ؟ فقال: أغتسل كل يوم إن شئت ؟ فقال: لا. الغسل الذي هو الغسل ؟ قال: يوم الجمعة ويوم عرفة , ويوم النحر ويوم الفطر ¢. ومما يدل علي ذلك قوله: ¢إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين فمن جاء إلي الجمعة فليغتسل ¢
ويبدا وقت الغسل: علي الراجح من طلوع فجر يوم العيد , لأنه بالفجر يدخل اليوم , وأفضل أوقاته عند الخروج إلي الصلاة .
عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلي المصلي ¢
وعن السائب بن يزيد: ¢ أنه كان يغتسل قبل أن يخرج إلي المصلي ¢
فالصحيح أن وقت الغسل يبدأ من طلوع فجر يوم العيد. وبه قال الشافعية التجمل للعيد:
ويضيف الدكتور ابو كريمة ان التجمل في يوم العيد سنة فعن ابن عمر قال: " أخذ عمر جبّة ً من إستبرق تباع في السوق. فأخذها. فأتي رسول الله فقال: يا رسول الله ابتع هذه. تجمّل بها للعيد والوفود
قال ابن رجب معقباً: ¢ وقد دلّ هذا الحديث علي التجمل للعيد وأنه كان معتاداً بينهم ¢"
ويسن ان يأكل المسلم قبل الخروج لصلاة العيد اذا كان عيد الفطر ويأكل بعد الصلاة اذا كان الاضحي فعن بريدة قال: ¢ كان النبي.. لا يخرج يوم الفطر حتي يطعم. ولا يطعم يوم الأضحي حتي يصلي . ¢ أين يصلي العيد؟.
السنة الصلاة في المصلي والمشي لها.
عن أبي سعيد قال:كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر و الأضحي إلي المصلي. فأول شيء يبدأ به الصلاة ومن السنة أن تخرج المسلم إلي العيد ماشياً¢ وأن يكبر في الطريق ففي السلسلة الصحيحة أن رسول الله كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبدالله بن عباس وعلي وجعفر والحسن والحسين ... رافعاً صوته بالتهليل والتكبير ¢ كما كان يعود من غير الطريق الذي ذهب منه
فعن جابر قال: ¢ كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق ¢
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ¢ وكان يخالف الطريق يوم العيد. فيذهب في طريق ويرجع في آخر. فقيل ليسلم علي أهل الطريقين. وقيل لينال بركته الفريقان. وقيل: ليقضي حاجة من له حاجة منهما , وقيل:ليظهر شعائر الاسلام في سائر الفجاج والطرق , وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله ...... وقيل وهو الأصح : إنه لذلك كله ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها ¢ الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها:
ويضيف الدكتور الشحات عزازي الأستاذ بجامعة الازهر أن صلاة العيد ركعتان لا يصلي قبلهما ولا بعدهما فعن ابن عباس ما: أن النبي صلي يوم الفطر ركعتين. لم يصل قبلها ولا بعدها وقال ابن القيم رحمه:¢ ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلي المصلي شيئا قبل الصلاة ولا بعدها ¢ وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ¢والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ولا بعدها خلافاً لمن قاسها علي الجمعة¢
ولكن ثبت عن أبي سعيد أنه قال: ¢ كان لا يصلي قبل العيد شيئا فإذا رجع إلي منزله صلي ركعتين ¢
ويضيف أن الراجح من أقوال أهل العلم أن صلا العيد واجبة علي الرجال والنساء والعبيد. ويرخص للمريض والمسافر والبدو الرحل في عدم شهودها .وقد شرع فيها التكبير , عن أم عطية ا قالت: أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحي العواتق والحُيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت: يا رسول الله أحدنا لا يكون
لها جلباب. قال: لتلبسها أختها من جلبابها ¢
وفي لفظ: ¢ كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر ¢ وفي صحيح الجامع: ¢ وجب الخروج علي كل ذات نطاقين في العيدين ¢ وهذا يدل علي توكيد ذلك مع أنه قال في الجمعة والجماعة: ¢ وبيوتهن خير لهن ¢ وقال أبو بكر الصديق :¢ حق علي كل ذات نطاق الخروج إلي العيدين ¢
قال البخاري رحمه الله:¢ وكذلك النساء ومن كان في البيوت لقول النبي هذا عيدنا أهل الإسلام ¢ وقال العلماء: وجوب الخروج علي النساء ما لم يكن فتنة أو مشقة .
وقد كان ¢ يؤخرصلاة عيد الفطر ويعجل الأضحي, وكان ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة لا يخرج حتي تطلع الشمس¢
قال الشيخ أبو بكر الجزائري و وقتهما من ارتفاع الشمس قيد رمح إلي الزوال. والأفضل أن تصلي الأضحي في أول الوقت ليتمكن الناس من ذبح أضاحيهم وأن تؤخر صلاة الفطر ليتمكن الناس من إخراج صدقاتهم ¢
وتتميز صلة العيدين بانها لا يؤذن لها ولا اقامة لها
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:¢ صليت مع رسول الله العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة ¢ قال ابن القيم:¢ وكان صلي الله عليه وسلم إذا انتهي إلي المصلي أخذ في الصلاة من غيرأذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة. والسنة ألا يفعل شيء من ذلك ¢. ومن السنة في خطبة العيد أن تكون بعد الصلاة .
