بتغازي:- بدأ مساء أمس عشرات من الشباب الناشطين في منظمات المجتمع المدني الليبية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، اعتصاما مفتوحا بميدان الشجرة، الذي يعتبر مركز انطلاق الثورة الليبية منتصف فبراير الماضي، في ما وصفوه ب "ثورة لتصحيح المسار". بينما تجددت الاشتباكات المسلحة بين قبيلتي الزنتان والمشاشية، جنوب غرب طرابلس، بعد اتهامات وجهت للمشاشية بموالاة القذافي. وفي ميادين بنغازي، طالب هؤلاء الشباب الذين دعوا للاعتصام عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ب "إسقاط" المجلس الانتقالي، مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط الانتقالي، لا للمتسلقين، نوضي (قومي) نوضي يا بنغازي". وفي مقدمة مطالب هؤلاء الشباب تنحية رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل ونائبه عبدالحفيظ غوقة من منصبيهما، إضافة إلى جميع من عمل مع نظام القذافي حسب منشورات وزعوها. كما طالبوا المجلس باعتماد "مبدأ الشفافية"، وأكدوا عدم السماح لأعضائه بأن يكونوا أعضاء في المؤتمر الوطني المنتخب المرتقب، وهو المجلس التأسيسي الذي سيتم انتخابه لوضع دستور ليبيا الجديد. الانتقالي يختار بنغازي عاصمة اقتصادية في غضون ذلك، أعلن المجلس الوطني الليبي الانتقالي قراره بجعل بنغازي "العاصمة الاقتصادية" لليبيا، وقال العضو في المجلس الانتقالي عبد الرزاق العرادي إن وزارات مرتبطة بالنشاط الاقتصادي سيتم نقل مقارها إلى هذه المدينة الواقعة على بعد ألف كلم شرق طرابلس. وأوضح العرادي أن هذا القرار اتخذ بعد الاعتراضات على المجلس الانتقالي التي شهدتها المدينة وذلك "لإرضاء" سكان بنغازي الذين "تم تهميشهم وتناسيهم علما أنهم أدوا الدور الأكبر في الثورة الليبية". وقال المجلس الانتقالي في بيان إن بنغازي استقبلت الثورة لأشهر عدة وكانت أحد العناصر التي سمحت بنجاحها، مؤكدا أنه لن يكون هناك بعد اليوم "تهميش واستبعاد" وأن المستقبل الاقتصادي الذي ينتظر هذه المدينة ومدنا أخرى "سيتجاوز كل التوقعات". اشتباكات مسلحة جنوب غرب طرابلس في شأن مختلف، تجددت الاشتباكات المسلحة في ليبيا بين قبيلتي الزنتان والمشاشية، جنوب غرب طرابلس، بعد اتهامات وجهت للمشاشية بموالاة العقيد الراحل معمر القذافي، وذلك غداة اشتباكات وقعت في مطار طرابلس عندما حاولت عناصر تابعة للجيش الليبي الجديد السيطرة على المطار من مقاتلي الزنتان. جاء هذا في ظل مخاوف من عدم السيطرة على المقاتلين الذين أطاحوا بنظام القذافي تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي، وتحولهم إلى عدة ميليشيات متنافسة خاصة في ظل رفضهم مغادرة العاصمة والعودة لمدنهم. واتهمت قبيلة المشاشية مقاتلي الزنتان بقصف مدينتهم بصواريخ (جراد) وانتهاك حرمات بيوت العائلات، وقطع الماء والكهرباء عن المدينة، فيما قال المقاتلون: إن المشاشية قاموا باختطاف عدد من الأشخاص من بينهم ضباط في الجيش الوطني. وأكد مقاتلو الزنتان في بيان نشر على موقع المركز الإعلامي لمدينتهم، أن "ثوار 17 شباط من جميع مناطق الغرب الليبي، يشنون الآن هجوما كاسحا لتطهير ليبيا من بقايا قوات القذافي المتمركزة في منطقة الشقيقة التي يقطنها المشاشية"، وذكر الموقع نفسه أن "قبيلة المشاشية أقدمت على قتل القائد الميداني من الزنتان سلامة المبروك سلامة واعتقلت شيخ الثورة الطاهر الجديع الذي كثيرا ما ظهر عبر تلفزيونات العالم وهو يحرض أبناء قبيلته على الإطاحة بنظام القذافي". واعترف مقاتلو الزنتان بمحاصرتهم بلدة الشقيقة التي يقطنها المشاشية، وقالوا إنها "أصبحت تشكل خطرا كبيرا على أمن ليبيا"، واعتبروا أن "أهل المشاشية خارجون عن القانون ويملكون أسلحة موجهة لكل الليبيين". ورغم المناوشات واستخدام الأسلحة المختلفة بين القبيلتين المتجاورتين، إلا أن الحكومة الليبية أو المجلس الانتقالي، لم يعلنا بعد عن أي موقف حيال الأمر. وتضاف هذه الحادثة إلى جانب حوادث متكررة أشارت إلى أن المقاتلين الذين شاركوا بالإطاحة بالنظام السابق، ليسوا منتظمين بصف واحد، وليس لهم قيادة موحدة وهم بمعظمهم يدينون بالولاء لقياداتهم الميدانية أو القبلية.