طرابلس:- في طلة بهية خرج سيف الإسلام القذافي على الليبيين في بيان تلفزيوني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين قائلا إن والده سيحارب الثورة الشعبية حتى آخر رجل وذلك في الوقت الذي انضم فيه مواطنون في العاصمة طرابلس إلى الاحتجاجات لأول مرة بعد أيام من الاضطرابات العنيفة في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وتجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع العاصمة طرابلس وأعلن زعماء قبليون رأيهم صراحة ضد القذافي وانضمت وحدات بالجيش للمعارضة في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا المصدرة للنفط واحدة من أدمى الثورات التي تهز العالم العربي. وظهر سيف الإسلام على التلفزيون الوطني في محاولة لتهديد وتهدئة الناس في الوقت نفسه قائلا إن الجيش سيفرض تطبيق الأمن بأي ثمن. وقال "نحن معنوياتنا مرتفعة والقائد معمر القذافي يقود المعركة في طرابلس ونحن معه والقوات المسلحة معه.. لن نفرط في ليبيا سنقاتل حتى آخر رجل وحتى آخر امرأة وآخر طلقة ولا يمكن نتركها بلادنا". اتهام المنفيين بتأجيج العنف وأنحى سيف الإسلام باللائمة على منفيين ليبيين في تأجيج أعمال العنف. ولكنه وعد أيضا بإجراء حوار بشأن الإصلاحات وزيادة الرواتب. وربما يكون هذا التملق غير كاف لإطفاء نار الغضب الذي انطلق بعد 40 عاما من حكم القذافي في انعكاس للأحداث في مصر حيث أطاحت منذ 10 أيام ثورة شعبية بالرئيس حسني مبارك الذي كان يبدو منيعا. أمريكا تدرس اتخاذ "كل الإجراءات الملائمة" على الجانب الآخر، صرح مسئول امريكي بأن أمريكا تدرس اتخاذ "كل الإجراءات الملائمة" ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين وتقوم بتحليل كلمة سيف الإسلام القذافي لمعرفة ما إذا كان هناك إمكانية لإجراء إصلاح جاد. وأضاف المسئول أنه يجري إطلاع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل منتظم على التطورات السريعة في ليبيا وأن إدارته ستسعى إلى الحصول على إيضاحات من كبار المسئولين الليبيين مع حثها على إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. استقالة السفير الليبي في الهند وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الاثنين أن علي العيساوي سفير ليبيا لدى الهند قدم استقالته احتجاجا على قمع حكومته العنيف للمتظاهرين. وقالت "بي.بي.سي" على موقع خدمتها بالعربية على الإنترنت إن العيساوي اتهم أيضا الحكومة بنشر مرتزقة أجانب ضد المحتجين. وفي مدينة بنغازي بدا أن المحتجين يسيطرون بشكل كبير على المدينة الساحلية بعد أن أجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب إلى مجمع. وأضرمت النار في مبان حكومية ونهبت. بوادر حرب أهلية وفي أول علامة على وقوع اضطرابات خطيرة في العاصمة اشتبك آلاف المحتجين مع أنصار القذافي. ودوت أصوات إطلاق النار خلال الليل واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشق بعضهم صور القذافي بالحجارة. هجوم على شركة كورية وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم أن مئات الليبين الذين كان بعضهم مسلحا بسكاكين وبنادق هاجموا موقع بناء تديره شركة كورية جنوبية في طرابلس مما أدى إلى وقوع اشتباك أصيب فيه 4 أجانب على الأقل. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن 223 شخصا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام من العنف . وكان معظمهم في بنغازي مهد الانتفاضة وهي منطقة قبضة القذافي فيها أضعف دائما من المناطق الأخرى في ليبيا. وتراجع أيضا التأييد للقذافي بين القبائل الصحراوية في ليبيا. والقذافي نجل راعي أغنام استولى على السلطة في عام 1969. وهدد زعيم قبيلة الزوية الشرقية بوقف صادرات النفط اذا لم توقف السلطات ما وصفه بقمع المحتجين. وقال الشيخ فراج الزوي لقناة "الجزيرة" إنه سيوقف صادرات النفط للدول الغربية في غضون 24 ساعة إذا لم تتوقف أعمال العنف. والانتفاضة الليبية واحدة ضمن سلسلة ثورات تنتشر كالنار في الهشيم عبر العالم العربي منذ ديسمبر مما أدى إلى إسقاط رئيسين ظلا يحكمان لفترة طويلة في تونس ومصر وتهدد أنظمة راسخة وغير راسخة ابتداء من البحرين حتى اليمن. ويتابع الغرب الموقف بقلق مع سقوط حلفاء وخصوم قدامى أو تعرضهم للخطر.