بيروت : - تئن آليم وتردد بلغتها الأثيوبية "لا أريد أن أذهب هناك". ويحاول أحد المارة تهدئة جلادها قائلا "يكفي، ما هو المشكل إذا تركتها وذهبت، اتركها تعود للسفارة". وقبض الرجل الأول بعد لحظات على الفتاة من ثوبها وجرها على الأرض. ثم حاول إدخالها عنوة إلى سيارة بمساعدة رجل آخر. وبينما كانت آليما تصارع وتحاول منعهم من ذلك، قبض عليها أحدهما بعنف من شعرها، ثم انقطعت الصورة. وبعد بث الفيديو على القناة اللبنانية "ال بي سي" الأسبوع الماضي، جابت صور هذا المشهد كل العالم. وتم التعرف على المسؤول الأساسي عن هذا العنف بفضل لوحة السيارة، اسمه علي محفوظ وهو أحد أصحاب شركة تشغيل مهاجرين كعاملي منازل. وذكر الرجل في حوار مع قناة "ال بي سي" أن الفتاة موظفة في شركته وحاولت الانتحار عدة مرات. وأكد أنه نقلها إلى السفارة بهدف ترحيلها إلى بلادها لأنها حسب قوله لم تكن مناسبة للعمل، وهو ما كانت ترفضه بشدة. وصرح القنصل من جهته أنه رفض إرجاع آليم ديشاسا إلى بلادها، وفضل نصح علي محفوظ بنقل الفتاة إلى مستشفى للأمراض العقلية إذا كانت تعاني فعلا من اضطرابات نفسية. ويبدو أنه سمع ضوضاء أمام القنصلية بعد مغادرتهما فاتصل بالشرطة. وقال علي محفوظ في ما بعد أنه كان يحاول اركاب الفتاة في السيارة لإيصالها عنوة إلى المطار. وفي النهاية تدخلت الشرطة ونقلت آليم ديشاسا إلى مستشفى دير الصليب للأمراض العقلية. وانتحرت آليم ديشسا صباح 14 مارس/آذار خنقا بغطائها. وعلى غرار العديد من زميلاتها، اقترضت آليم ديشاسا أموالا دفعتها للشركة التي وظفتها وجلبتها إلى لبنان قبل شهرين بطريقة غير شرعية. وتعمل اليوم في لبنان قرابة 200 ألف عاملة منزلية أغلبهن من أثيوبيا والفيليبين وبنغلاداش وسريلانكا والنيبال ومدغشقر. ويقدر عدد عاملات المنازل اللاتي تشتغلن دون رخصة إقامة في لبنان ب100 ألف. ووصف وزير العدل بعد نشر الفيديو الاعتداء بال"غير مقبول" وأعلن فتح تحقيق. ولا يزال علي محفوظ اليوم حرا. نقل علي محفوط آليم ديشاسا إلى القنصلية مدعيا أنها مجنونة. ثم حاول تبرير ذلك قائلا إنها حاولت الانتحار عدة مرات مما اضطره لتغييرها من المنزل الذي كانت تعمل فيه. لكن المسألة ليست في كون هذه الفتاة تعاني أم لا من اضطرابات عقلية. فمثل هذا العنف الشديد لا مبرر له في أي حال. ومن جهة أخرى، وجب التثبت إذا كانت "المشاكل النفسية" التي تعاني منها آليم هي نتيجة الضغوط التي يمكن أن يكون قد مارسها عليها أحد موظفيها. ( وكانت آليم قد ذكرت أنها تعرضت للعنف أثناء عملها). المصدر : اف ب