حضرت منذ عدة سنوات مؤتمرا كان ينظمه المجلس القومي للامومة والطفولة (للعلم كنت من اشد المشاغبين في حضور المؤتمرات والمعارضين لما كان يحدث لكني كنت استمتع بالفرجة) كان المؤتمر الذي كان يحضره عدد كبير من رجال القانون ودكاترة من علم الاجتماع يناقش عمالة الاطفال ولاحظت أن الهم كله منصبا على الطفل الذي يعمل في الورشة او المصنع الصغير فاقدا بذلك جمال طفولته. طلبت كلمة أو سؤالا بالرغم من أن هذا كان من غير المرغوب فيه -اسمع ما يتلي عليك من قرارات وافكار بلا نقاش او جدال-.. في الحقيقة كان سؤالي موجها لشخص اكن له الاحترام وهو محسوب على السلطة القضائية وقلت له لماذا لا توجد قوانين تجرم عمالة الاطفال "الكلاس" وكان المقصود هنا الاطفال من الجنسين الذين يقدمون الاعلانات والمسلسلات والمسرحيات الفنية التي تستغرق جهدا ووقتا طويلا وتدمر الساعة البيولوجية للانسان الطبيعي فما بالكم بالاطفال. وكان الرد مائعا من اغلب الحضور بأنه سيتم بالتأكيد سن قوانين في هذا الشأن وكأن القانون فقط سن او شرع من أجل الفقراء دون غيرهم بالرغم من ان القوانين يجب أن تنطبق على العامة وليست لفئة محدودة.. فالطفل هو الطفل له حق الرعاية والتعليم والحياة الكريمة داخل اسرة مترابطة يتمتع فيها بكل سبل الرعاية والحب والتعليم والتأهيل لمواجهة المجتمع دون انتهاك او انتقاص لحقوقه أو تشغيله للتربح من ورائه بأى شكل من الاشكال. وأن يكون دور الطفل محددا في مهام بسيطة وفي نفس الوقت تعمل على التطوير الذهني.. والذكاء الاجتماعي.. ما دفعني لكتابة هذه السطور.. هو أنني شاهدت اليوم فيديوهين مختلفين على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وعبر "اليوتيوب" في محتوى الاول مقارنة بين الطفل المصري والطفل الياباني وارى ذلك غير عادل فالياباني يرقص رقصات تتشابه إلى حد ما مع شكل حركات الالعاب الجنوب شرق اسيوية.. والمصري يرقص على طريقة رقصات الشباب في الافراح بالمناطق الشعبية.. وكأن من صنع الفيديو يريد أن يتناسى أن الابداع ناتج عن التكيف والتعايش المجتمعي وليس المجتمع جزءا منفصلا عن السلوك الانساني. وكأن أيضا كل اطفال مصر يرقصون ذات الرقص وكأنه لا يوجد في مصر مدارس لرقص الباليه بها اطفال يتعلمون اصعب الحركات، ولو كانت المقارنة بالرقص فلنرقص جميعا على طريقة اليابان لنتطور إذا. ومن الرقص إلى حديقة الحيوان وهو المكان الذي يسعد فيه الاطفال لرحابته وللتعرف على الحيوانات المختلفة والتعرف عليها والاستمتاع باللعب والركض والشمس والهواء.. وكأني اصف يوما في حديقة حيوانات الجيزة في موضوع التعبير في الابتدائي. الحقيقة المشهد مختلف تماما في هذا الفيديو فهو لطفل لم يتعد الثانية عشرة من عمره.. يسير على سجادة حمراء وسط تشريفه ملكية لكونه صاحب السمو الملكي ولى العهد مولاى الحسن بهذه الكلمات افتتح الفيديو وسط "هلومه" من الحراسة المشددة والتشريفة ليتعرف على الوزراء الذين ينحنون ليقبلوا يده ويقف ويستمع للشرح المستفاض من القائمين على الوزارات بالمغرب. الحقيقة أني اعلم جيدا ان هذه المراسم طبيعية في العصور ما قبل الوسطي الا انها شاذة جدا للتعامل مع طفل كان من الممكن أن يفتتح الحديقة وسط ملايين من الاطفال من فئته العمرية.. يلعبون ويمزحون ويستمتعون بالهواء العليل والتعرف على الحيوانات والطيور المختلفة ومن المؤكد أن صناعة الطفولة ليست سهلة لأنها أساس صناعة الرجال.. ولا تكون بانحناء قامتهم ليقبولوا طفلا في عمر حفيدهم لكونه صاحب السمو الملكي.. فماذا لو كان الافتتاح احتفالا للاطفال ومهرجانا كبيرا ليسعد به الاطفال بدلا من هذا الافتتاح شديد الرسمية الذي يقوم به ولى العهد صغير السن.