قدرت "هيومان رايتس ووتش" حصيلة قتلى احتجاجات شعبية تعم مدن ليبية منذ الأربعاء، ب84 قتيلاً، على الأقل، في غضون ثلاثة أيام. وذكرت المنظمة الحقوقية أن تقديراتها تعتمد على مقابلات هاتفية أجرتها مع شهود عيان ومصادر طبية في ليبيا. والجمعة، سقط 20 قتيلاً على الأقل وأكثر من مائتي جريح في مواجهات اندلعت بين قوات الأمن الليبية وآلاف المحتجين في مدينة بنغازي شرقي الجماهيرية الليبية، وفق ما أكدت مصادر طبية . وشهدت مدينة بنغازي، إحدى كبرى المدن الليبية، مظاهرة حاشدة ظهر الجمعة، شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين، الذين حملوا جثث قتلى المواجهات التي وقعت في وقت سابق من الأسبوع الماضي بين قوات الأمن والمتظاهرين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي. وأفاد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا" المعارضة، محمد عبد الله، بأن مسلحين ينتمون للجان الشعبية (الحكومة الليبية)، أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، دون أن يتضح ما إذا كانت المواجهات قد أسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا، كما لم تتوافر أي معلومات بشأن حصيلة ضحايا المواجهات السابقة. وكانت العديد من المواقع التابعة للمعارضة الليبية قد دعت المتظاهرين للخروج إلى الشوارع بمختلف المدن الليبية في "يوم الغضب" في 17 فبراير/ شباط الجاري، الذي يوافق ذكرى احتجاجات عام 2006، والتي قُتل خلالها 12 متظاهراً على يد قوات الأمن الليبية. وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "مع تأكيد الشعوب من تونس إلى مصر إلى البحرين إلى إيران على حقهم في الاحتجاج، نرى الحكومة الليبية ترد بنفس الأسلوب الخاطئ. على العقيد معمر القذافي أن يتعلم من جيرانه السابقين أن الاستقرار يجب أن يضم احترام الحق في التظاهر السلمي". قطع اتصالات الانترنت من ناحية أخرى قطعت اتصالات الانترنت ليل الجمعة السبت في ليبيا، حيث يحاول النظام منع المتظاهرين المناهضين للحكومة من تنظيم أنفسهم، والاتصال في ما بينهم، بحسب "أربور نيتووركس" الشركة المتخصصة بمراقبة حركة الانترنت، ومقرها في الولاياتالمتحدة. وقالت أربور نيتووركس إن ليبيا "قطعت فجأة" اتصالات الانترنت عند الساعة 16:15 (00:15 ت غ السبت)، أي 2:15 ت غ في ليبيا، مشيرة إلى أن اتصالات الانترنت كانت مضطربة أصلاً خلال نهار الجمعة.