عن ابن عباس قال: ¢ شهدت العيد مع رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة ¢
ولا شيء علي من صلي وانصرف ولم يحضر الخطبة
عن عبدالله بن السائب قال: شهدت العيد مع النبي صلي الله عليه وسلم فلما قضي الصلاة قال: ¢إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب ¢
العفو عن الظالم
الشيخ حسين جمعة حسين وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة بني سويف فيؤكد أنه يجب علي المسلم ان يدرك ان العبادة التي ثوابها أكبر عند الله هي المعاملات بين الناس والاحسان فيها.. لذلك فان المسلم العاقل قوي الايمان عليه ان يستغل الأعياد لتصفية الخلافات بين المتخاصمين من الأمة الاسلامية.
وقال الشيخ حسين اذا كان رب العزة سبحانه وتعالي يتجاوز في حقه ويعفو عن الظالم ولكنه سبحانه لا يتجاوز في حقوق العباد.. لذلك فان الذي يجب علينا ان ندركه ان المعاملات بين المسلمين من الأهمية بما كان خاصة وان ذنوبها لا تغتفر الا بعفو الناس أو رد المظالم.
أضاف ان الكثيرين منا يغفلون ذلك ويجعلون من الشعائر.. من صلاة وزكاة وصيام هي العبادة يؤدونها بشكلها دون ان تؤثر في أخلاقهم وجوارحهم فلا نجد أثرها علي تعاملاتهم مع الناس وكأنهم لم يسمعوا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه "أيقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" وكأن هؤلاء لم يعرفوا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم نفي الايمان عمن لا يأمن جاره بوائقه ومن بات شبعان وجاره جائع ومن لم يسلم الناس من لسانه ويده.
ودعا الشيخ حسين جمعة إلي ثورة في الثقافة الدينية تركز علي ان المعاملات هي الجانب الأكبر في العبادة اذا قيست بالعبادات وكذلك علينا ان نركز عليها حتي يصبح المسلم قرآناً يمشي علي الأرض ويصبح كالنخلة التي تعطي دائماً حتي ولو رجمها الناس بالحجارة ويصبح كالوردة التي تعطي العطر.
تصفية الخلاف
يقول الدكتور أحمد زايد استاذ علم النفس وعميد كلية الاداب السابق بجامعة القاهرة ان أعياد الاسلام دائماً ما تتصف بالحب والتسامح والتصالح بين أفراد المجتمع الاسلامي وذلك علي مستويات المجتمع المختلفة سواء بين الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل.
وقال د. زايد لقد صار مصطلح ضبط النفس علي هامش الحياة الاجتماعية في أيامنا هذه مع ما له من أهمية قصوي في الحياة علي مدار الزمن وليس ذلك بعجيب أو غريب خاصة وان أول جريمة كانت علي وجه البسيطة انما كانت بسبب عدم ضبط النفس قال جل شأنه "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق".
أشار إلي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يشجع أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين علي ضبط النفس حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه لأحد الصحابة "ان فيك خصلتين يحبهما الله.. الحلم والاناه"
وقال د. أحمد زايد يجب علينا ان نستغل أعيادنا نحن المسلمين لتصفية أي خلافات بيننا وخاصة عيد الأضحي لما له من مكانة عظيمة والذي به يوم عرفة الذي أتم فيه خاتم الأنبياء والمرسلين الدين كله حيث قال له رب العالمين "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً".
أشار د. زايد إلي ان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يربي شباب المسلمين علي الحلم والتربية وعلي التصرف في الأزمات بما يساعده علي الخلاص من هذا البلاء تحسباً ان يبتلي المرء في حياته بمثل صنعه مع الآخرين.. كما يحلم الانسان يحلم الجميع والمولي سبحانه وتعالي للمرء قلوب الناس.. وكما تغضب لا تري من قلوب الناس الا القسوة.. وبمثل هذا المنطق كانت تربية القرآن الكريم لسيد الخلق أجمعين سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال سبحانه وتعالي "لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".
ضبط النفس
الدكتور أحمد مجدي حجازي استاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب السابق فيوضح ان الانسان المسلم عليه ان يقتدي برسول الله صلي ا لله عليه سلم وأصحابه الكرام في التسامح والعفو.. وما علينا نحن أبناء الأمة الاسلامية الا ان نتصف بالخلق الكريم الذي نتخذه من سيد الخلق وأصحابه الذي قال عنهم صلي الله عليه وسلم "أصحابي.. أصحابي.. كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
وأوضح د. مجدي حجازي ان أهم ما يحمل الانسان علي التصالح وضبط أولاً معرفة مآلات الأمور.. فالتعرف علي عواقب الأمور واتقان قاعدة المصالح والمفاسد من أعظم الاسباب التي تمنع من التصرفات الخاطئة وما يدل علي ذلك ما علم به القرآن الكريم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم والمسلمين من بعدهم حين قال "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" فاذا كان سبب ما يخالف الدين الاسلامي سيؤدي إلي سب الله ورسوله فلا تسبوا ذلك.
وقال د. مجدي حجازي مناشداً المسلمين في شتي بقاع الأرض ان نستغلوا الأعياء الاسلامية في التصالح والتضامن وان يتحدوا ويعتصموا بحبل الله تعالي.. وان سدفعوا السيئة بالحسنة.. وذلك من منطق قول الله تعالي "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تحمها وخالق الناس بخلق حسن".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.