تبدو النحافة والاستمتاع بجسد رشيق لهما ضريبة كبيرة تدفعها المرأة من عمرها وقدرتها على الإنجاب.. فقد أظهرت دراسات جديدة أن السيدات النحيفات هن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في الخصوبة قد تؤدي بهن إلى العقم. ووجد العلماء أن للنحافة كما للبدانة جوانب سلبية متعددة فتناول أغذية قليلة الدسم باستمرار مع ممارسة تمارين رياضية بصورة ثابتة قد يؤثر في قدرة المرأة على الحمل حتى وإن ظهرت بكامل صحتها وقوتها وحذر الدكتور محمد سمور استشاري أمراض النساء والولادة بجامعة عين شمس من أن فقدان مقدار صغير من الوزن قد يضع السيدات النحيفات في خانة العقم موضحين أن الوزن الزائد وكذلك الوزن المنخفض الذي يقل كثيرا عن الطبيعي قد يؤثر في فرص المرأة في الحمل والإنجاب حيث يؤثر نقص كميات الدهون في الجسم في خطر الإصابة بضعف الخصوبة. ولفت الخبراء إلى أن الكثير من النساء اللاتي يحافظن على نحافتهن يعانين فعليا من مشكلات العقم وعدم القدرة على الإنجاب حتى وإن بدين أصحاء ويمارسن حياتهن الطبيعية خصوصا بعد أن أظهرت البحوث أن الفتاة في سن ما قبل الحيض ويبلغ طولها خمسة أقدام وثلاث بوصات يجب أن تزن على الأقل 41 كيلوجراما لتتمكن من الحمل. أما الفتاة في العشرينات من عمرها وفي الطول نفسه فيجب أن يزيد وزنها على 46 كيلوجراما لتستمر لديها عمليات الإباضة. فيرافق النحول Anorexia Nervosa والسمنة الشديدة توقف عملية الاباضة عند المراة، والتي تعود بعد استرجاعها وزنها كما كان من قبل. خصوبة النحيفات وحذر الدكتور محمد على إبراهيم استشاري أمراض النساء من أن خصوبة السيدات النحيفات قد تتأثر أيضا، فتتوقف لديهن الدورة الشهرية و الاباضة بسبب عدم تناولهن سعرات حرارية كافية، وبالتالي يدخل الجسم في مرحلة النجاة والعيش بدلا من الخصب والإنتاج. وأوضح هؤلاء أن المستويات المنخفضة من فيتامينات (ب) والزنك والماغنسيوم بسبب سوء التغذية تؤثر في كيميائية الدماغ والوظائف الهرمونية، فيتعكر المزاج ويفقد الإنسان الرغبة الجنسية، لافتين إلى أن دهون الجسم ترتبط أيضا بهرمون الخصوبة الأنثوي المعروف بالاستروجين، لذا فان وجود نسبة أقل من هذه الدهون يقلل إنتاج كميات كافية من الهرمون الأنثوي فيعرض المرأة للعقم. وأشار الدكتور محمد إلى أن النحافة الشديدة تؤثر أيضا في جهاز المناعة في الجسم، فقد أكدت الدراسات أن النقص الغذائي يضعف المناعة فيصبح الإنسان أقل قدرة على مقاومة الأمراض كالبرد والزكام والأنفلونزا والانتانات الجرثومية ويصبح أكثر استعدادا للمرض. وينصح الدكتور محمد جميع النحفاء بتناول أطعمة منشطة للمناعة كالفلفل الأحمر والكرز والتوت والحمضيات وزيادة مستويات الزنك في أجسامهم لاكتساب مقاومة أكبر ضد الانتانات. فمن المعروف أن الإنسان النحيف جدا يخسر طاقته لأن نقص الحريرات يعني قلة الطاقة التي ينتجها جسمه من تحويل السعرات ومعالجتها، فلا يتوافر الوقود المناسب لإدارة العمليات الحيوية الضرورية، مما يسبب الشعور بالتعب والإجهاد والإرهاق طوال الوقت. وفسّر ذلك بأن قلة الطعام تبطئ عمليات