يبدو أن الثورة المصرية ستبدأ في جني ثمارها الأولية، ففي الوقت الذي كان مقرراً فيه أن يشاهد الجمهور المصري مسلسلات يسرا، وليلى علوي، وإلهام شاهين، ونور الشريف، ويحيى الفخراني، وصلاح السعدني كل عام وكأنها مواد إجبارية، جاءت الثورة لتمحو هذه الفكرة، وليُرحم المشاهد هذا العام من أعمال هؤلاء النجوم، الذين كانوا يعيشون في حمى النظام السابق. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، وهو الموسم المفضل للعديد من النجوم والنجمات لتقديم أعمالهم الفنية، بدأت الصورة تتضح أكثر وأكثر خاصة بعد صدور قرار الدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري بعدم شراء مسلسلات القطاع الخاص أو التعامل معه في إنتاج مشترك، وهو ما دفع عدد كبير من المنتجين لإيقاف تصوير أعمالهم، ليتضح في النهاية أن هناك ما يقرب من 34 مسلسلاً قد تم إيقاف العمل بها لأجل غير مسمى. مدينة الإنتاج الإعلامي وعلى رأس القائمة تأتي مدينة الإنتاج الإعلامي والتي كان موضوعا على خطتها تصوير 4 أعمال فقط وهي "همس الجذور" تأليف يسري الجندي وإخراج إسماعيل عبد الحافظ وبطولة صلاح السعدني ودلال عبد العزيز، ومسلسل "ابن موت" تأليف مجدي صابر وإخراج سمير زاهر وبطولة خالد النبوي وعبير صبري، ومسلسل "حبيبي الذي لن أحبه" تأليف محمد صفاء عامر وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، ومسلسل "عريس دليفري" بطولة هاني رمزي وإيمي سمير غانم وتأليف حمدي يوسف وإخراج أشرف سالم. وكانت هذه الأعمال سيتم إنتاجها إلا أن أحداث 25 يناير وما نتج عنها من وجود أزمة مالية طاحنة داخل المدينة جعلها تقوم بتقليص الإنتاج إلي عمل واحد فقط وهو "عريس دليفري" لعدم قدرة المدينة علي إنتاج هذا الكم في الوقت الحالي، والخوف من تسويق هذه الأعمال، وذلك بعد موافقة هاني رمزي على تخفيض أجره والتنازل عن ثلثه لاستكمال المسلسل وعرضه. التليفزيون المصري ويأتي على نفس القائمة قطاع الإنتاج بالتليفزيون والذي كان سيقوم بإنتاج 6 مسلسلات بنظام الإنتاج المباشر وهي "أهل الهوى" تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إسماعيل عبد الحافظ وبطولة إيمان البحر درويش ونيرمين الفقي، ومسلسل "شجرة الدر" تأليف يسري الجندي وإخراج مجدي أبو عميرة وبطولة سلاف فواخرجي، ومسلسل "الدم والعصافير" تأليف عمرو عبد السميع وإخراج أحمد صقر وبطولة صلاح السعدني، و"الميراث الملعون" تأليف محمد صفاء عامر وإخراج محمد حلمي وبطولة فاروق الفيشاوي، بالإضافة إلى المسلسل الديني "أسماء بنت أبي بكر" تأليف بهاء الدين إبراهيم وبطولة صابرين ومحمد رياض. بالإضافة إلى المسلسلات التي كان سيقوم القطاع بالدخول فيها بنظام المنتج المشارك، ومنها مسلسل "الصفعة" لشريف منير ومحمد رجب، و"مسيو رمضان مبروك" لمحمد هنيدي ونسرين إمام وكليهما للمنتج تامر مرسي، ومسلسل "آدم" لتامر حسني ومي عز الدين مع المنتج محمود شميس. مسلسلات صوت القاهرة وعلى نفس القائمة تأتي شركة صوت القاهرة والتي قامت بإلغاء التعاقدات التي أبرمتها مع شركات الإنتاج الخاصة مثل شركة "إنترناشيونال" فيلم التي يمتلكها الفنان سمير صبري وكانت ستشارك معها في إنتاج مسلسل "عوام علي بر الهوى" عن قصة حياة الفنان محمد فوزي وكتب له السيناريو والحوار مصطفي جمعة ويخرجه عمرو عابدين، وتم إلغاء التعاقد مع شركة "سليم ميديا" وكانت تنتج مسلسل "مع سبق الإشهار" بطولة لطيفة وإياد نصار، وكذلك شركة "ذي جيت ميديا جروب" منتجة مسلسل "كاريوكا" لوفاء عامر. أما المسلسلات التي ستنتجها صوت القاهرة بشكل مباشر فهي مسلسل "عائلة كرامة" لحسن يوسف وعفاف شعيب، و"تلك الليلة" لحسين فهمي، و"لحظة ميلاد" لصابرين و"نور مريم" لنيكول سابا، وهذه المسلسلات يتم تصويرها حالياً، وإن حدث فيها بعض المشكلات من آن إلى آخر بسبب عدم توافر السيولة المادية لدى الشركة. الشركات الخاصة يبدو أن المشاكل لا تأتي على القطاع العام وحدة إذ تأثرت شركات الإنتاج الخاصة التي قرر عدد منها تأجيل أعمالها، ومنها مسلسل "حكايات بين السطور" لليلى علوي إنتاج أشرف صقر، ومسلسل "النيل الطيب" لمحمود حميدة، وكذا مسلسلي "قضية معالي الوزيرة" لإلهام شاهين، و"بين الشوطين" لنور الشريف، والمسلسلان إنتاج كينج توت، وكذلك مسلسل "بواقي صالح" ليحيي الفخراني وإنتاج محمد فوزي، ومسلسل "شربات لوز" ليسرا، ومسلسل "أهل إسكندرية" لجومانا مراد والمسلسلان إنتاج محمود بركة، و"مسلسل كاريوكا" لوفاء عامر، بجانب مسلسلي "الحكر" لفتحي عبد الوهاب، و"الكيف" لنضال الشافعي، وهما إنتاج شركة "بانوراما دراما". وتم كذلك إلغاء تقديم مسلسلات "ابن أمه" لحمادة هلال وإنتاج "فيردي"، ومسلسل "الضاحك الباكي" لصلاح عبد الله وإنتاج صادق الصباح، ومسلسلي "الشوارع الخلفية" لجمال سليمان، و"الناجون من النار" إنتاج العدل جروب، ومسلسل "ذات" لنيللي كريم وإنتاج جابي خوري، ومسلسل "عابر سنين" لكمال أبو رية وإنتاج شركة "فرح ميديا". للنقاد رأي ومن جهتها أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن ما تشهده الساحة الدرامية حالياً أمور ربما تكون مفيدة وفي صالح الدراما المصرية والتي أصابتها الشيخوخة خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن حالة الفقر الدرامي هذه تدفعنا للتفاؤل بأن موسم رمضان سيكون فرصة لظهور الأعمال الجيدة فقط، كما أنه سيريح المشاهد من التخمة الدرامية التي كانت تصيبه كل عام. وحذّرت موريس من مغبة سيطرة الدراما التركية والإيرانية على عقل المشاهد المصري، بموضوعاتها التي لا تمت للواقع الذي نعيشه كمصريين بشيء، وهو ما يعتبر تهديداً مباشراً لصناعة الدراما المصرية.