قال المعهد الايطالي للجيوفيزياء ودراسات البراكين أن الزلزال الذي ضرب اليابان أدى على ما يبدو إلى إزاحة محور دوران الأرض عشرة سنتمترات. وقال مدير الأبحاث في المعهد انطونيو بيرسانتي في بيان نشر على موقع المعهد على الانترنت أن "نتائج أولية لدراسات أجراها المعهد الايطالي تشير إلى أن الزلزال أدى على ما يبدو إلى إزاحة محور دوران الأرض حوالي عشرة سنتمترات". وأضاف أن هذه الحركة "اكبر بكثير من تلك التي سجلت بعد الزلزال الذي ضرب جزيرة سومطرة في 2004 وتأتي في المرتبة الثانية بعد الزلزال الذي ضرب تشيلي في 1960". وكانت وكالة الفضاء الايطالية أكثر تحفظا معتبرة انه يتوجب جمع معطيات إضافية قبل تحديد حجم تحرك المحور بدقة. ويمكن أن يؤثر تغير في محور دوران الأرض على مدة اليوم الشمسي لكنها تبدلات طفيفة وقد لا تلاحظ ولا يتجاوز حجمها بضعة أعشار مليونية من الثانية. ألف قتيل وأشارت تقارير أولية إلى أن نحو ألف شخص قتلوا جراء الزلزال العنيف الذي ضرب السواحل الشمالية اليابانية وأحدث دمارا كبيرا وتسبب في حدوث أمواج تسونامي وصلت تأثيراتها إلى شواطئ الولاياتالمتحدة. وقد أعلنت الحكومة اليابانية حالة الطوارئ في محطة نووية ثانية بعد مفاعل فوكوشيما الذي تشير تقديرات إلى ارتفاع مستوى الإشعاع النووي فيه بألف عن المعدل الطبيعي. وتسود مخاوف من كارثة إنسانية كبيرة إثر الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجات على مقياس ريختر وهو الأعنف الذي يضرب اليابان منذ نحو 140 عاما، وتشير المعلومات الأولية إلى وقوع خسائر فادحة جراء موجات المد العنيف التي بلغ ارتفاع أمواجها في بعض المناطق عشرة أمتار واجتاحت في طريقها مبانيَ وجرفت سيارات ومزارع. وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية انجراف 1800 منزل على الأقل بسبب موجات مد عاتية (تسونامي)، وأنها خصصت ثماني طائرات استطلاع عسكرية لتقييم حجم الأضرار. إغلاق مصانع السيارات كما أغلقت مصانع للسيارات والإلكترونيات ولحقت أضرار كبيرة بالعديد من الطرق وانقطع الكهرباء عن ملايين المنازل والشركات وأغلقت عدة مطارات بينها مطار ناريتا في طوكيو وتوقفت خدمات السكك الحديدية وأغلقت جميع الموانئ. وفي غضون ذلك أعلنت الحكومة اليابانية حالة الطوارئ في محطة نووية ثانية عقب إعلانها في وقت سابق حالة الطوارئ في مفاعل فوكوشيما النووي شمال شرق اليابان بعد توقف أنظمة التبريد فيه. وذكرت وكالة أنباء كيودو نقلا عن وكالة السلامة النووية اليابانية أن قياسات الإشعاع في محطة فوكوشيما النووية ارتفعت عن القياسات الطبيعية بألف ضعف. وثارت مخاوف بشأن تسرب بخار مشع من المحطة بسبب ارتفاع الضغط داخلها بعد أن دمر الزلزال على ما يبدو إمدادات الكهرباء والمياه وتعطلت أنظمة تبريد المحطة. وقرر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان توسيع عمليات الإخلاء حول المحطة إلى دائرة نصف قطرها يبلغ 10 كيلومترات وسط احتمال تسرب إشعاعي. وكانت السلطات قد أعلنت فور وقوع الزلزال إجلاء السكان على بعد 2 كيلومتر من المحطة وطلبت من السكان على بعد 10 كيلومترات البقاء داخل منازلهم. وفي تطور لاحق ذكر التلفزيون الياباني الرسمي أن زلزالا بقوة 6.6 درجات ضرب شمال غرب اليابان اليوم السبت بعد ساعات من الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق البلاد. استبعاد تأثر السواحل المصرية بتسونامي اليابان استبعد العالم المصري أستاذ الطبيعة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية الدكتور إبراهيم معيزة أن يكون هناك تأثير علي السواحل المصرية جراء الزلزال الذي ضرب سواحل شمال اليابان صباح يوم الجمعة. وقال معيزة، في تصريح له ، إنه لن يكون هناك تأثير على كافة الدول المطلة علي البحر المتوسط والبحر الأحمر، مؤكداً أن مضيقي باب المندب وجبل طارق يعملان على منع تلك الأمواج ''تسونامي'' القادمة من المحيطات ودخولها لمنطقة البحرين الأحمر والمتوسط. وأوضح معيزة أن سرعة أمواج تسونامي تصل إلى 800 ميل في الساعة أي ما يقارب سرعة طائرة نفاثة ويصل ارتفاع تلك الأمواج في البحر المفتوح إلى 20 سم فقط وذلك في الأعماق التي تصل إلى أربعة، كما ويزداد ارتفاعها كلما اقتربت من الشواطئ لتصل إلى 20 متراً.