كشف تقرير إحصائي أعدته شركة "تكنو وايرلس" المصرية المتخصصة في التسويق الإلكتروني وشبكات الهاتف المحمول، وحصلت عليه وكالة "رويترز" مؤخراً، أن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في مصر سجل زيادة كبيرة في أعقاب "ثورة 25 يناير" التي استمرت 18 يوماً، وأطاحت الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم 11 فبراير الماضي. كما تغير نمط اهتمامات الناس بمحتويات الانترنت. ولعبت الانترنت بشكل عام وموقعا "فيسبوك" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي بشكل خاص، إضافة إلى موقع "يوتيوب" لتبادل ملفات الفيديو، دوراً فاعلاً في الانتفاضة الشعبية المصرية، واشتهرت جملة جرى تداولها على الانترنت بعد الثورة تقول "الثورة بدأت على فيسبوك وأعطاها تويتر دفعة وقادها موظف في جوجل"، في إشارة إلى مدير تسويق شركة "جوجل" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الناشط وائل غنيم. كما لجأ "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" الحاكم حاليا والحكومة السابقة برئاسة أحمد شفيق والحكومة الحالية برئاسة عصام شرف إلى انشاء صفحات رسمية على فيسبوك للتواصل مع "شباب الثورة". وقال التقرير الصادر تحت عنوان "الثورة الثانية" أو (ثورة 2.) على نمط طريقة كتابة أسماء الإصدارات المطورة من برامج الكمبيوتر، إن عدد مستخدمي الانترنت في مصر قبل 25 يناير الماضي كان يبلغ 21,2 مليون شخص لكنه ازداد بنسبة 8,9% إلى 23,1 مليون مستخدم، وأضاف أن فترات استخدام شبكة الانترنت في مصر تزايدت أيضاً، إذ أصبح المستخدم يقضي 1800 دقيقة شهرياً في تصفح مواقعها بعد الثورة مقارنة مع 900 دقيقة قبلها. وذكر التقرير أن عدد مستخدمي "فيسبوك" قبل 25 يناير كان 4,2 مليون شخص لكنه ارتفع 23,8% بعد الثورة الى 5,2 مليون مسخدم، أما عدد مستخدمي "تويتر" فارتفع من 26800 مستخدم إلى 44200 مستخدم. وأضاف أنه خلال الأسبوع الأول من الثورة تمت مشاهدة 8.7 مليون صفحة على "يوتيوب" على الرغم من قطع السلطات المصرية خدمات الانترنت في جميع ربوع البلاد من يوم 28 يناير حتى مطلع فبراير. وقال رئيس مجلس إدارة "تكنو وايرلس" مصطفى أبو جمر رداً على سؤال من وكالة "رويترز" بشأن الآلية التي اعتمدت عليها الشركة في جمع الاحصاءات "نعتمد على تقنيات عالية الدقة فى مراقبة وإحصاء مستجدات وتغيرات الأسواق الرقمية بمصر ومن أهم هذه التقنيات استخدام قواعد بيانات ضخمة"، كما يتم رصد سلوكيات استخدام الانترنت والمتغيرات التي تطرأ عليها بصفة يومية، مما يمكننا من تقديم أدق الاحصاءات والتقديرات في هذا المجال". وربما تفتح هذه الزيادة الكبيرة في اعداد مستخدمي الشبكة المجال امام توسع سوق الانترنت في مصر. وقال ابو جمر "نحن في تكنو وايرلس نتوقع قفزات واسعة في نشاط أعمال الانترنت في مصر بصفة خاصة ونرى ضرورة توعية متخذي القرار في كبرى الشركات لاستخدام هذا السوق الواعد لتسويق خدماتهم ومنتجاتهم". وقال المدير التنفيذي لشركة "جوجل" في مصر وشمال أفريقيا وائل الفخراني للوكالة ذتها "من المؤكد أن لهذه الزيادة في اعداد المستخدمين مردودا جيدا على سوق الانترنت. فكلما زاد عدد المستخدمين، زاد عدد المعلنين وهو ما سيعود بالنفع على جميع الشركات العاملة في مجال الانترنت في مصر". ورصد التقرير اختلافا في سلوكيات المستخدمين المصريين على الانترنت بعد 25 يناير، اذ كانوا قبل ذلك "أكثر اهتماما بالترفيه" وأصبحوا الآن "أكثر دراية بكيفية استخدام ادوات الانترنت"، وقال "لأول مرة، تعلموا استخدام المواقع الوسيطة والتغلب على تعطيل الشبكات الاجتماعية والبحث عن الاخبار ذات الصدقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية". وقال الخبير الإعلامي المصري ياسر عبد العزيز للوكالة ذاتها "باتت شبكة الانترنت إحدى أدوات التغيير والفعل السياسي، وهذا ما يبرر التصاعد الكبير في اعداد المستخدمين وتوقيتات البقاء على الشبكة من جهة، والتغير في نمط الاستخدام من جهة أخرى". وأضاف "في أوقات الغموض والخطر والتغيير السياسي وتكوين المواقف، يكون من الطبيعي أن يلجأ الجمهور إلى مصادر اخبارية فيما تتراجع معدلات التعرض للمحتوى الترفيهي. فبعد سنوات من تسيُّد المحتوى الترفيهي والرياضي والديني لمشهد الانترنت، يتعاظم دور المحتوى الإخباري بسبب عودة السياسة إلى الشارع".
