أنقرة:- عقد المجلس العسكري الأعلى في تركيا أول اجتماع له اليوم الاثنين برئاسة رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء بتعيين كوادر قيادية لثاني أكبر جيش في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بعد استقالة العديد من قادته مؤخرا. وأوضحت وسائل الإعلام المحلية أن الاجتماع يجري في وقت تأزمت فيه العلاقة بين الجيش والحكومة، بعد استقالة رئيس هيئة الأركان التركية وقادة القوات البرية والجوية والبحرية يوم الجمعة احتجاجا على توقيف مجموعة كبيرة من الجنرالات والضباط بتهمة التحضير لانقلاب. ويستمر لقاء المجلس العسكري لغاية 4 أغسطس الجاري حيث بمشاركة 16 شخصا (رئيس الوزراء، ووزير الدفاع الوطني، وقادة القوات المسلحة). وفي هذا الصدد أشارت قناة CNN-Turk إلى أن المجلس سيضم هذه المرة 11 شخصا، إلا ان هذا العدد يمكن أن ينقص شخصا في حال إلقاء القبض على قائد جيش إيجة، كما تطلب النيابة العامة في إطار قضية التحضير للقيام بانقلاب. وتم تعيين نجدت أوزيل في منصب وكيل رئيس هيئة الأركان بعد استقالة رئيس هيئة أركان الجيش التركي إيشيك كوشانير. وقالت صحيفة "راديكال" نقلا عن مصادر حكومية، إن موضوع تعيين اوزيل رئيسا جديدا للأركان تم إتخاذه، كما أوضحت أن مسألة تعيين قائد جديد للقوات البرية تم الاتفاق عليها وسيكون المنصب من نصيب قائد الجيش الميداني الأول. ولم تستبعد وسائل الإعلام المحلية تعيينات مفاجئة في قيادة الجيش التركي، الأمر الذي سيتسبب باستقالات جديدة في صفوف الجنرالات التي تنتظر ترقيتها. ويعتبر القرار الذي سيتخذه المجلس مصيريا بالنسبة ل 14 جنرالا وأميرالا موقوفين على ذمة التحقيق في قضية "خطة المطرقة" المتعلقة بالتخطيط للقيام بانقلاب في البلاد. لكن هؤلاء الضباط لن يترفعوا بعد هذه القضية، فأما ينتظرهم التسريح أو تمديد فترة عملهم. واستنفد صبر رئيس هيئة الأركان السابق واقع تواجد 10% من جنرالات الجيش التركي وراء القضبان، ما دفعه الى تقديم استقالته متهما القضاء في السعي لاظهار القوات المسلحة بمثابة "منظمة اجرامية". وكتب الجنرال كوشانير في رسالة الوداع إلى "الأخوة في السلاح": هناك ما يقارب 250 عسكريا موقوفا بدون أمر قضائي، من ضمنهم 173 ضابطا عاملا، بينهم جنرالات وأميرالات وضباط صف. واعتقالهم يخالف القضاء. يشار إلى أن الجيش التركي ذو النفوذ قام بثلاث انقلابات (1960، 1971، 1980). عدا عن ذلك تحت ضغط الجيش تم إبعاد نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء التركي الأسبق في منتصف 1990، الذي عرف بتوجهاته الإسلامية.