القاهرة : - "أرفض بيان حكومة مبارك، لأنها حكومة الغلاء وسرقة الشعب المصرى".. واحدة من الرصاصات التى أطلقها حمدين صباحى على صدر النظام السابق من منصة مجلس الشعب، حينما كان نائباً فى عام 2005، متحلياً بصمود الواقف أمام قطار سريع، وهو مشهد ليس جديدا على نضاله السياسى الذى شب معه حتى قبل أن يلتحق بكلية الإعلام فى جامعة القاهرة عام 1977، وهو العام الذى شهد ميلاد كفاحه السياسى، حين وقف مجاهراً بمعارضته فى وجه الرئيس الراحل أنور السادات. حمدين عبدالعاطى صباحى، - وفقا لجريدة المصرى اليوم - أحد القلائل الذين ثبتوا على نضالهم وقضيتهم، بل دفع ثمن قوميته وناصريته تعذيباً فى المعتقلات والسجون، دون أن تهتز عقيدته بأن الانفجار آت ضد الظلم والفساد، وهو ما جنى بشائره حينما اختاره أهل بلدته مدينة بلطيم الساحلية بمحافظة كفر الشيخ ليمثلهم فى البرلمان، قبل أن ينتهى به المطاف ليكون "نسر" أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر على مر التاريخ. كاريزما حمدين "الناصرية" ظهرت مع بداية مسيرته السياسية منذ أن كان طالباً فى مدرسة الشهيد جلال الدسوقى الثانوية بمسقط رأسه، حيث أسس رابطة الطلاب الناصريين وشغل موقع أمينها، وعقب التحاقه بكلية الإعلام ساهم مع رفاقه فى تأسيس اتحاد أندية الفكر الناصرى بجامعات مصر، وكان مسؤولاً عن إصدار جريدة "الطلاب"، التى كانت صوتاً للطلاب الوطنيين والناصريين فى الجامعة، وكانت واحدة من أهم أدوات الحركة الطلابية المعارضة للسادات فى السبعينيات. وفور تخرجه فى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1977، اعتقل "صباحى" مرات عديدة بداية من أحداث يناير 1979 ثم عام 1997 عندما قاد مظاهرات فلاحى مصر، وتكرر اعتقاله وهو نائب فى مجلس الشعب عام 2003 فى مظاهرات التنديد بغزو العراق. وزاد من كره النظام السابق له جهره برفض توريث حكم مصر، وهو موقف لم يكتف بإعلانه، بل كان فى طليعة محاربيه، دون اكتراث بمصير، أو طمع فى منصب، ومن ثم كان أحد أبرز وأسرع من انضموا لثوار التحرير فى 25 يناير ليسهم فى إسقاط نظام طالما حاربه. لم يكتف "صباحى" بسياسة التنظير التى اتبعها الكثير من معارضى النظام السابق، وإنما خرج إلى الناس فى صورة مشروع "رئيس للثورة" ليخوض غمار سباق الرئاسة متحدياً منافسيه تحت شعارا رآه كثيرون مواكباً لواقع صاحبه، وهو "واحد مننا"، ورمزاً اعتبروه الأنسب وهو "النسر"، ليُعطل الحلم عند الجولة الأولى، إذ حل ثالثاً بنتيجة جعلته الحصان الأسود للسباق، بل تؤكد أن مشروع حمدين لمصر لن يتوقف، لأن الجميع سيظل يراه بعيداً عن السلطة "واحد مننا".