القاهرة:- استقبل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، صباح اليوم، بمكتبه نيافة البطريرك جريجوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكيا وسائر الشرق للروم الكاثوليك. وأبدى الإمام الأكبر بعض الملاحظات على مجمل مسيرة الحوار الإسلامى المسيحى، وذكر أنه ينبغى أن تقوم هذه المسيرة بعين الإنصاف، وذكر أنه باستطاعتنا القول بأن الحصيلة النهائية لنصف قرن من الحوار فى لبنان والأردن وغيرهما من البلدان لا نجد لها أثراً فى المجتمعات الشرقية، فأنا أضع علامة استفهام كبيرة على هذه المسيرة المتعثرة، والتى أعتقد أنها تحتاج إخلاص وجدية وتجرد من كل تبعية مهما كان شكلها. وأضاف الإمام، أن المسلمين والمسيحيين فى الشرق نسيج وطنى واحد، والديكتاتورية والاستبداد فى الماضى القريب لم يفرق بين مسلم ومسيحى، فالاضطهاد والكبت على الحريات أصاب الجميع، فلا يحق وليس من الوطنية أن ترتفع الأصوات الناعقة هنا وهناك لتشكوا من اضطهاد هذا الفريق أو ذاك. وأبدى الإمام استياءه من تصريحات بعض القادة الدينيين الذين يدعون أن المسيحيين فى الشرق يعانون من الاضطهاد، مؤكدًا أن هذا افتراء على الأمة بمسلميها ومسيحييها، وهو كذب وافتراء يكذبه الواقع، وهو يدخل فى خانة التخويف من المد الديمقراطى الذى يعم العالم العربى. ورحب الإمام بنيافة البطريرك والوفد المرافق، ودار الحديث خلالها عن الوضع الإقليمى والدولى ودور علماء ورجال الدين فى دعم اختيارات الشعوب. وذكر البطريرك أن النموذج المصرى فى التعامل مع الثورة ينبغى أن يكون نموذجاً يحتذى به فى باقى الدول العربية، كما أثنى نيافته على الجهود التى قام بها الأزهر الشريف فى التوفيق بين الفرقاء السياسيين والثقافيين وإصدار وثيقة الأزهر الشريف.