الأيض، لأن الجسم يتجه نحو نظام الجوع والحفاظ على السعرات، مما يؤدي إلى تخزين الدهون وزيادة الوزن في حال زاد الشخص من استهلاكه للطعام فيما بعد، محذرين من أن عدم وجود كميات كافية من الطعام في الأمعاء يؤدي إلى خمول الجهاز الهضمي والإصابة بتقلصات البطن والانتفاخ والإمساك. ويتعرض النحفاء أيضا للإصابة بفقر الدم (الأنيميا) وذلك بسبب نقص الحديد في الجسم الذي لا ينتج كميات كافية من الهيموجلوبين، فتنقص خلايا الدم الحمراء ويضعف نقل الأكسجين إلى الأنسجة. وأشار الدكتور محمد أن دراسة إيطالية تابعت أكثر من عشرة آلاف ولادة عن أن السيدات النحيفات قبل الحمل، أكثر إنجابا للبنات وأقل إنجابا للذكور. فقد وجد الباحثون أنه لكل 100 بنت تولد لنساء تقل أوزانهن قبل الحمل عن 60 كيلوجراما، كان هنالك 68 ذكرا فقط في حين أنجبت الأمهات اللاتي زادت أوزانهن على ذلك ذكورا أكثر بنسبة 10 في المائة الصحة الإنجابية وأكد ياسر ابو طالب استشارى امراض النساء بجامعة عين شمس أن التغذية الجيدة تلعب دوراً مهماً في المحافظة على الصحة الإنجابية للمرأة فالإفراط في الوزن أو النحافة الشديدة يؤثران سلباً في وظائف المبيضين لديها وتسبب عدم انتظام الدورة الشهرية التي تعتبر إحدى آليات الوقاية من المشكلات التي تحدث أثناء الحمل وقد توقفها. من جهة أخرى حذر الدكتور ياسر أبو طالب استشاري أمراض النساء والولادة بجامعة عين شمس من أن وصفات الريجيم العشوائية وغير المدروسة التي تنشرها المجلات النسائية للمحافظة على رونق المرأة ورشاقتها قد تسبب العقم. وقال إن اتباع الشابات والمراهقات وصفات الريجيم باستمرار حفاظاً على أشكال أجسامهن، يعتبر أحد أهم أسباب أمراض العقم النسائية التي تتزايد باستمرار وأضاف الدكتور ابو طالب أن إحصائية حديثة أجريت في باريس مؤخراً، قد أظهرت أن ما بين 15 و20% من النساء يطلبن استشارات الأطباء المختصين بالعقم ويعانين من اضطرابات في التغذية والنظام الغذائي تؤثر بطريقة مباشرة في الدورة الشهرية. وأشارت الإحصاءات إلى أن امرأة من كل أربع لا تعتمد في طعامها على اللحوم، وتعاني من عدم القدرة على الإنجاب. وأوضح الدكتور بيرنجير أن إحدى العلامات السريرية لهذا الاضطراب الغذائي تتمثل في ما يعرف "بتناذر رينو" وهو حالة من الضعف والارتجاف بالإضافة إلى حساسية أصابع اليد وإصبع إبهام القدم والشعور بالبرودة. غذاؤك يحدد نوع وليدك ومن جانبه أضاف الدكتور "محمد بهائي السكري" أستاذ علم وظائف الأعضاء - بجامعة الأزهر موضحًا التأثير الملموس للغذاء في تحديد نوع الجنين أن جسم الإنسان يحتوي على أربعة معادن ملحية أساسية هي الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم وأكد أن هذه المعادن الأربعة تؤثر بطريقة ما على تركيب نطفة الذكورة، كما تؤثر في تكوين صبغات نواة البويضة؛ حيث إنه تبعا للنظام الغذائي المتبع تستطيع الأيونات المعدنية أن تحدث تغيرات من شأنها التأثير في غشاء البويضة على مستوى مواقع استقبال الحيوانات المنوية فتصبح قابلة للتأثر بالحيوانات المنوية وفقا لطبيعتها الذكرية أو الأنثوية.