لندن:- حكم القضاء البريطاني يوم الاربعاء بالسجن مدى الحياة على الأمير سعود أحد أحفاد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إثر إدانته بقتل خادم له في فبراير الماضي في فندق في لندن. وصدر الحكم بعد أن أدانت هيئة محلفين تضم 12 عضوا الأمير بتهمتي القتل العمد وإلحاق أذى جسدي خطير بخادمه، في مداولات لم تستغرق أكثر من ساعة، وهو أمر غير مسبوق بحسب آراء بعض الخبراء القانونيين. آل سعود كانوا يتوقعون إدانة بالقتل الخطأ وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه يحق للأمير السعودي التقدم بطعن ضد حكم الإدانة، وأن عائلة الأمير أعربت عن صدمتها من الحكم، وإنها كانت تتوقع فقط إدانته بالقتل الخطأ. وقالت المحكمة في حيثيات الإدانة إن "جريمة القتل توجت سلسلة من الاعتداءات" التي قال المحلفون إن الأمير ارتكبها بحق مساعده "بهدف التسلية". وكان الأمير بحسب ما جاء في وثائق الإدعاء تحت تأثير الكحول عندما ارتكب الجريمة. واستمع المحلفون إلى شهادات تفيد بأن الضحية كان في حالة من الوهن يوم 15 فبراير بتأثير الاعتداءات المتكررة عليه، لدرجة أنه لم يستطع حتى محاولة الدفاع عن نفسه حين تعرض للقتل. وادعى المتهم أمام المحكمة أنه استيقظ بعد الظهر وحاول إفاقة مساعده من غيبوبة وجده فيها. وكانت المحكمة قد استمعت في آخر جلسة إلى مرافعة الدفاع بعد أن لخص للقاضي ولهيئة المحلفين اتهاماته وأدلته في كلمة نهائية. صور التقطت داخل مصعد كانت السبب في فتح القضية وكانت نقطة انطلاق الدفاع من الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة الأمنية في مصعد فندق لاند مارك الفاخر بوسط لندن مسرح الجريمة، والتي تظهر الأمير وهو يعتدي على مساعده بندر عبد العزيز، في 22 يناير الماضي، أي قبل أقل من شهر على حادثة القتل. وقال محامي الدفاع جون كيلسي فراي لهيئة المحلفين إن الضرب الذي تعرض له القتيل لا يمكن أن يفضي إلى الموت، مستندا إلى تقرير الطب الشرعي الذي خلص إلى أن آثار الضربات والإصابات على جثة المجني عليه غير قاتلة. وكان قد عثرعلى جثة بندر في الغرفة رقم 312 من الفندق المذكور. وجاء في عريضة الاتهام أن الأمير سعود "هو من نفَّذ عملية القتل"، وأن الإصابات العديدة التي وُجدت على جثة القتيل، ومنها عض على الوجه، أظهرت بوضوح "وحشية الهجوم الذي كان قد تعرض له". وكان الأمير سعود قد نفى في تحقيقات الشرطة تهمتي القتل العمد وإلحاق أذى جسدي جسيم ببندر، إلا أنه أقر بتهمة القتل الخطأ.