تظاهر مئات الأقباط داخل كاتدرائية العباسية للتنديد بالقبض على زملائهم عقب أحداث شغب "كنيسة العمرانية". جاء ذلك فى الوقت الذى علق فيه البابا شنودة على الأحداث خلال عظته الاسبوعية بكاتدرائية العباسية بالقول :"ربنا يستر ويعدِّى الأيام دى على خير.. أنا حزين.. بعض الأشخاص بيستغلوا سلطاتهم بشكل خاطئ". وكان عدد كبير من الاقباط قد تجمهروا أسفل الكوبرى الدائرى بالمنيب، كما تجمهر آلاف الأقباط بمنطقة "الكُنيسة" بالطالبية فى شارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، احتجاجا على ما وصفوه بمنع بناء كنيسة العذراء والملاك، مما دفع قوات الأمن لإلقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين وكذلك قذفهم بالطوب والحجارة لتفكيكهم. وتعد احتجاجات الكاتدرائية هى الرابعة للاقباط، بعد احداث الشغب التى اندلعت فى تمام الساعة السابعة وحتى التاسعة من صباح اليوم أمام مقر محافظة الجيزة، وبعد نجاح قوات الأمن فى تفكيكها انتقلوا إلى حى العمرانية لعمل المظاهرة الثانية والتى تسببت فى إحداث تلفيات بالحى، وبعدها انتقلوا إلى منطقة "الكنيسة" ثم الى كاتدرائية العباسية اثناء العظة الاسبوعية للبابا شنودة. وقد سيطرت أحداث الشغب بحى العمرانية بالجيزة على الأجواء التى أحاطت بالعظة الأسبوعية للبابا شنودة، غير أنه لم يتطرق إليها فى حديثه. وأثناء العظة فاجأ شباب مسيحيون الحضور والبابا برفع لافتات احتجاجية، إلا أن الأساقفة بالكاتدرائية توجهوا إليهم على الفور وحصلوا على لافتاتهم وقاموا بتهدئتهم، فيما تفرغ البابا لتكملة عظته. ورداً على أحد الأسئلة التى تناولت أحداث أبو تشت التى وقعت بمحافظة قنا ليلة عيد الأضحى، طالب البابا شنودة الحكومة بتعويض الأقباط الذين حُرِقَت منازلهم هناك، وقال "لو الدولة مش قادرة تعوضهم إحنا هنتكفل بالأمر". وتابع البابا قائلاً "ربنا يستر ويعدِّى الأيام دى على خير.. أنا حزين.. بعض الأشخاص بيستغلوا سلطاتهم بشكل خاطئ". يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، أن النيابة العامة سوف تتصدى بكل حزم لكل الأفعال التى تشكل جرائم ضد مرتكبيها، وفقا لأحكام الدستور والقانون، وأنه سوف يتم مواجهة أى خروج على الشرعية القانونية ومعاقبة مرتكبيه. وقد انتقل فريق من المحققين إلى مستشفيات أم المصريين والجيزة الدولى ومستشفى الشرطة لسؤال المصابين عن أسباب إصاباتهم ومعلوماتهم عن الحادث، وقد تمكنت الشرطة من ضبط 133 متهما، خلاف المصابين المشاركين فى تلك الأحداث، وجارى عرضهم على النيابة لاستجوابهم. وقد أمر النائب العام بتشكيل فريق من المحققين برئاسة المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، ضم عددا من رؤساء وأعضاء النيابة، كما انتقل المحامى العام إلى مبنى المحافظة لتفقد الآثار التى نتجت عن تلك الأحداث المؤسفة، وتبين له إتلاف البوابة الحديدية المؤدية إلى مبنى المحافظة وثلاثة سيارات للمحافظة تابعة للأمن المركزى وإتلاف بعض اللافتات.