أثارت دعوة حركات شبابية واحزاب سياسية الى تظاهرات حاشدة غدا الجمعة الذي اطلق عليه "ثورة الغضب المصرية الثانية" جدلا واسعا بين المؤيدين والمعارضين لها. ونشرت صحيفة الاهرام الحكومية في صدر صفحتها الاولى امس خبرا بعنوان "12 ائتلافا ترفض المشاركة في جمعة الغضب الثانية وتسميها جمعة الخطر". وقالت الاهرام "قرر 12 ائتلافا وحركة سياسية عدم المشاركة في التظاهر الجمعة المقبل الذي اطلق عليها جمعة الغضب الثانية وطالبت جميع المصريين بالامتناع عن المشاركة فيها لما تنطوي عليه من خطورة بالغة على ثورة 25 يناير وعلى مستقبل مصر". واكدت الاهرام ان من بين هذه الائتلافات والحركات جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية وحزب شباب التحرير. بينما وضعت حركات شبابية اخرى من بينها 6 ابريل من بين مطالبها ضرورة انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد قبل اجراء انتخابات مجلس الشعب المقرر اجراؤها في ايلول المقبل وهو مطلب تتبناه عدة احزاب ليبرالية وترفضه جماعة الاخوان. ساويرس من أشد الرافضين أعرب المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب "المصريين الأحرار"- تحت التأسيس- عن رفضه للدعوات المطالبة بتنظيم مظاهرة مليونية غدا الجمعة، وقال إن مصر تحتاج فى الوقت الحالى لإعادة الأمن والهدوء إلى ربوعها لإعادة دوران عجلة الإنتاج بعد أن أصبح الاقتصاد المصرى على شفا الانهيار، على حد قوله. وأشاد ساويرس- فى لقاء مع أعضاء نادى الجزيرة الرياضى مساء أمس الأربعاء- بثورة 25 يناير لأنها أعادت للمصريين حريتهم و كرامتهم، غير أنه رفض أن يستغل البعض هذه الثورة لتكون "عمل من لا عمل له"، محذرا استغلال المليونيات المتلاحقة للوقيعة بين الجيش والشعب، مؤكدا أن الجيش هو آخر حصن لمصر وأنه فى حال نجح المغرضون فى ضرب الجيش المصرى فإن مصر ستواجه كارثة. وشدد على أن الوقت الحالى يتطلب العمل و تهيئة الأجواء لإعادة دوران عجلة الإنتاج فى المصانع وإعادة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية و طمأنة رؤوس الأموال و رجال الأعمال، محذرا من أن المستثمرين الأجانب والعرب والمصريين لن يستطيعوا العودة للنهوض بالاقتصاد المصرى فى ظل التوتر القائم. شباب الثورة يرفضون الاعتصام المفتوح بميدان التحرير أكدت مصادر من داخل ائتلاف الثورة، أن هناك عدداً كبيراً من التيارات الشبابية داخل الائتلاف، لا توافق على دعوة قلة من الائتلاف، بتحويل مظاهرات الجمعة فى ميدان التحرير وبعض من ميادين مصر إلى اعتصام مفتوح، مؤكدين أن هذا يخدم عدداً من أصحاب المظاهرات الفئوية، كما أنه يعرقل عمل وزارة الدكتور عصام شرف، والتى تسعى جاهده لإنقاذ البلاد من السقوط الاقتصادى. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من ائتلاف الثورة ربما لا يشارك فى مظاهرات الجمعة، وأن من وافق على المشاركة سيقتصر حضوره على المظاهرة فقط، خاصة بعد إعلان عدد من أصحاب المشاكل الفئوية فى المظاهرات، كما أن فكرة جمعة الثورة الثانية تفتح باب الفوضى بشكل كبير ويجعل من احتمالية إقامة ثورات ثالثة ورابعة أمرًا واقعاً، وهو ما يؤدى إلى تضرر الاقتصاد الوطنى، وعبر عدد من شباب الثورة فى العديد من المحافظات عن رفضهم الكامل لتحول المظاهرات السلمية إلى اعتصام مفتوح فى ميادين المحافظات. مصدر كنسى ينفى منع الأقباط من المشاركة نفى مصدر كنسى ما تردد ببعض وسائل الإعلام عن صدور تعليمات من الكنيسة بمنع مشاركة الأقباط غداً فى جمعة الغضب الثانية، مؤكداً أن البابا شنودة الثالث فى رحلته العلاجية بأمريكا لم يصدر أى بيانات أو تعليمات بشأن منع أو نزول الأقباط لميدان التحرير. وقال المصدر، إن الكنيسة لا تتدخل فى الشئون السياسية أو المشاركة العامة فيما يتعلق بحرية أبنائها فى اختيار قراراتهم طبقاً لمشاركتهم وانتماءاتهم السياسية، مشيراً إلى أن الكنيسة لن تكرر ما حدث فى 25 يناير عندما أوصت بعدم خروج الأقباط، وأن الوضع الآن تغير ولكل قبطى حق اختيار الفصيل السياسى الذى يمثله. أقباط ماسبيرو يشاركون ومن ناحية أخرى، قال رامى كامل منسق اتحاد شباب ماسبيرو، إن الاتحاد والأقباط قرروا المشاركة يوم الجمعة مع شركائهم المصريين للمطالبة بالدولة المدنية وتشكيل لجنة لصياغة وإعداد الدستور الجديد قبل الانتخابات المقبلة والمطالبة بتأجيل الانتخابات البرلمانية وإقالة الحكومة الحالية التى فشلت فى حل عدد من الأزمات التى شاهدها المجتمع مؤخراً، ومنها الأزمات الطائفية وعدم تفعيل القانون. وأكد رامى، أن الأقباط سيشاركون أيضاً من خلال انتمائهم فى تيارات سياسية وائتلاف شباب الثورة الأحزاب السياسية والقوى الوطنية. يذكر أن القمص متياس نصر والقس قلوباتير جميل قائدى الاعتصام الأخير لأقباط ماسبيرو قاما بتعليق الاعتصام ومطالبة الأقباط المعتصمين بالعودة إلى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب الثانية للمشاركة مع النشطاء وشباب الثورة وقوى الشعب من أجل دعم المطالب الوطنية لتحقيق سيادة العدالة والقانون والديمقراطية. الإخوان والسلفيون يرفضون وبالنسبة للتيارات ذات المرجعية الدينية، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عزوفها عن المشاركة في فعاليات جمعة الغضب الثانية؛ خاصة في ظل استقلالهم بإقامة فاعلية يوم الثلاثاء تحت مسمى (حائط الثورة) أعلنوا فيه عن استمرار مطالبهم لاستكمال الثورة منفصلين عن باقي التيارات السياسية التي أعلنت اشتراكها في فعاليات بعد غد. أما عن جماعة الدعوة السلفية، فأعلنت هي الأخري عن رفضها للمشاركة في فعاليات (جمعة الغضب)، مبررة ذلك بأنه سيتم استغلالها لفرض بعض المطالب السياسية على المواطن العادي، فضلا عن تأكيد الجماعة على الدور الذي لعبته القوات المسلحة في الحفاظ على الثورة المصرية. وأرجعت الشبكات الاجتماعية علي الإنترنت أسباب رفض الدعوة السلفية في الفعالية إلي عقيدتها الرافضة للخروج علي الحاكم ، وأنها لن تشارك التيارات التي تختلف معها علي المستوي الفكري في فعاليات تختلف فيها الرؤي ؛ وهو نفس ما منع السلفية من المشاركة في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي تنحي الرئيس السابق.