في الوقت الذي يسعي فيه المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي إلي تأمين هدنة لوقف القتال في سوريا خلال الأيام القليلة لإجازة عيد الأضحي تمضي قوات الأسد بلا هوادة في ارتكابها للمجازر والهجمات وكأنها أدمنت إراقة دماء الأبرياء ضاربة عرض الحائط بحرمة القتال في هذه الأيام المباركة مما يجعل تحقيق هذه الهدنة علي الأرض أمرا صعب المنال. أعلن نشطاء سوريون أمس العثور علي 84 جثة متفحمة معظمهم من النساء والأطفال في محافظة دير الزور وبث النشطاء صورا علي شبكة الانترنت تظهر نقل مجموعة من الجثث المتفحمة إلي الحدائق العامة تمهيدا لدفنها. وطالب الناشطون بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن ملابسات هذه المجزرة مؤكدين ان هناك مجازر عديدة لم يتم الكشف عنها بعد. في معرة النعمان شمال غرب سوريا واصل الطيران السوري هجماته علي المدينة. بينما تفجرت اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب من الثوار علي الطريق السريع الذي يربط بين حلب ودمشق. تجددت الاشتباكات بين الجانبين حول قاعدة وادي ضيف التي تقع في الأطراف الشرقية للمدينة وسمعت أصوات الأسلحة الآلية ودوي الانفجارات من داخل القاعدة التي يسيطر عليها الثوار منذ 9 أكتوبر الجاري. أشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلي وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الثوار الذين هاجموا قافلة عسكرية علي طريق دمشق حلب الدولي جنوب مدينة معرة النعمان. سيطرت كتائب الثوار خلال الأيام الماضية علي جزء من هذه الطريق ما بات يعيق وصول امدادات لقوات النظام إلي المنطقة وإلي مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بمقتل 30 شخصا برصاص قوات نظام الرئيس بشار الأسد وذلك بعد يوم من مقتل 238 قتيلا أول أمس معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها وإدلب وحلب وحمص. أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا ان قوات النظام تقصف بالطائرات وراجمات الصواريخ الريف الشرقي والأحياء الجنوبية في دمشق ومعظم قري وبلدات الغوطة وانها ألقت قنابل عنقودية علي الغوطة الشرقية في ريف دمشق. ذكرت مصادر إعلامية ان دبابات النظام تقصف بلدة محجة بريف درعا وسط اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي علي الطريق الدولي السريع بالقرب من جسر محجة. في حلب سيطر الثوار علي حي سليمان الحلبي بينما تتواصل اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي في حيي العرقوب والميدان. من جانبه التقي المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق من أجل تأمين وقف قصير لإطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وكتائب المعارضة التي تسعي للإطاحة به.. رغم انه لم ترد تفاصيل علي الفور عن المحادثات إلا ان سوريا قدمت حتي الآن ردا حذرا علي اقتراح الابراهيمي مشيرة إلي انها تريد ضمانات بأن مقاتلي المعارضة سيقومون بخطوة مماثلة لأي خطوة تتخذها قوات الأسد. ذكر بيان للخارجية السورية ان مباحثات المعلم والابراهيمي تناولت ما تقدمه سوريا لتسهيل مهمة الأخضر الابراهيمي بالإضافة لما هو مطلوب من قبل باقي الأطراف التي تقوض مهمة الابراهيمي عبر استمرار تسليح وإيواء وتدريب وتمويل المجموعات الارهابية المسلحة. كرر البيان طلب سوريا للحوار دون ذكر دعوة الابراهيمي لوقف اطلاق النار خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحي ويفترض أن يلتقي الابراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد في موعد لم يحدد بعد. دعت الجزائر جميع الأطراف المتنازعة في سوريا إلي الاستجابة لدعوة الابراهيمي المتضمنة وقف اطلاق النار بمناسبة عطلة عيد الأضحي. كما جدد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة موقف بلاده الداعي إلي ضرورة التوصل إلي حل سياسي للأزمة السورية يضمن وقف نزيف الدماء ويعزز وحدة البلاد وبدء مرحلة انتقالية تعيد لسوريا أمنها ووحدتها وتعزز كرامة شعبها بمشاركة كافة الأطياف السياسية والمكونات الاجتماعية للنسيج الوطني السوري. أعربت بريطانيا عن تأييدها لدعوة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي إلي دمشق بهدنة في سوريا خلال عيد الأضحي المبارك لتوفير المساعدات الانسانية للسوريين. قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مطالبتهم للأطراف السورية بالرد علي بالإيجاب علي اقتراح الأخضر الابراهيمي لوقف القتال في سوريا خلال عطلة عيد الأضحي.