.. بدعوة من الدكتورة داريجا نزار باييف رئيس المنتدي الأوروآسيوي للصحافة والإعلام توجهت إلي مدينة "أستانا" العاصمة الجديدة والجميلة جدا لجمهورية كازاخستان للمشاركة في أعمال الدورة العاشرة للمنتدي والتي شهدت حضوراً مكثفاً من ممثلي 90 دولة وذلك ضمن وفد مصري ضم كلاً من الصديقين محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب ومختار شعيب الباحث السياسي والزميل الصحفي بالأهرام بجانب سفيرة مصر الجديدة نبيلة سلامة. .. وفي الطريق من مطار أستانا إلي الفندق المواجه لمقر المنتدي لا تصدق انك في مدينة المفترض انها عاصمة لبلد استقل عن الاتحاد السوفيتي الشيوعي منذ 21 عاما فقط.. بل تشعر أنك من خلال المباني العملاقة الجميلة والحديثة انك في نيويورك أو شنغهاي بجانب شبكة طرق متطورة حديثة ونظام مروري بديع ولما لا.. فالجمهورية الكازاخية وحكومتها من خلال رؤية زعيمها الرئيس نور سلطان نزارباييف حققت العديد من التقدم خلال فترة الاستقلال في كافة المجالات من خلال أسلوبه الذي يتسم بالديناميكية في عملية التغيير.. ومثال ذلك انه اجتمع مع وزير الخارجية الحالي والذي يتحدث اللغة العربية والذي نجح في أن تتولي كازاخستان رئاسة منظمة التعاون الإسلامي والتي تضم 57 دولة لمدة 3 سنوات مع سفير كازاخستان والذي خدم في أمريكا وأوروبا الغربية وأصدر قراراً بتعيينه وزيرا للخارجية.. لماذا..؟! من وجهة نظر الرئيس نور سلطان ان الوزير الأول حقق هدف بلاده من التواجد علي الساحة الإسلامية والعربية وأنهي مهمته بنجاح.. والآن يريد الرئيس أن تنطلق بلاده إلي توجه جديد وهو شراء شركات أوروبية وأمريكية وجذب استثمارات عالية التقنية من الغرب وهنا وكما تقول السفيرة المصرية نبيلة سلام ان توجه الرئيس نور سلطان يطلقون عليه "الطريق الكازاخي" وهو التغيير من أجل نجاح بلاده انعكس في تحقيق كازاخستان معدل تنمية اقتصادية بلغ 5.7% وبلغ متوسط دخل الفرد 9 آلاف دولار ويتردد انه وصل إلي 11 ألف دولار. الربيع العربي .. يؤدي إلي فوضي أم بناء الديمقراطية ؟! السؤال.. ما هو الهدف من عقد هذا المنتدي بشكل سنوي ولمدة عشر دورات..؟؟ الاجابة ان كازاخستان الجديدة طالما حلمت بوحدة دول وسط آسيا ولذلك وهي التي تخلت طواعية عن رابع أضخم ترسانة نووية في العالم وهي بذلك تبدو شريكا موثوقا به للدول العربية والشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة بشأن القضايا المتعلقة بحظر الانتشار النووي ونزع السلاح والطاقة الذرية السلمية انطلاقا من تطلعاتها إلي انشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية بل دعوة رئيسها إلي اعتماد الإعلان العالمي من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.. ومن هنا فإن رؤية الدكتورة داريجا نزارباييف تهدف إلي أن تكون بلادها الدولة التي تمتلك خططا طموحة للمستقبل وذلك من خلال هذا المنتدي الأوروبي الآسيوي الذي ترأسه سنويا من أجل الانسان ويتم خلاله مناقشات ويتناول أفكار وخبرات النخب المثقفة والسياسية والصحفية والأكاديمية والإعلامية والحزبية والدبلوماسية وبالفعل وعلي مدي عشر سنوات وكما تقول المفكرة السياسية رئيس المنتدي دكتورة داريجا: ناقشنا مئات القضايا بهدف خلق حوار عالمي وتوافق بين مختلف الشعوب لتعزز جهودنا جميعا لمواجهة التحديات العالمية وخاصة تحديات الحرب علي الإرهاب ونقص الديمقراطية وهل يؤدي الربيع العربي إلي الفوضي أم بناء الديمقراطية..؟؟ وبالفعل شاركت وزملائي في مناقشة تحديات تحقيق الرخاء والعدالة الاجتماعية وخاصة مشكلات الفساد والبطالة والفقر ومن ثم تعزيز دور المرأة والشباب وأزمة الاتحاد الأوروبي والمشكلة المالية وامكانية الوحدة في وسط آسيا. والمعايير المزدوجة في وسائل الإعلام الجديدة.. بجانب المداخلات حول القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهل انتهت الحرب علي الإرهاب بموت زعيم القاعدة أسامة بن لادن..؟؟ ولهذا والكلام مازال للدكتورة داريجا ان كازاخستان تعقد هذا المنتدي منذ العام 2002 ادراكا للظروف السياسية الصعبة والتغيرات المتلاحقة التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم الذي يموج بأزمات سياسية واقتصادية وهنا يأتي الدور علي الدول المستقلة في العالم ومن بينها كازاخستان لتحقيق التوازن ومنع الحروب ومطالبة الدول الكبري بالكف عن احتكار المجتمع الدولي وعن المعايير المزدوجة وإصلاح الأممالمتحدة ليكون للدول المستقلة والمحورية في أقاليمها دور عالمي لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وضرورة تخلي الدول الكبري عن مشروعاتها التوسعية وعن ترساناتها من أسلحة الدمار الشامل حتي يعم السلام في العالم.. ومن الدول العربية شارك في أعمال المنتدي كل من الدكتور مكرم خوري ميخائيل الأكاديمي فلسطيني جاء من كمبردج في بريطانيا ليكون نجم المنتدي سواء في الحوار السياسي أو في الرقص مع الباحثة السياسية من المغرب حيث فازا بأفضل الأداء في مسابقة رقص شارك فيها خمسة أزواج منهم النائب في البرلمان البريطاني جورج جالاوي وكان هذا الفوز بمثابة أكبر دعاية للشعب الفلسطيني المناضل بجانب تصديه بالحجة والمنطق لمحاولات رئيس مجلس الصحافة الإسرائيلي أريك باخار مؤكدا ان الرقابة العسكرية الإسرائيلية مازالت تمارس بشكل كبير ضد وسائل الإعلام الاجنبية والمحلية أيضا .