رفض مرشحان محتملان لانتخابات الرئاسة في مصر نتائج الاستطلاع الذي يجريه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم حول فرص المرشحين المحتملين لانتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة، فيما اعتبر سياسيون مصريون الاستطلاع "بالون اختبار" أطلقه الجيش المصري لترشيد عدد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة. واستنكر د. أيمن نور، مؤسس حزب الغد المعارض، الاستطلاع واصفًا نتائجه بأنها بعيدة تمامًا عن الواقع وتخص فقط شريحة لا تزيد على 5% من الشعب المصري، وهم مستخدمو "فيسبوك"، وأكد أن التصويت على "فيسبوك" غير عملي وغير معبر عن رأي الشارع، حيث إن التصويت على مواقع التواصل الاجتماعي يكون متاحًا لمن هم تحت السن القانونية للانتخاب وربما الأجانب. وأكد نور أن هناك علامات استفهام تدور حول أسباب اهتمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإجراء هذا الاستطلاع، فضلاً عن أن توقيت إجرائه أيضاً يثير علامات تعجب، معتبراً أن ذلك ليس دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة بل دور وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية الإلكترونية. وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه د. أحمد أبوبركة، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الذي قال: إن إجراء مثل هذا الاستطلاع ليس من اختصاص المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، حتى ولو كان الهدف منه توعية الرأي العام بالعملية الانتخابية الرئاسية المرتقبة، معتبرًا أن الاستطلاع يشوبه الكثير من الشكوك والشبهات، وقال: إن صعود نجم بعض المرشحين كالدكتور البرادعي ليس له دلالة. وأكد أبوبركة أن جماعة الإخوان وكذلك باقي الفصائل السياسية لا تعول كثيرًا على هذا الاستبيان الذي وصفه بأنه غير دقيق. من ناحيته، وصف هيثم إمام، مسؤول الحملة الانتخابية للدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر، الاستطلاع الأخير بأنه "بالون اختبار". وحول حصول الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق واللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق على نسب مرتفعة في الاستطلاع الذي أجراه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمرشحين المحتملين لانتخابات رئاسة الجمهورية، قال إمام إنه من الممكن أن تكون هذه الأصوات التي حصل عليها شفيق وسليمان من الحسابات الوهمية التي كانت مجهزة مسبقًا من قبل الحملات الإلكترونية للحزب الوطني المنحل لدعم جمال مبارك نجل الرئيس السابق للترشح للرئاسة ضمن مشروع التوريث. أما اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فبرر عدم وجود اسمه ضمن قائمة المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المرتقبة بأنه لم يصل إلى قرار نهائي حول هذا الترشيح بعد، بينما المرشحون الواردة أسماؤهم أعلنوا فعلاً ترشيح أنفسهم. واعتبر اللواء سيف اليزل هذا الاستطلاع خاصًا بجماهير الإنترنت الذي لا يتعدى مليوني فرد، أما السواد الأعظم من الشعب فسيقولون كلمتهم في صناديق الانتخابات، خاصة المصريين المقيمين في القرى والنجوع بصعيد مصر والمحافظات التي لا يجيد أغلبهم التعامل مع الإنترنت، على حد قوله. ووصف سيف اليزل الاستطلاع الذي أجراه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه محاولة من المجلس لترشيد عدد المرشحين، مؤكداً أن حصول أحد المرشحين على نسبة كبيرة في هذا الاستطلاع لا يعني أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدعم هذا المرشح. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر قد أجرى استطلاعًا من خلال صفحته على "فيسبوك" بين 18 مرشحًا محتملاً لانتخابات الرئاسة في مصر، وحتى كتابة هذه السطور جاء الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية في المركز الأول بنسبة 34% من المشاركين في الاستطلاع. وجاء الدكتور محمد سليم العوا في المركز الثاني بنسبة أصوات 22%، أما أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري السابق فحصل على نسبة 12%، وجاء في المركز الرابع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل القيادي السابق في جماعة الإخوان بنسبة 9% من الأصوات، كما حل عمرو موسى في المركز الخامس بنسبة 7% فقط. وحصل اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، على نسبة 4%، بينما جاء المرشح الإسلامي الآخر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في مركز متأخر جداً ليحصل على 2% فقط، وحمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة على نسبة 2% فقط، وحصل أيمن نور مؤسس حزب الغد على نسبة 2% فقط، بينما لم يحصل المرشحون المحتملون مجدي حتاتة رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، وعبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمحامي مرتضى منصور، والإعلاميان توفيق عكاشة ومحمد علي بلال والإعلامية بثينة كامل على أي أصوات.